عاصفة "شرودر" تضرب ألمانيا.. ضغوط من أجل "هجمة مرتدة"
حرك المستشار الألماني الأسبق، جيرهارد شردور عاصفة سياسية في ألمانيا، إثر تصريحات منتقدة لموقف الغرب من الصراع في أوكرانيا.
وأمس الجمعة، انتقد المستشار الأسبق جيرهارد شرودر وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لسفرها إلى أوكرانيا قبل زيارتها الرسمية الأولى لموسكو.
وقال شرودر في مدونته الصوتية "الأجندة" إنه يعتبر ذلك "استفزازا صغيرا" لروسيا.
وفي مطلع يناير/كانون الثاني، سافرت بيربوك أولا إلى كييف في زيارتها الرسمية الأولى كوزيرة خارجية ثم توجهت من هناك إلى موسكو، حيث التقت نظيرها الروسي سيرجي لافروف.
وحول التوتر بين روسيا وأوكرانيا، قال شرودر: "أتمنى أن تنتهي قعقعة السيوف هناك"، منتقدا طلب أوكرانيا الحصول على أسلحة من الغرب وألمانيا.
لكن هذا ليس كل شيء، رأى شرودر في تصريحاته أن نشر القوات الروسية على الحدود الأوكرانية هو رد فعل على مناورات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في دول البلطيق وبولندا.
ونوه قائلا: "بالطبع، هذا له تداعيات على التفكير وتحليل التهديدات في روسيا نفسها"، مضيفا "عليك أن تأخذ ذلك في الاعتبار إذا كنت تبحث عن تسوية مع روسيا".
ويتزايد التوتر بين أوكرانيا وروسيا مع حشد الأخيرة نحو ١٠٠ ألف جندي على الحدود مع الأولى، وحديث الغرب عن غزو روسي وشيك.
لكن موقف شردور الذي يعتبر صديقا مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حركت انتقادات كبيرة في ألمانيا، اليوم السبت.
وطالب كريستوف بلوس، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية هامبورج، بإغلاق مكتب شرودر في مبنى البرلمان.
وقال بلوس في تصريحات لمجلة دير شبيجل إن "سلوك المستشار الأسبق شرودر محرج ولا يليق بمستشار سابق"، مضيفا "إذا كان شرودر يضغط بشكل علني من أجل مصالح الدولة الروسية، فينبغي على الأقل ألا يحظى بدعم دافعي الضرائب الألمان الذين يدفعون مقابل تشغيل مكتبه".
وتابع "إذا لم يكن شرودر نفسه يتمتع باللياقة للتنازل عن الامتيازات الممولة من الضرائب، فينبغي أن يلغيها البوندستاج (البرلمان) الألماني".
المؤرخ أندرياس رودر، عضو الحزب الديمقراطي المسيحي، انتقد أيضا تصريحات المستشار الأسبق، وقال "روسيا تحشد أكبر انتشار لقواتها منذ عقود على الحدود الأوكرانية.. من الواضح لجميع المراقبين الدوليين أن بوتين يريد استخدام العنف لتغيير النظام العالمي".
وتابع "إذا وقف المستشار الأسبق شرودر إلى جانب المعتدي وولائه لبوتين، فسوف يلحق الضرر بألمانيا في جميع أنحاء العالم"، مضيفا "من ثم، يحق لنا التساؤل حول شرعية استمرار تمويل الحكومة لنفقات مكتب المستشار الأسبق في البرلمان".
تجدر الإشارة إلى أن شرودر صديق لبوتين منذ أن كان مستشارا (1998 إلى 2005). ويشغل حاليا أيضا مناصب إدارية في مشروعي خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم" و"نورد ستريم 2". ويتولى شرودر رئاسة لجنة المساهمين في "نورد ستريم إيه جي" ورئاسة مجلس إدارة "نورد ستريم 2 إيه جي".
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز