معرض الرياض للكتاب.. قبلة عربية ترسخ ثقافة الانفتاح
"العين الإخبارية" ترصد عروضا لفعاليات تُعرِّف بالحضارات والثقافات المختلفة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، في مقدمتها تراث البحرين
انفتاح ثقافي ومعرفي كبير يرسخه معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الحالية، بتعزيز التبادل الفكري وزيادة مشاركة دور النشر بإصدارات تزيد على 500 ألف كتاب أدبي وقصصي وفلسفي، في توجه تتبناه حكومة السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتعمل عليه رؤية 2030.
وعلى مدار أيام المعرض، رصدت "العين الإخبارية" عروضاً لفعاليات ومُؤَلفات تُعرِّف بالحضارات والثقافات المختلفة، في مقدمتها تُراث دولة البحرين ضيف شرف المعرض، والمشاركات المصرية والإماراتية واليمنية والعراقية، إلى جانب كتب وبحوث مترجمة تقدم للمعارف العالمية عرضها جناح مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وقال القاص والإعلامي حسين السنونة: "أصبح معرض الرياض الدولي للكتاب قبلة عربية للعديد من دور النشر المتنوعة باختلاف توجهاتها الثقافية والمعرفية وإصداراتها الأدبية والفكرية والفلسفية، إضافة إلى تنوع الفعاليات المتعلقة بفنون السينما والمسرح المحلية والإقليمية التي تم طرحها هذا العام وأسهمت في إحداث مزج حقيقي بين الثقافات والأفكار وجمعت حضارات الدول في بوتقة واحدة".
وأضاف السنونة: "تعيش المملكة حالة تغير حقيقة في مكون الشخصية السعودية الأدبية والثقافية، وحتى التعرف على الفكر الفلسفي الذي لم يكن مسموحاً به في فترات سابقة، ولم يكن مطروحاً في دورات سابقة لمعرض الكتاب الدولي بالرياض، للتعرف على الثقافات المختلفة ورسم صورة جديدة لعقلية المواطنين السعوديين وفتح الباب أمام المثقفين بشكل خاص للتعرف على علوم المستقبل".
وأشار السنونة إلى أن اعتبار المملكة قِبلة دينية ومحور التقاء جغرافي وسياسي مهما كان فرصة لتجمع الجنسيات المختلفة وتبادل التراث الحضاري وامتزاجه بالحضارة السعودية، وهو ما تأكد بتبني القيادة السعودية سياسة الانفتاح على العالم الخارجي والسماح بإقامة دور للسينما وقيادة المرأة".
وتابع: "إلى جانب تتابع إقامة معارض الكتاب ووجود مؤلفات وإصدارات من مصر والكويت والبحرين، كذلك من الإمارات التي تشهد حالياً نهضة أدبية وثقافية فارقة في أبوظبي والشارقة بوجود معارض كبيرة ودور نشر وترجمة لها قيمتها عربياً وعالمياً".
وأكمل: "الاطلاع على الثقافات والتجارب المختلفة يضيف إلى المجتمع السعودي الذي لا يزال يعيش مراحله الأولى في التحرر الفكري والأدبي، ويعود بتأثير إيجابي على نمو الأفكار وإنتاج مشاريع مستقبلية لتطوير الثقافة في السعودية ومنطقة الخليج العربي بوجه عام".
بينما قال الكاتب المسرحي عباس الحايك: "يعد الكتاب بوابة فعلية لاكتشاف العالم كونه وسيلة للمعرفة وزيادة حصيلة الفكر والتأمل، وعلى ذلك يكون التجمع الذي يتضمنه معرض الرياض الدولي للكتاب ووجود نخبة من دور النشر العربية والعالمية فرصة لتوطيد العلاقة بين القارئ والكتاب"، لافتاً إلى تحقيق المعرض نجاحاً كبيراً من حيث القيمة الشرائية التي تجعله في مقدمة معارض منطقة الخليج العربي.
وأضاف: "المجتمع السعودي يعيش حالياً مرحلة تحررية جديدة، لا سيما بعد تسمية وزارة للثقافة تُعنى بمسؤولية النشر والترجمة وإثراء المحتوى الأدبي والفني"، مشيراً إلى أن دورة معرض الكتاب في 2019 تعد شاهدة على التغير في التركيبة الفكرية بوجود دور نشر تقدم مُؤلفات فلسفية ومعرفية متنوعة تعود بأثر إيجابي على طريقة التلقي المجتمعي مع الأحداث العالمية والتطورات الدولية.
وأكمل: "كان لرؤية المملكة 2030 دور كبير في إحداث التغير المجتمعي وإنمائه طبيعياً حتى الوصول إلى مرحلة النضج الثقافي والفكري، وأيضاً الفني بدعم جهود الإنتاج السينمائي والمسرحي واستعراضه دولياً كفرصة للتعريف بالثقافة السعودية وتغيير الصورة المجتمعية خارجياً، واعتبار ذلك توجها رسميا تتبناه الحكومة السعودية، وظهر في تمثيل كافة الجوانب الفنية في فعاليات المعرض".