جحيم الطفولة.. تفاقم الاعتداءات ضد الأطفال بمناطق الحوثيين
انتشرت ظاهرة الاعتداء الجسدي على الأطفال في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بشكل لافت منذ الانقلاب.
وغدت مناطق سيطرة الحوثيين الموالين لإيران بيئة خصبة للأفكار المعادية للطفولة، حيث تروّج الدعاية الحوثية إلى أن الصغار هم رجال أيضًا وبإمكانهم حمل السلاح، بهدف تجنيدهم.
وأدى التكريس الحوثي لمفهوم "الأشبال" و"الرجال الصغار"، إلى تفشي مظاهر تعنيف الأطفال وسط المجتمع وتزايد حوادث الاعتداءات الجسدية الوحشية التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مقلقة.
وحوش بشرية
ورصدت "العين الإخبارية" أحدث تلك الاعتداءات في فيديو بثه نشطاء يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه 2 من الوحوش البشرية يعتدون على طفل قاصر بالضرب المميت.
ويبدو في الفيديو المتداول طفلًا لا يتجاوز 13 عامًا يتعرض لضرب شديد جدًا من قبل شخص اتهم الطفل بسرقة مزرعة، فيما يقوم شقيق الجاني بتصوير مشهد الاعتداء الصادم والتحريض على الطفل.
واستمر الجناة بانتهاك جسد الصبي المنهك، الذي عاد من إجراء عملية جراحية، حتى دخل الطفل في حالة إغماء، بعد أن ظل يستجدي بحرقة مالك المزرعة لإنقاذه دون جدوى.
وتم تصوير الحادث في مزرعة بمنطقة أرحب شمالي محافظة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل أن يتسرب الفيديو ويفضح الجناة الذين لا يزالون طلقاء.
وأثارت الحادثة صدمة لدى ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم الوحشية برزت بشدة وتفاقمت منذ الإنقلاب الحوثي أواخر 2014.
وأشار الناشطون إلى مئات الحوادث المشابهة التي تنتشر في مناطق الإنقلاب الحوثي بين الفينة والأخرى، والتي لم يعتد عليها اليمنيون بهذه القسوة إلا في زمن الحوثيين.
تعبئة أيديولوجية
وقالت الأخصائية الاجتماعية اليمنية، نوال محمد في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن هذه الجرائم الوحشية ضد الأطفال هي نتاج حتمي للأفكار الحوثية المشوهة والتعبئة الأيديولجية التي تستهدف تجنيد الأطفال.
وأضافت الأخصائية في رعاية الطفل، إن الحوثيين قاموا بتكريس نفي صفة الطفولة عن الصغار باعتبارهم رجالًا بالغين وليسوا أحداثا قاصرين دون السن القانونية الموجبة للعقوبات المغلظة.
ولفتت إلى أن التعبئة الحوثية لحشد الأطفال نحو جبهات القتال تُضر بقطاع أوسع من الأطفال الذين أصبحوا ضحايا النظرة الخاطئة لمفهوم الطفولة.
في السياق، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة تحت هاشتاج #الحوثيقاتلالاطفال لتعرية جرائم مليشيا الحوثي المتصاعدة ضد الطفولة في اليمن.
الحملة جاءت غداة إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة الماضي، تصنيف مليشيا الحوثي على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال.
ولاقت الحملة صدى واسعًا من قبل نشطاء في حقوق الإنسان وحقوق الطفل، ومشاركة صحفيين ومدونون وكتاب ونشطاء وحقوقيون من مختلف المجالات.
وتضمنت تغريدات الحملة إحصائيات مخيفة حول الأطفال الذين جندتهم المليشيا في الحرب بعد أن حرمتهم من حقهم في التعليم والحياة الكريمة.