معرض بلندن يخلّد فنون الشارع "الممسوحة" في السودان
الفرع البريطاني لنقابة الأطباء السودانيين، ينظم معرضاً مؤقتاً لفن الشارع السوداني، في جامعة "سواس" بلندن.
بعد أن جرى مسح كثير من الجداريات التي رسمها فنانون سودانيون خلال المظاهرات التي اندلعت في الخرطوم، نظّم الفرع البريطاني لنقابة الأطباء السودانيين، معرضاً مؤقتاً "للفن الثوري السوداني".
وأُقِيم الحدث في حرم جامعة "سواس" بلندن، المتخصصة في الدراسات عن أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وتستعرض الشابة السودانية جمانة أمير، صاحبة الـ20 عاماً، 30 صورةً من فنون الشارع، أنجزها سودانيون خلال المسيرات، قائلةً: "هذا كل ما تبقى لنا".
وليست هذه المرة الأولى التي ترى فيها جمانة أمير أعمالاً مماثلةً، حيث وصلت إلى بريطانيا مع والديها في سن الـ3، لكنّ أقرباءها الذين لا يزالون في الخرطوم "نشطون جدا" في الاحتجاجات، حسب قولها.
وذكرت جمانة التي أتت خصيصاً من كارديف، حيث تتابع دراستها، لزيارة المعرض: "كانوا في الاعتصام، كنت أتصل بهم عبر الفيديو وأرى تلك الرسومات خلفهم، لكن مع الأسف كل شيء زال الآن".
وتُظهِر إحدى هذه اللوحات الملوّنة سودانيتيْن تتوجهان إلى الجموع، وهما ترفعان قبضتهما وتضعان أقراط أذن ضخمة على الطريقة السودانية التقليدية، ويبدو في لوحة أخرى وجه امرأة عاقدة الحاجبين وهي تهتف.
وأوضحت مروى جبريل، عضو الفرع البريطاني لنقابة الأطباء السودانيين: "نعرف اسم بعض الفنانين، وهؤلاء فُقِدوا ولم يُعثَر عليهم بعد نهاية الاعتصام، لا نعلم ما إذا كانوا على قيد الحياة أم توفّوا".
وقال الطبيب السوداني أحمد هاشم المقيم في لندن، وهو صاحب صور عدة معروضة، التقطها خلال زيارته الخرطوم في أبريل/نيسان: "إن الاعتصام الذي بدأ في السادس من الشهر ذاته أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، كان بمثابة دولة ضمن الدولة مع أناس ينظمون صفوفهم بأنفسهم".
وتابع: "لقد رأيتهم يرسمون على الجدران وأيضاً على الأرض، كانت هناك أكشاك للعناية الطبية ومنصة، والمغنون يؤدون عليها الأناشيد".