تكريم الفريق الكندي الفائز بجائزة التجربة الحكومية الأكثر ابتكارا
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤكد أن تعزيز عمل الحكومات بابتكارات خلاقة يلبي الطموحات والتطلعات البشرية والارتقاء بجودة الحياة.
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن تعزيز مسيرة التنمية العالمية وتسريع وتيرتها للعبور إلى المستقبل بخطى ثابتة يتطلب مشاركة حكومات العالم في غرس ثقافة الابتكار والتعاون لمواجهة التحديات، وضمان مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
جاء ذلك أثناء تكريم فريق هيئة الصحة العامة الكندي الفائز بجائزة التجربة الحكومية الأكثر ابتكاراً عالمياً عن تجربة "كاروت ريوردز - Carrot Rewards - الإلكترونية؛ مبادرة تشجيع المجتمع على ممارسة الرياضة"، وذلك خلال حفل توزيع جوائز القمة العالمية للحكومات في دورتها الـ7 بدبي.
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن سعي الإنسان لحياة أفضل يدفعه نحو التفكير الخلاق والمبتكر، مشيراً إلى أن الحكومات التي تبتكر اليوم تصنع المستقبل لشعوبها والعالم، من خلال استباق التحديات ومواجهتها بحلول وأفكار جديدة تسهم في تطوير العمل الحكومي، وبناء حضارات محورها الإنسان أساس التنمية العالمية.
وأوضح أن تعزيز عمل الحكومات بابتكارات خلاقة يساهم في تلبية الطموحات والتطلعات البشرية والارتقاء بجودة الحياة العالمية، وهو الدور الذي يجب أن تركز عليه الحكومات في المرحلة المقبلة لمواكبة التغيرات والعبور إلى المستقبل، وهو النهج الذي تتبناه دولة الإمارات من خلال ترسيخ ثقافة الابتكار ومهارات المستقبل في جميع ميادين العمل الحكومي.
وهنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فريق هيئة الصحة العامة الكندي الفائز بالجائزة الذي عمل بجد ونشاط لتقديم أفضل الابتكارات، داعياً المبدعين والمبتكرين إلى مواصلة جهودهم والاستفادة من التحديات وتحويلها إلى فرص والمشاركة بإيجابية في صناعة مستقبل أكثر إشراقاً لخير الإنسانية، وهو الهدف الذي تسعى إليه القمة العالمية للحكومات التي أصبحت مختبراً عالمياً ومصدر إلهام لجميع حكومات العالم.
حضر حفل التكريم الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل.
وابتكر فريق هيئة الصحة العامة في كندا تجربة "كاروت ريوردز" لتحفيز أفراد المجتمع على ممارسة المزيد من النشاط البدني، ويتم من خلاله منح المستخدمين نقاط ولاء عن كل خطوة يخطونها بهدف تحفيزهم وتوعيتهم بأهمية اتباع نمط حياة صحي، كما يمكنهم استبدال تلك النقاط في مرافق الشركاء مثل محطات الوقود، والأماكن الترفيهية، وغيرهما.
ووظفت التجربة الكندية المبتكرة مبادئ الاقتصاد السلوكي والتكنولوجيا وبرامج ولاء المتعاملين ونجحت في استقطاب أكثر من مليون مستخدم، وهي تقوم على علم سلوكي يستخدم مبدأ "المكافأة" لتحفيز أفراد المجتمع ذهنياً وبدنياً، وقد جاءت بعدما لاحظت الحكومة الكندية ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، إذ كشفت الدراسات التي أجرتها هيئة الصحة أن زيادة أعداد الأشخاص الحريصين على ممارسة النشاط البدني بنسبة 1% فقط ستوفر 2.1 مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية سنوياً.
ونتج عن هذه التجربة نجاح الحكومة الكندية خلال عام واحد في رفع مستوى وعي الأفراد بالمخاطر المرتبطة بضعف مستويات النشاط البدني بنسبة 29% وزيادة النشاط البدني للأفراد بنسبة 34%.
وينظم "مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي "جائزة التجربة الحكومية الأكثر ابتكاراً عالمياً"، ضمن فعاليات "ابتكارات الحكومات الخلاقة"، التي تهدف إلى استقطاب أفضل الابتكارات الحكومية العالمية لإيجاد حلول نوعية للتحديات اليومية الملحة التي تواجه الأفراد والمجتمعات البشرية حاضراً ومستقبلاً، وتسليط الضوء عليها وتشجيع الأفكار الإبداعية والمبادرات الحكومية الإيجابية، تحقيقا للرسالة الإنسانية التي تحملها القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة إلى 7 مليارات إنسان.
واختارت اللجنة المكونة من أعضاء المجلس الاستشاري العالمي التابع لمركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، إلى جانب عدد من الخبراء العالميين، الابتكارات المرشحة للفوز وفق 3 معايير أساسية، هي أن تكون الابتكارات خلاقة وغير اعتيادية في التعامل مع التحديات، واعتمادها على التقنيات الجديدة، إضافة إلى قابليتها للاستنساخ والتكرار والتطبيق في دول ومناطق أخرى، وتمتعها بالحداثة والفرادة المرتبطة بالابتكار، والأثر الذي يضفيه الابتكار للعمل الحكومي.
