خبراء: جهود آبي أحمد لتحقيق السلام والإصلاح وراء فوزه بنوبل
فوز آبي أحمد لم يكن مفاجأة بعد نجاحه في تغيير خارطة منطقة شرق أفريقيا التي تعد من أكثر مناطق العالم صراعا ونزاعات.
أكد خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن منح جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، كان متوقعاً، خاصة بعد تحقيقه العديد من الإنجازات التي وصفت بأنها "ثورة إصلاحية أحدثت تحولات كبيرة" في بلده الواقع بالقرن الأفريقي.
- خبراء: اتفاق إريتريا وإثيوبيا يدخل القرن الأفريقي عهد السلام
- قصف تركي على مدينة رأس العين بريف الحسكة شمالي سوريا
وحصل آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام؛ لدوره الكبير في السلام والمصالحة مع إريتريا، بجانب سياساته الداخلية التي نجحت في تحقيق السلام في بلد كان يعاني بسبب تفاقم النزاعات العرقية، فضلاً عن أن وساطته تجاوزت حدود بلاده في القارة السمراء.
ولم يكن فوز آبي أحمد، مفاجأة بعد نجاحه المدهشة في تغيير خارطة منطقة شرق أفريقيا التي تعد من أكثر مناطق العالم صراعاً ونزاعات أضرت بنمو دول المنطقة.
وقال الخبير محمد عيسى إن ما تحقق خلال عام ونصف داخلياً وخارجياً منذ تولي آبي أحمد السلطة يعد إنجازاً تاريخياً لقائد شاب ملهم ما كان ليتحقق لولا الرؤية والكاريزمية السياسية لآبي أحمد، التي استطاع أن يلفت خلالها انتباه العالم بأثره لإصلاحاته وإنجازاته في هذا البلد الأفريقي.
وأضاف أن آبي أحمد استطاع أن يتعامل مع المتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي وأحدث تحولات أذهلت الجميع، وساهمت في إطلاق رياح الأمل لمنطقة القرن الأفريقي.
وتابع أن السلام التاريخي الذي بادر به آبي أحمد وذهابه بطائرة إلى إريتريا، مثلت أشجع قرار يتخذه قائد إثيوبي في تاريخ البلاد، سعى لإنهاء عداء استمر نحو عقدين من الزمن بين شعب واحد في بلدين.
بدوره، قال أيوب غدي، رئيس تحرير صحيفة العلم الإثيوبية، إن آبي أحمد يستحق جائزة نوبل للسلام لعدة أسباب أولها ذهابه إلى إريتريا، برغم حالة الحرب والقطيعة بين البلدين.
وأضاف أن المشهد الذي عايشه العالم لحظة هبوط طائرة آبي أحمد في مطار أسمرا استمرت، والتي كانت الدموع الإريترية تختلط بالدموع الإثيوبية معبرة عن فرحة تاريخية بانتهاء القطيعة.
وتابع أن تلك اللحظة هي التي أوصلت آبي احمد لجائزة نوبل للسلام، وعبرت بالبلدين للتعاون والنمو المشترك اللذين يستحقه شعبا البلدين.
ومن جانبه، قال الأستاذ الجامعي الإثيوبي الدكتور منغستو تادسي إن فرحتنا بحصول آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام لا توصف، وشعرنا بأنها جائزة لكل إثيوبيا.
ودعا تادسي الإثيوبيين للوقوف مع قائدهم، ودعمه لإكمال مسيرة الإصلاح والتحول الديمقراطي، وتمكينه من معالجة القضايا الداخلية بعد تحقيقه السلام مع إريتريا.
وبعد قطيعة دامت 18عاماً، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في يوليو/تموز 2018 عن اتفاق مع إريتريا، لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح السفارات بين البلدين.
وتبادل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي الزيارات بين البلدين.
وهنأت السكرتيرة الصحفية لمكتب الرئيس الوزراء الإثيوبي بليني سيوم، الشعب الإثيوبي بهذا الفوز، وقالت في تصريحات صحفية: "ما تحقق من إنجازات تاريخية غير مسبوقة، بفضل العمل الدؤوب لإحلال السلام والتحول الذي شهدته إثيوبيا".
وأعربت عن فرحة إثيوبيا باختيار آبي أحمد للجائزة، معتبرة أنها لكل الإثيوبيين ونتاج ثورة إصلاحية انتهجها آبي أحمد منذ توليه الرئاسة.
وأعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2019 لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وقالت رئيسة لجنة نوبل للسلام النرويجية، بيريت رايس أندرسن، إن الجائزة مُنحت لآبي أحمد تقديراً "لجهوده من أجل التوصل إلى السلام وخدمة التعاون الدولي، خصوصاً مبادرته الحاسمة التي هدفت لتسوية النزاع الحدودي مع إريتريا".
وأضافت أنه بالتعاون الوثيق مع أسياس أفورقي، رئيس إريتريا، سارع الحائز على جائزة السلام هذا العام لوضع مبادئ اتفاق سلام لإنهاء الجمود الطويل بين إثيوبيا وإريتريا.
وشملت وساطات آبي الخارجية التي استندت إليها لجنة "نوبل"، المساهمة في تطبيع العلاقات بين إريتريا وجيبوتي، والسعي للتوسط بين كينيا والصومال.
والسبب الآخر الذي ذكرته اللجنة في منح آبي أحمد الجائزة، هو الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي حدثت في البلاد، وانعكست في سلسلة إجراءات تضمنت تغييرات غير مسبوقة.
وشملت قرارات آبي أحمد الداخلية إنجاز مصالحة وطنية كبيرة بين الطوائف كافة، والسماح للمعارضين في الخارج بالعودة للبلاد من جديد، وعزل عدد من الأمنيين المتورطين في قضايا تعذيب.
وصاحب ترشيح رئيس الوزراء الإثيوبي لجائزة نوبل للسلام دعماً كبيراً عربياً وغربياً لجهوده في الإصلاح داخلياً وخارجياً.