خبراء ليبيون: استقالة رئيس وزراء إيطاليا خسارة للسراج

الخبراء يؤكدون أن سقوط حكومة كونتي في إيطاليا سيؤدي لضعف مليشيات فايز السراج ويسهل عملية تحرير طرابلس.

أكد خبراء ليبيون أن استقالة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الثلاثاء، تعد خسارة لحكومة الوفاق غير الدستورية التي يترأسها فايز السراج.

• رئيس وزراء إيطاليا يعلن استقالته بعد جلسة البرلمان

وأوضح الخبراء أن سقوط حكومة كونتي التي كانت تدعم حكومة الوفاق ومليشياتها، سيؤدي لضعف السراج وتسهيل عملية تحرير طرابلس أمام الجيش الليبي.

ورجح الخبراء تغير الموقف السياسي الإيطالي تجاه ليبيا عامة والأوضاع السياسية بها مع تشكيل حكومة جديدة في روما، مؤكدين أن الاستقالة جاءت بعد فشل كونتي في إدارة ملف الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا.

كونتي والملف الليبي 

وحاول جوزيبي كونتي منذ توليه رئاسة الحكومة الإيطالية إدارة الملف الليبي وعقد العديد من اللقاءات الدولية لمحاولة توحيد الرؤى السياسية والخروج من الأزمة الراهنة.

وكان أبرز تلك اللقاءات مؤتمر باليرمو، إلا أن تلك الاجتماعات لم تخرج بنتائجها المرجوة بسبب الاتهامات التي طالت حكومة كونتي بمساندتها أحد الأطراف الليبية على حساب الآخر، فضلاً عن اتهامها بعدم الحيادية. 

ووقعت الحكومة الإيطالية عددا من الاتفاقات مع حكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس أبرزها اتفاقات عام 2017 لتعديل اتفاقية الصداقة الليبية الإيطالية الموقعة عام 2008.

لكنن تلك الاتفاقات لم تلق إعجاب كثير من الأطراف الليبيين ومن بينهم: مجلس النواب الشرعي خاصة فيما يخص ملف الهجرة غير الشرعية والدعوة لإنشاء مراكز إيواء للمهاجرين في الجنوب الليبي. 

وكان البرلمان الإيطالي صادق في 7 أغسطس/آب الجاري على قانون يعاقب سفن إنقاذ المهاجرين القادمين من ليبيا وشمال أفريقيا عامة. 

وينص القانون على اعتقال أي قبطان سفينة يتجاهل أوامر الابتعاد عن المياه الإيطالية، كما يدعو السلطات الإيطالية إلى مصادرة سفينته بشكل تلقائي. 

الوفاق بمهب الريح

وقال طارق الجروشي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، إن استقالة كونتي" خبر سعيد" بالنسبة لليبيين وللجنة الدفاع بالبرلمان الليبي.

وأوضح، في تصريحات لـ" العين الإخبارية" أن حكومة السراج غير الدستورية في طرابلس باتت في مهب الريح بعد انسحاب الحكومة الإيطالية الداعمة للمليشيات، كما تعد خسارة سياسية لحكومة السراج غير الشرعية.

وأشار الجروشي إلى أن الرئيس الإيطالي حين يشكل حكومة جديدة خلال الأيام المقبلة لقيادة هذه المرحلة ستكون هناك سياسة عامة مختلفة ومغايرة، وسيكون عليها إعادة النظر في الحسابات أمام تقدم قوات الجيش الليبي على مليشيات حكومة السراج، واتخاذ قرار بدعم السراج من عدمه.

ورجح عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي قيام الحكومة الجديدة في روما بسحب القاعدة الإيطالية الموجودة في مصراتة، واختتم، قائلاً :"إلى أن تكون هناك حكومة جديدة في إيطاليا يجب على الجيش الليبي تحقيق انتصارات جديدة ضد مليشيات طرابلس والقيادة الإرهابية لتعزيز موقفه أمام العالم".

