انطلاق "آرت بازل" السويسري وسط ضبابية في سوق الفنون
معرض "آرت بازل" يجمع 290 داراً للمعارض الفنية تمثل نحو 4 آلاف فنان، ويستمر حتى 16 يونيو
تستضيف مدينة بازل السويسرية، الخميس، معرض "آرت بازل" الدولي للفنون في نسخته الـ50، والذي يستقطب كوكبة من هواة الجمع الأثرياء، وسط أجواء ضبابية رغم الصفقات الفنية الضخمة.
وأفرد المنظمون مكانة لافتة للفنانين الملتزمين في الجزء من هذا الحدث المخصص حصراً للأعمال الفنية الكبرى الموجهة للبيع من قبل متاحف أو كبار هواة الجمع.
وعدّل القائمون على الحدث في النسخة الحالية من معرض "آرت بازل" الأسعار للسماح بمشاركة دور معارض صغيرة كان يتعذر حضورها في الدورات السابقة.
ويجمع معرض "آرت بازل" 290 داراً للمعارض الفنية، تمثل نحو 4 آلاف فنان، ويستمر حتى 16 يونيو/حزيران.
ونفذت الفنانة الإسبانية أليثيا فراميس، في سياق موجة #أنا_أيضاً المناهضة للتحرش الجنسي، مجموعة أثواب مصنوعة من الأنسجة المستخدمة في الوسادات الهوائية داخل السيارات، وهي تنتفخ لحماية النساء اللواتي يرتدينها في محيط عملهن.
كما وجد موضوع الاحتجاجات الاجتماعية مكاناً له من خلال لوحة تشاركية للفنانة البرازيلية ريفان نوينشفاندر، تتيح للزوار لصق قصاصات ورق تحمل شعارات مستقاة من لافتات وشعارات مستخدمة في المظاهرات.
ويستقبل الزوار في مدخل البهو تمثالا ضخما للفنانة الكوبية الأمريكية كوكو فوسكو بعنوان "إنسان القرن الـ21"، والذي يُمثل شخصية "ساحر أوز" المرجعية في أدب الأطفال، مع ملامح شبيهة بتلك العائدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال مدير "آرت بازل" مارك سبيجلر: "لدينا معرض يزخر بالأعمال الرائعة، والكثير منها يتناول أو يرتبط بالوضع الجيوسياسي الشديد التعقيد الذي نعيش فيه".
20 مليون دولار لقطعة واحدة
وخلافاً لبينالي البندقية الذي اعتاد جزء من هواة الجمع الانتقال إليه بعد هذه المحطة في بازل، يشكل "آرت بازل" حدثاً تجارياً قبل أي شيء.
وفي المساحة المخصصة لدور المعارض الفنية التي تستضيف هواة الجمع الأثرياء ليعاينوا المعروضات بصورة حصرية قبل يومين من افتتاح الحدث أمام العامة، تجد القطع الأجمل من يشتريها في غضون بضع ساعات فقط.
من جانبه، قال مارك جليمتشر، رئيس ومدير دار "بايس" الأمريكية الشهيرة للمعارض الفنية "لقد بعنا ما يقرب عن 70% من قطعنا في غضون ساعتين أو ثلاث".
ولفت إلى أن قطعة نادرة للفنان الكوري الجنوبي لي أوفان وجدت من يشتريها في مقابل مليوني دولار في الدقائق الـ10 الأولى.
وتحدثت دور عدة للمعارض الفنية عن انطلاقة جيدة بعد اليوم الأول المخصص لهواة الجمع.
وبيع عمل للفنان الأمريكي مارك برادفورد عرضته دار "وايت كيوب" البريطانية، الثلاثاء، في مقابل 7.75 ملايين دولار، أما دار ليفي جورفي فقد باعت قطعة للفنان الأمريكي كريستوفر وول في مقابل 6 ملايين دولار.
إلا أن القطعة الفنية الأغلى في هذا اليوم كانت من مجموعة دار ديفيد زويرنر، وهو عمل للرسام الألماني غيرهارد ريشتر في مقابل 20 مليون دولار، وفق أرقام وزعها المنظمون.
وأوضحت الأستاذة الجامعية كلير ماكاندرو، معدة تقرير عن سوق الفنون أنجز بالتعاون مع منظمي المعرض، أن هذه المبالغ الضخمة في المعارض وقاعات المزادات تخفي خلفها واقعاً معقداً.
وقالت: "سوق الأعمال الفنية الأغلى ثمناً آخذة في وضع جيد، غير أن الأجواء المتوسطة والدنيا من السوق ليست كذلك".
وبعد عامين من النمو، أصبحت دور المعارض الفنية أكثر حذراً إزاء تطور السوق.
وفي تقرير صادر في مارس/آذار قالت 30% فقط من دور المعارض الفنية إنها تتوقع ازديادا في مبيعاتها لسنة 2019، بعدما كانت النسبة 58% في عام 2017، ما يعكس توقعات أكثر تشاؤما خصوصا لدى دور المعارض الصغيرة والمتوسطة.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز