هل تؤثر الكمامة على التنفس خلال ممارسة الرياضة؟
أثناء التمارين المنخفضة إلى متوسطة الشدة، سيبدو الجهد أصعب قليلاً من المعتاد باستخدام الكمامة، ولكن لا يزال بإمكانك المشي بشكل مريح.
تتجه عدد من الدول حول العالم لتخفيف القيود المفروضة على ممارسة الرياضات المختلفة، في ظل خطة التعايش مع فيروس كورونا المستجد، لكن مع اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، ومنها ارتداء الكمامة.
وعند ممارسة الرياضة، يكون التنفس أسرع وأصعب مقارنة بفترات الراحة، ما يزيد من خطر نقل المرض.
ونتيجة لذلك، تفكر بعض الدوريات الرياضية في إلزام الاعبين بارتداء الكمامات للحد من عدوى كورونا، لكن في الوقت ذاته، فإن ذلك قد يجعل من الصعب عليهم استنشاق كمية الهواء اللازمة لأداء أعلى المستويات خلال التدريبات.
وقال ليندسي بوتومس، الباحث في علم وظائف الأعضاء الصحية بجامعة هيرتفوردشاير البريطانية في تقرير نشره موقع " كونفرسيشن"، إن ارتداء الكمامة يمكن أن يزيد من مقاومة تدفق الهواء، ويجعل التنفس أثناء ممارسة الرياضة أكثر صعوبة، لذا فإن ارتداء الكمامة أثناء التمرين يشكل ضغطًا إضافيًا على تدفق الهواء في الرئتين.
وأضاف أنه أثناء التمارين المنخفضة إلى متوسطة الشدة، سيبدو الجهد أصعب قليلاً من المعتاد باستخدام الكمامة، ولكن لا يزال بإمكانك المشي بشكل مريح.
ووفقا لبوتومس، فإن التحدي يكون أكثر صعوبة أثناء ممارسة التمارين الرياضية الشاقة مثل كرة القدم، فعندما نقوم بتمارين ثقيلة، فإن عضلاتنا تنتج حمض اللاكتيك، الذي يسبب الإحساس بالحرقان، ثم يتم تحويله إلى ثاني أكسيد الكربون والزفير.
ولكن ماذا يحدث إذا حاصرت الكمامة ثاني أكسيد الكربون؟ أشار بوتومس إلى أنه أثناء انتقالك من التمارين المعتدلة إلى التمارين الرياضية الشديدة، قد تعيد تنفس ثاني أكسيد الكربون، ما قد يقلل الوظيفة الإدراكية ويزيد من معدل التنفس، وقد يكون هناك أيضًا كمية أقل من الأكسجين في الهواء المعاد تدويره، ما قد يحاكي التمرين على المرتفعات، لذا من المهم أن نكتسب فهماً أفضل لقيود التمرين القوية مع وجود قناع الوجه.
وقال بوتومس: "لاكتساب فهم تقريبي للمشكلة، يمكنك تجريب السير على جهاز المشي بسرعة 10 كم في الساعة (6.2 ميل في الساعة) لمدة ثلاث دقائق، مرة باستخدام قناع الوجة فقط أو قناع المبارزة وتحته قناع الوجه، مع استخدام محلل غاز محمول لقياس تركيز الغازات التي يتم استنشاقها وإخراجها.
وأضاف بوتومس الذي نفذ تجربة عملية: "عند استخدام قناع المبارزة فقط، كان تركيز الأكسجين في الغلاف الجوي حوالي 19.5 في المائة، وهذا يعادل ممارسة التمارين على ارتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، لكن ارتداء قناع الوجه تحت قناع المبارزة، قلل من مستوى الأكسجين إلى حوالي 17 في المائة، وهو ما يعادل ممارسة التمارين على ارتفاع 1500 متر، وما يصحبه من انخفاض أكبر في تركيز الأكسجين".
وتابع: "من خلال ممارسة الرياضة لفترة أطول أو أصعب، سيكون لارتداء القناع تأثير كبير على الاستجابات الفسيولوجية للتمرين، ما يتسبب في أعراض دوار الارتفاع مثل الدوخة أو الصداع".