أسباب الاستقالة

ومن جانبه قال المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق إن استقالة جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي ستؤثر بكل تأكيد على الموقف الإيطالي الداعم للمليشيات في ليبيا.

وأكد معتوق، في تصريح خاص لـ" العين الإخبارية" أن إيطاليا تعد الداعم الأوروبي الأهم سياسيا ولوجستيا لحكومة السراج غير الدستورية والمليشيات التابعة لها.

وكشف معتوق أن الذي أسقط رئيس الحكومة الإيطالية أو دفعه للاستقالة إخفاقه في التعامل بشكل إيجابي مع ملف الهجرة غير الشرعية، لاسيما عقب حزمة وعود أطلقها ولم يلتزم بها على خلفية التفاهمات التي قام بها مع حكومة السراج، ما زاد أزمة الهجرة تعقيدا.

وأوضح معتوق أن فشل كونتي في تنفيذ وعوده أغضب الشارع الإيطالي الذي اعتبره قدم تنازلات ودعما ماليا لحكومة السراج الهشة، كما وضعه في موقف حرج وأجبره على الاستقالة.

ورجح معتوق أن الرئيس الإيطالي لن يختار شخصية جدلية مرة أخرى لتشكيل حكومة جديدة تحظي بثقة البرلمان.

وفيما يخص الموقف الإيطالي من حكومة الوفاق فرجح معتوق، أن الحكومة الإيطالية المقبلة لن تقع في ذات الأخطاء التي ارتكبتها حكومة كونتي.

وقال: "الحكومة الجديدة ستستمر في التعامل بذات الكيفية مع حكومة السراج لعدة اعتبارات أهمها فشلها في إدارة أي من الملفات المحلية والدولية وعجزها عن التصدي لتقدم الجيش الليبي نحو تحرير طرابلس.

وأضاف: "بعد فضح هيمنة تنظيم الإخوان الإرهابي على مفاصل ليبيا وتحالفه مع حكومة السراج التي تتحالف مع الإرهابيين،  ستُجبر إيطاليا على تغيير موقفها، كما سيكون مقدمة لتغير الموقف الأوروبي برمته تجاه الأزمة الليبية.

فشل ملف الهجرة

ومن جانبه قال الحقوقي والسياسي الليبي حافظ السنوسي إن فشل رئيس الوزراء الإيطالي في إدارة ملف الهجرة غير الشرعية كان أحد أهم أسباب استقالته.

وأكد السنوسي أنه بطبيعة الحال ستؤثر الاستقالة على الموقف الإيطالي الداعم لحكومة الوفاق وتشكيلاتها المسلحة وسيؤثر ذلك على تلك التشكيلات.

ورجح السنوسي أن الحكومة الإيطالية ستكف عن دعم مليشيات الوفاق وستهتم بأمورها الداخلية، مستدركا أن تغيير رئيس الوزراء أو الإطاحة بالحكومة الإيطالية بكاملها لا يؤثر على الاتفاقيات الرسمية المبرمة مع ليبيا في ملف الهجرة تحديدا طبقا للقانون الداخلي لكل بلد، وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوريبي كونتي أعلن تقديم استقالته من منصبه، أمام مجلس الشيوخ الإيطالي على خلفية جلسة للتصويت على سحب الثقة من الحكومة. 

وعزا كونتي تقديمه الاستقالة إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا، بسبب الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

وأعلن في إيطاليا في 8 أغسطس/ آب الجاري، عن انهيار الائتلاف الحاكم، الذي شكلته حركة "5 نجوم" وحزب "الرابطة"، وأبلغ ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء وزعيم الرابطة، كونتي بوجود خلافات خطيرة مع حلفاء الحركة وطالب بإجراء انتخابات مبكرة. 

وقرر مجلس الشيوخ الإيطالي تأجيل التصويت على سحب الثقة من حكومة جوزيبي كونتي، إلى اليوم الثلاثاء، وتم سحب الثقة منها.