وتنافست في المرحلة النهائية للجائزة 9 ابتكارات قدمتها حكومات 9 دول، هي: الصين وفنلندا وألمانيا وإندونيسيا وكندا وسنغافورة وباكستان وسويسرا وهولندا، وصلت إلى النهائيات بعد تصفيات شملت تنافس أكثر من 560 مشاركة من 84 دولة في دورة هذا العام، كلها تهدف إلى تعزيز أداء العمل الحكومي في العالم، وإيجاد حلول ذات فاعلية للتحديات التي تواجهها المجتمعات الإنسانية من خلال تطبيق هذه الأفكار وتكرارها في مختلف أنحاء العالم، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة.
وقدمت مدينة تيلبورج الهولندية تجربة ذكية مبتكرة تقوم على استخدم النظام العالمي لتحديد المواقع، وأجهزة استشعار حساسة لتعديل مواقيت إشارات المرور حتى يحظى كبار السن وأصحاب الهمم بوقت إضافي لعبور الطريق، بهدف دعم جهود الحكومات في تعزيز أمن مستخدمي الطريق، ومواكبة احتياجات المواطنين المختلفة، خصوصاً في الأماكن المزدحمة.
وعرضت إحدى مؤسسات التكنولوجيا البيئية الصينية ابتكاراً يقوم على استخدام الكهرباء في تطوير الأساليب الزراعية وترشيد استهلاك مياه الري، وتقليص استخدام المبيدات إلى الحد الأدنى، وقد نجحت في زيادة إنتاج الغذاء دون استنزاف الموارد الطبيعية من خلال استخدام كهرباء التوتر العالي لتحفيز عمليات التمثيل الغذائي، والقضاء على الأمراض الناقلة للبكتيريا والفيروسات في الهواء والتربة، واستطاعت المؤسسة زيادة محصول الخضروات بنسبة 30%، وخفض استخدام المبيدات بنسبة تراوحت من 70 ـ 100%، وتقليل استخدام الأسمدة بنسبة تزيد على 20%.
وقدمت من ألمانيا، مدينة هامبورج بالتعاون مع جامعة "هافن سيتي" ومختبر الإعلام التابع لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، مشروع "إسكان اللاجئين" لمواجهة هذا التحدي العالمي باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع المواطنين من أجل إيجاد أماكن لاستقبال اللاجئين، بالاستعانة بتكنولوجيا خوارزميات المحاكاة، ونماذج الواقع الافتراضي المعزز وغيرهما من التقنيات لتحديد الأماكن المتاحة لإسكان اللاجئين، ونجحت المبادرة في تحديد 161 موقعا مناسبا لاستيعاب 24.000 لاجئ، ما شكل النواة الأولى لدمج اللاجئين في المجتمع.
وعرضت الهيئة السويسرية للهجرة ابتكاراً يوظف تكنولوجيا البيانات لتحديد أفضل المناطق التي توفر فرص عمل للاجئين بما يمكنهم من الاندماج في المجتمعات التي حلوا فيها، باستخدام خوارزمية مبتكرة لتحديد المناطق المناسبة لسوق العمل ومهارات اللاجئ وخبراته، وهو ما يساهم في رفع معدلات تشغيل اللاجئين بنسبة 73% في سويسرا و41% في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما قدمت وزارة المالية الفنلندية ابتكار التوأم الرقمي "أورورا"، الذي طورته لتمكين مواطنيها من امتلاك زمام السيطرة على حياتهم الرقمية، حيث يمكن لتجربة "أورورا" تقديم النصائح للمستخدم، والتنبؤ بمستقبل وظيفته الحالية، وتوفير خيارات لمواكبة التغيرات المهنية المستقبلية من خلال اقتراح سبل تطوير قدرات وكفاءات ومؤهلات كل مستخدم بحسب بياناته.
ومن إندونيسيا، أتاحت مدينة سورابايا لسكانها استخدام الحافلات مجانا مقابل التزامهم بجمع العلب البلاستيكية بدلاً من إلقائها في النفايات، وقد حققت هذه التجربة نجاحاً كبيراً، إذ أظهرت البيانات أن منح رحلة بالحافلة مدتها ساعتان مقابل جمع خمس علب بلاستيكية يساوي جمع 7.5 طن من البلاستيك من الحافلة الواحدة شهرياً، وشجعت هذه الفكرة المبتكرة استخدام نظام النقل العام، وعززت وعي السكان وشعورهم بالمسؤولية تجاه البيئة وحمايتها.
كما لجأت سنغافورة إلى الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتمال تسبب سائقي الحافلات بحوادث مرورية، وراقب علماء البيانات سلوكيات السائقين، وقد تم توظيف المعلومات الخاصة بأدائهم على الطرق في تطوير خوارزمية للتنبؤ بالحوادث، وتم البناء عليها لإعادة تدريب وتأهيل السائقين حسب حاجة كل واحد منهم.
كما قدم فريق باكستان المشارك مشروع "النقل المستدام في كراتشي" الذي طورته المدينة الباكستانية بهدف تعزيز ممارسات حماية البيئة من خلال تحويل المخلفات الحيوانية إلى غاز عضوي يستخدم كوقود للحافلات، مما يسهم في تقليل الآثار السلبية لاستخدام الوقود على البيئة وصحة أفراد المجتمع.
يذكر أن القمة العالمية للحكومات 2019 تتبنى توجهاً رئيساً يتمثل في التركيز على الإنسان في كل مكان حول العالم والارتقاء بمستقبل المجتمعات البشرية وجودة الحياة، من خلال استشراف التحديات العالمية وإيجاد الحلول المناسبة لها ومساعدة الحكومات على تقديم أفضل الخدمات والفرص لشعوبها.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز