معرض "الصدى الصامت" في بعلبك.. صوت الفن أعلى من صوت الحرب
مبادرة "الصدى الصامت" تعمل على إعادة إحياء مدينة بعلبك من خلال أعمال فنيّة معاصرة تتمعن في بقايا القلعة الأثرية ودورها في حياتنا
قلعة بعلبك الشهيرة التي تبعد عن العاصمة بيروت أكثر من 80 كيلومتراً، باتت في السنوات الأخيرة شبه مهجورة.. هجرها سياحها وزوارها بسبب ظروف قسرية وتوتر في المنطقة المتأثرة بالأزمة السورية وتدخل أطراف لبنانية فيها كمليشيا حزب الله.
الحرب الصامتة يصل صداها إلى هذه القلعة التاريخية التي تقع في منطقة يسيطر عليها أفراد هذا الحزب.. لكن هناك من أراد أن يوصل صدى مغايرا، صدى للفن لا للحرب.. هكذا ولدت مبادرة "الصدى الصامت" التي عملت على إعادة إحياء المدينة من خلال أعمال فنيّة معاصرة تتمعن بمعظمها في بقايا بعلبك الأثرية ودورها في حياتنا اليومية.
المبادرة تضم استضافة قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان للمرة الأولى وعلى مدى شهر كامل معرضا متعدد الوسائط يهدف إلى تسليط الضوء على العلاقة المتبادلة بين الفن المعاصر والآثار. ويضم معرض (الصدى الصامت) الذي افتتح السبت ويستمر لمدة شهر كامل، أعمالا فنية متنوعة لتسعة من الفنانين من لبنان وخارجها تشمل منحوتات وتجهيزات صوتية وصورا فوتوغرافية وأشرطة فيديو ورسومات تنبثق من الفن المعاصر.
المعرض الذي تنظمه جمعية ستوديو كور آرت في متحف قلعة بعلبك، يقام تحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة اللبنانية وبلدية بعلبك والمكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وقال جو كريدي مدير برنامج الثقافة في مكتب اليونسكو في بيروت لـ"رويترز"، "اليوم وبسبب التوتر السائد في المنطقة يتحدى (الصدى الصامت) الوضع الصعب ويعيد إحياء بعلبك من خلال أعمال فنية تتمعن بمعظمها في بقايا القلعة ودورها في حياتنا اليومية."
وقالت القيمة على المعرض اللبنانية كارينا الحلو لرويترز "كل أعمال الفنانين المعاصرين هي في الواقع صدى لعلم الآثار. الآثار تحف لا تتكلم. هي صامتة ونحن نحاول أن نفهمها من خلال علم الآثار. الآثار إنما هي كنوز لا نفهمها تماما."
وتؤكد الحلو أن من أهداف المعرض أيضا "عقد حوارات ثقافية مع الجمهور في مكان عريق والتحدث عن أهمية الآثار وكيفية الحفاظ عليها."
ويضم المعرض أعمالا لفنانين من فرنسا والولايات المتحدة والصين والبوسنة إلى جانب أعمال أربعة فنانين لبنانيين.
وبالتزامن مع عرض الأعمال الفنية تعقد على هامش المعرض حلقات نقاش ومحاضرات تعنى بالآثار وحوارها الصامت مع الفن الحديث كما تقام ندوة في العاصمة بيروت بالتعاون مع متحف سرسق.
وسيتم دعوة المدارس المجاورة للمنطقة ليتعرف التلامذة إلى متحف بعلبك والأعمال الفنية المعروضة داخله وكذلك تعريفهم بكيفية الحفاظ على الآثار، وتقع مدينة بعلبك في شمال سهل البقاع وتبعد عن العاصمة بيروت حوالي 83 كيلومترا وهي توجد في الوقت ذاته على بعد بضعة كيلومترات من الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات.