هجمات "الحشد" بالعراق رسالة إيرانية للكاظمي
ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب بالعراق يقول إن التحقيقات توصلت إلى أن مجموعة مشتركة من كتائب حزب الله العراق، وعصائب أهل الحق وراء الهجوم
استبقت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران جلسة التصويت على الحكومة العراقية بهجوم صاروخي على مطار بغداد الدولي، فجر الأربعاء، ورغم عدم وقوع أي خسائر بشرية، إلا أن خبيرين عراقيين اعتبراها رسالة إيرانية للكاظمي.
وقال ضابط في جهاز مكافحة الإرهاب بمطار بغداد الدولي: إن "التحقيقات التي أجريناها بالتعاون مع الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأخرى، توصلت إلى أن مجموعة مشتركة من كتائب حزب الله العراق، وعصائب أهل الحق هي التي نفذت الهجوم على المطار".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الهجمات كانت تستهدف المنطقة العسكرية من المطار، لكنها لم تصب الهدف، وسقطت بعيدا في محيط المطار دون أن توقع أي خسائر بشرية"، والجهاز سيقدم تقريرا مفصلا للقائد العام للقوات المسلحة عن الهجوم.
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقي أعلنت في بيان الأربعاء، أن ٣ صواريخ كاتيوشا سقطت في محيط مطار بغداد الدولي، دون أن توقع أي خسائر، مشيرا إلى أن القوات العراقية عثرت على منصة إطلاق الصواريخ مع جهاز توقيت في منطقة البكرية غرب بغداد.
وأشار السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي إلى أن المليشيات الإيرانية اختارت مطار بغداد كهدف كي توجه عبر الهجوم رسالة لرئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، وكل من يسعى لتحرير العراق من إرهاب المليشيات.
وتابع الآلوسي لـ"العين الإخبارية"، أنهم "اختاروا مطار بغداد لأنه بوابة العراق على العالم، وتوجد نخبة عسكرية عراقية فيه، والمنفذ المهم للتحالف الدولي في حربه على داعش والإرهاب".
وأضاف: "الهجوم أرسل رسالة تحذيرية إلى الكاظمي ولكل من يؤمن بضرورة تحرير البلاد من إرهاب المليشيات، بأنها هي سيدة الموقف، وقادرة على إشعال الحرب الطائفية، والإفلات"، مشيرا إلى أن معادلة المليشيات تعتمد على إشغال وإرباك الحكومة في بغداد لإعطاء أذرعها ساحة مفتوحة في المحافظات".
وأكد الآلوسي أن الرسالة الثانية التي وجهتها المليشيات عبر الهجوم كانت رسالة إيرانية مفادها أن "لا حرية وسيادة للحكومة العراقية دون رضا إيراني".
وأوضح بأن الرسالة الثالثة للهجوم هي استعراضية غوغائية تتعلق بالرد على استهداف إسرائيل للحرس الثوري الإيراني والمليشيات العراقية في سوريا التي تعرضت إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، مضيفا: "لعل هجومهم على مطار بغداد رسالة تكتيكية معنونة لإسرائيل تقول إن المليشيات والحرس لن يردوا على إسرائيل مباشرة، وأنهم راغبون بالتفاوض على وجودهم في سوريا، ومستعدين لتقبل استبدال الرئيس السوري بشار الأسد مقابل إدخالهم في صفقة سوريا الجديدة".
وزادت مليشيات الحشد الشعبي منذ نهاية العام ٢٠١٩ من هجماتها الصاروخية على القواعد العسكرية العراقية التي تحتضن جنودا أمريكيين وعلى مقر السفارة الأمريكية في بغداد ومقرات الشركات الأجنبية العاملة في العراق.
ورغم توجيه الولايات المتحدة لعدة ضربات جوية لمقرات المليشيات خصوصا مليشيا كتائب حزب الله العراق التي تعتبر الذراع الرئيسية لإيران في العراق، إلا أن المليشيات الإيرانية لم تتوقف عن تنفيذ مخطط الحرس الثوري في تحويل العراق إلى ساحة رئيسية للحرب الإيرانية ضد واشنطن؛ لإبعاد الحرب عن نظام ولي الفقيه الإيراني في طهران.
وشدد المحلل السياسي العراقي جمال السامرائي على أن أي حكومة عراقية لن تستطيع النجاح وخدمة العراقيين في ظل استمرار النفوذ الإيراني، ومليشياته بالسيطرة على مفاصل الدولة.
وأردف السامرائي لـ"العين الإخبارية" بالقول: "مليشيات الحشد الشعبي تمكنت بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني ومن النفوذ الإيراني المسيطر على الحكومة العراقية أن تبني ترسانة عسكرية كبيرة تفوق قوتها قوة الجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى، وهذا يجعلها مصدر خطر كبير على أي حكومة عراقية تحاول أن تخرج من سيطرة إيران".
وأشار إلى أن المليشيات الإيرانية أرادت من خلال الهجوم الصاروخي أن تقول للكاظمي إن الحكومة التي تتحكم بالعراق هي حكومة مليشيات الحشد، وأنها ستطيح بأي محاولة لإنقاذ العراق من براثن إيران.
ودعا السامرائي، الكاظمي إلى العمل على حصر السلاح بيد الدولة بشكل فعلي، مؤكدا: "الكاظمي أو أي شخصية أخرى ستتولى رئاسة الحكومة العراق يجب أن تستفيد من الدعم الدولي وخاصة الأمريكي ومن الدعم الشعبي المناهض للنفوذ الإيراني؛ لإنهاء دور المليشيات الإيرانية وبناء عراق جديد يكون للعراقيين".
ونفذت القوات الأمريكية عمليات إعادة تموضع في العراق خلال الشهرين الماضيين شملت تسليم عدد من قواعدها العسكرية لوزارة الدفاع العراقية، وأبقت على وجودها في قاعدتين رئيسيتين هما: قاعدة في أربيل بكردستان العراق، وقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، وزودت القاعدتين بمنظومة صواريخ باتريوت وهي منظومة دفاع جوي من نوع أرض-جو.