خبراء لـ"العين الإخبارية": حظر الإخوان يجفف منابع الإرهاب في ليبيا
خبراء سياسيون يعلقون على قرار مجلس النواب الليبي بتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا محظورا في البلاد.
"جاء متأخرا، ولكنه أفضل من ألا يأتي".. هكذا وصف خبراء سياسيون قرار مجلس النواب الليبي بتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي محظور في البلاد.
وقال الخبراء، في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، إن قرار النواب الليبي انتظره كثيرون من الليبيين بل طالبوا به خاصة في عام ٢٠١٤، عقب إطلاق الإخوان النار في طرابلس وإخراجهم لأعضاء المجلس من العاصمة بقوة السلاح بعد خسارتهم الانتخابات.
وقال جمال شلوف، رئيس منظمة سلفيوم للدراسات والأبحاث في ليبيا، إن القرار "جاء متأخرا، لكنه جاء أخيرا"، مضيفا أن "تنظيم الإخوان لا يحظى بأي قاعدة شعبية في ليبيا".
وتابع شلوف: "التنظيم استغل أحداث ثورة فبراير/شباط ٢٠١١ ليقتنص مكانا في السلطة، محولا ليبيا إلى بيت مال لتنظيم الدولي للإخوان وساحة تدريب وإعداد للجماعات المتطرفة والفوضى ليتمكن من البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة".
وأشار إلى أن هذا القرار من مجلس النواب سيكون الاختبار الحقيقي لكل المليشيات التي تقاتل الجيش الوطني في طرابلس، وتدعي أنها ضد جماعة الإخوان، متسائلا: "هل سنشهد منها تأييدا صريحا للقرار الذي لطالما ادعوا أنهم معه، أم سيعارضون ويكشفون عن وجههم الحقيقي كحلفاء لتنظيم الإخوان!".
خطوات مكملة للقرار
ووصف شلوف تنظيم الإخوان بـ"تنظيم زئبقي"، موضحا أن أغلب الكوادر التي تنفذ سياسات التنظيم ليسوا كوادر تنظيمية فيه وإنما تم تجنيدها إما فكريا أو ماديا أو بالابتزاز والتهديد لتنفيذ سياساتهم، خاصة بعد محاولتهم الأخيرة بالتغلغل الاجتماعي في القبائل الليبية.
كما أشار رئيس منظمة سلفيوم للدراسات والأبحاث في ليبيا إلى ضرورة سن قانون خاص يعتمد على التقصي والاستقصاء لإثبات تبعية كيانات كثيرة تابعة أو مرتبطة بالإخوان سواء في صورة (مدنية أو خيرية أو سياسية أو اقتصادية أو تنظيمات مسلحة حتى ربما بأشكال أخرى).
وأكد أنه من غير ذلك التقصي "سيكون القانون خاصا بعدد محدود من الكوادر التنظيمية للتنظيم دون الكوادر المالية والسياسية غير المنضوية تنظيميا التي ستقوم بالنشاط الإرهابي نفسه ولكن بأساليب أخرى".
خطوة جادة لمحاصرة التنظيمات الإرهابية
من جانبه، قال الدكتور جبريل العبيدي، الباحث والكاتب السياسي الليبي، إن قرار مجلس النواب خطوة صحيحة وجادة في اتجاه محاصرة وملاحقة منبع التنظيمات الإرهابية، واصفا الإخوان بـ"جماعة ضالة".
وأوضح العبيدي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان "تحالفت مع شياطين الأرض وأنتجت وأفرخت جميع التنظيمات الإرهابية من التكفير والهجرة إلى القاعدة وداعش"، مؤكداً أنها "جميعا تنظيمات خرجت من عباءة الإخوان".
وشدد العبيدي على أن تطبيق القرار سيكون سهلا بمجرد إنهاء الجيش الليبي العمليات العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس.
وضع النقاط على الحروف
أما الباحث الليبي إبراهيم بلقاسم، فقال إن قرار حظر الإخوان "وضع النقاط على الحروف خاصة بعد أن أصبح التنظيم كالورم في جسد الدولة الليبية، ناهيك عن الممارسات والانتهاكات الخطيرة التي مارسها التنظيم منذ ٢٠١١ حتى الآن".
وأضاف بلقاسم أن ذلك القرار من المطالبات الشعبية في ليبيا، مضيفا أن هذا التنظيم فقد رصيده السياسي والاجتماعي وتعرض لانشقاقات وانتقادات من داخله؛ وهو ما اتضح جليا في استقالة رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.
ولفت بلقاسم إلى أن الإخوان مارست "سلوكا إجراميا بحق ليبيا بعد سيطرتها وهيمنتها على مؤسسات الدولة وإفساد المنظومة المالية الليبية بسيطرة كوادرها عليها".
وأكد: "نتج عن ذلك تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد بتمويل الإخوان لعناصرها ومليشياتها من أموال الدولة الليبية على حساب الشعب الليبي".
تخوفات
وأبدى بلقاسم تخوفه من أن يُحسب هذا القرار على أنه نكاية سياسية وموقف سياسي للبرلمان، مشددا على أن الجلسة كانت مكتملة النصاب وأن القرار قد اتُخذ بإجماع حقيقي ونصاب قانوني".
وأبدى بلقاسم تخوفه من كيفية تطبيق قانون حظر الإخوان، متسائلا "كيف سيتم تنفيذه في حالة الانقسام التي تعيشها ليبيا بين الحكومة المؤقتة وحكومة الوفاق".
ودعا بالقاسم لتقصي أعضاء الإخوان، مضيفا أن هناك قيادات متوسطة لا يعرف الليبيون عنهم شيئًا حتى الآن، وأن المعروفين فقط بعض القيادات البارزة، وأن نشاط الإخوان غير أخلاقي وغير منضبط فيما يتعلق بالكشف عن عدد عناصرها وأسمائهم وإشهار دور ونشاط وتمويل الجماعة.