"العين الإخبارية" تكشف توابع تحالف "النينيو" مع الاحتباس الحراري.. ماذا يحدث في 2023؟
حذر العلماء من أن عام 2023 سيشهد موجات حر غير مسبوقة، بسبب عودة ظاهرة "النينيو" المناخية في وقت لاحق من هذا العام.
و"النينيو" ظاهرة مناخية، تحدث عندما تصبح المياه في شرق المحيط الهادئ الاستوائي دافئة بشكل غير طبيعي، وتحدث الظاهرة كل بضع سنوات، ويكون لها تأثير على دوران الغلاف الجوي العالمي.
كانت آخر مرة اجتاحت فيها ظاهرة "النينيو" الكبرى الأرض عام 2016، الذي لا تزال العام الأكثر سخونة في التاريخ.
وتشير التوقعات المبكرة إلى أن ظاهرة "النينيو" ستعود في وقت لاحق العام 2023، ما يجعل "من المحتمل جدا" أن يتجاوز العالم 1.5 درجة مئوية من الاحترار.
ويمكن أن يستغرق الشعور بآثار التسخين لظاهرة "النينيو" شهورا، ما يعني أن عام 2024 من المرجح أن يسجل رقما قياسيا جديدا في درجات الحرارة العالمية.
ويقول آدم سكيف، رئيس التنبؤ بعيد المدى في مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، في تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" الثلاثاء: "من المحتمل جدا أن تتسبب النينيو الكبير التالي في تجاوزنا الـ1.5 درجة مئوية".
وتوقع جيمس هانسن، من جامعة كولومبيا في نيويورك، أن يكون عام 2024 خارج الرسم البياني باعتباره العام الأكثر دفئا على الإطلاق.
وظاهرة "النينو" ليست بالظاهرة المستحدثة، ولكن تغير الاحتباس الحراري هو الذي يزيد من الشعور بآثارها، كما يقول مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب.
ويقول علام لـ"العين الإخبارية": "شكلت غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط الصناعي، ما يشبه الستارة التي تمنع عبور الأشعة تحت الحمراء الغلاف الجوي، لتبقى حبيسة، وتسبب ارتفاعا في درجات الحرارة، ويؤدي تزامن هذه المشكلة التي تعرف علميا باسم (تأثير الصوبة الزجاجية ) مع ظاهرة (النينيو)، إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة، كالذي حدث قبل سنوات".
ويضيف أن موجة الحر التي شهدتها أوروبا الصيف الماضي لم يكن لظاهرة "النينيو" علاقة بها، وكان سببها الأساسي الاحتباس الحراري، لذلك فإن تزامن الاثنين معا، سينتج طقسا سيكون شديد الحرارة".
وأدت الغازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 1.2 درجة مئوية حتى الآن، وأدى ذلك بالفعل إلى آثار كارثية في جميع أنحاء العالم، من موجات الحر الشديدة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى الفيضانات المدمرة في باكستان ونيجيريا، والتي ألحقت الضرر بملايين الأشخاص.
ويقول علام: "من المحتمل جدا أن تؤدي ظاهرة النينيو الكبيرة التالية إلى تجاوز 1.5 درجة مئوية".
ويتفق محمد الحريري، أستاذ العلوم البيئية بجامعة أسيوط (جنوبي مصر)، مع ما ذهب إليه علام، مشيرا إلى أنه في ظل تغير المناخ، ستزداد تأثيرات ظاهرة "النينيو" قوة لنشهد موجات حر غير مسبوقة.
ويقول الحريري لـ"العين الإخبارية"، إن "العلم يمكن أن يخبرنا الآن بموعد ظاهرة النينيو خلال الأشهر القادمة، وهو ما يجعلنا قادرين على اتخاذ ما يلزم للمواجهة".
من جانبه، قال محمود الشرنقاوي، أستاذ العلوم البيئية بجامعة المنوفية، إن ما شهده العالم من ارتفاع كبير في صيف عام 2022، "سيكون غير ذي أهمية"، عندما يوضع في مقارنة مع ما سيشهده العالم في صيف 2023، عندما يتزامن "النينيو" مع الاحتباس الحراري.
وأضاف أن "التأثيرات الديناميكية الحرارية لتغير المناخ ستؤدي إلى حدوث حالات شاذة في عام (النينيو)، لنكون على موعد مع عام أكثر تطرفا".