"المنفي" بشرق ليبيا.. نحو توحيد المؤسسات ودحر المليشيات
خطوة باتجاه توحيد المؤسسات الليبية تستبطنها جولة رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي إلى بنغازي وطبرق شرقي البلاد.
وفي وقت سابق الجمعة، وصل المنفي لطبرق قادما إليها من بنغازي، لبحث عملية توحيد المؤسسات الليبية، تمهيدا للانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال رئيس المجلس الرئاسي، في تصريحات إعلامية، إن المهمة الأولى التي يسعى لإنجازها هي توحيد الجيش عبر مسار اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)، مؤكدا أن المجلس الرئاسي سيقوم بدعم المسار، حتى يتمكن من توحيد المؤسسة العسكرية.
وأوضح المنفي أن زيارته إلى بنغازي وطبرق جاءت في إطار هذا الهدف، مشيرا إلى أن المسار العسكري من أهم المسارات التي يجب العمل عليها، بصفته قائدا أعلى للجيش الليبي.
دحر المليشيات
الخبير العسكري الليبي العميد صالح العريبي يرى في لقاء المنفي القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بداية موفقة لحل المشاكل الليبية داخليا دون التدخلات الخارجية التي تزيد من التوتر.
وأمس الخميس، استقبل حفتر المنفي فور وصوله إلى بنغازي، في مقر القيادة العامة بالرجمة، حيث طرح الجانبان وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع.
وطالب العريبي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، المنفي بعدم الاستماع لـ"المغردين خارج السرب الذين لا تهمهم مصلحة الوطن، والمضي قدما في تطبيق جميع بنود الاتفاق السياسي".
ولفت إلى أن التيارات الإخوانية والمليشيات المسلحة لم يرق لها لقاء المنفي وحفتر، مشيرا إلى أن تلك التشكيلات ترفض أي اتفاق من شأنه أن ينهي وجودها في المشهد الليبي.
قضايا هامة
من جانبه، اعتبر الشيخ السنوسي الحليق الزوي، نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية، أن زيارة المنفي لمدينة بنغازي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكسر جمود السنوات الماضية.
وقال الحليق، لـ"العين الإخبارية"، إنه وبعض مشايخ ليبيا تناقشوا مع المنفي في قضايا هامة، و"طالبناه بأخذ الأمور بكل جدية، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحذرنا من العودة بليبيا إلى المربع الأول، حال التخلف عن تنفيذ أي من بنود الاتفاق".
واشنطن تجدد دعمها لـ"رئاسي ليبيا".. والمنفي: نعمل على 3 مسارات
وأضاف أن لقاء المنفي والمشير خليفة حفتر خطوة نحو توحيد الجهود لدفع عملية السلام في ليبيا، مؤكدا أن الزيارة حققت هدفا كان الجميع يسعى إليه منذ فترة، وهو توافق السلطة السياسية والعسكرية.
ولفت إلى أن مشايخ القبائل أوضحوا لرئيس المجلس الرئاسي الجديد أهمية إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، واتخاذ تدابير سريعة وحلول جذرية لموضوع المصالحة الوطنية، واستحداث وزارة المصالحة لرأب الصدع بين أبناء الشعب الواحد.
كما أشار إلى أنه تواصل -رفقة مشايخ القبائل- مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، ناقش الجانبان سبل تشكيل الحكومة الجديدة وتمثيل كل الأقاليم فيها.
ووفق الحليق، فإن الدبيبة سيزور المنطقة الشرقية بالفترة المقبلة، لتقريب وجهات النظر وكسر حاجز الخلاف، دون تفاصيل أكثر.
وطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة لتسوية جميع الخلافات، والعبور بليبيا إلى مرحلة الانتخابات.
نبذ الخلافات
بدوره، اعتبر الناشط المدني الليبي خالد سعيد اعتيقة أن زيارة المنفي تأتي في جهود توحيد المؤسسات، والقضاء على الخلافات التي كانت تسود الوضع السياسي لأكثر من ثلاث سنوات.
ترحيب واستقبال وتحذير.. موقف الجيش الليبي من تداول السلطة
وقال الناشط إن "الوقت حان لجلوس الليبيين داخل الوطن لوضع الحلول المثلى للخروج من الأزمة الحالية، والانطلاق في البناء والاستفادة من الثروات الهائلة التي تزخر بها ليبيا".
وأشار اعتيقة إلى أن جلوس المنفي مع الاتحادات الطلابية وأعضاء هيئة التدريس بجامعة بنغازي يعكس أهمية هذه الشرائح ودورها المحوري بالفترة القادمة، مناشدًا رئيس المجلس الرئاسي عقد لقاءات شبيهة في غرب البلاد وجنوبها، للجلوس مع كل مكونات المجتمع الليبي.
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز