تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية إقليميا وعالميا.. خبراء يحذرون
حذر مجموعة من الخبراء، الأربعاء، من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية عالميا وإقليميا، بعد تأسيس علمي لموقف الأطراف المختلفة.
جاء ذلك في حلقة نقاشية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في دولة الإمارات، حول الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
الحلقة النقاشية التي جرت تحت عنوان "الأزمة الأوكرانية: التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية إقليميا وعالميا"، شهدت مشاركة لفيف من الخبراء، وطرح لمواقف الأطراف المختلفة.
وقال الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن "الحرب الروسية- الأوكرانية تثير العديد من المخاوف الإقليمية والعالمية المتعلقة بخطر اتساعها لتضع العالم برمته على حافة الانزلاق في أتون حرب عالمية جديدة مدمرة في ظل الإصرار الروسي على مواصلة الحرب حتى تحقق أهدافها، والإصرار الغربي على معاقبة روسيا واستنزافها ورفع تكلفة الحرب عليها إلى أقصى ما يمكن".
وأضاف: "من الضروري إعلاء صوت الحكمة وتغليب المصلحة العامة للشعوب والجلوس إلى مائدة المفاوضات وإجراء الحوارات البناءة لأن العالم ليس بحاجة إلى حروب مدمرة".
نتائج كارثية
فيما قالت أمل البريكي نائبة رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية "تريندز" للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات، إن "نتائج الحرب ستكون كارثية وستغير نظام العالم ولن تدعم العالم في تحقيق أي إنجازات".
وتابعت: "العالم لا يتحمل حربا أخرى وعلينا أن نقوم بالمناقشات التي تسعى للسلام"، مضيفة: "العالم يواجه تحديات إنسانية كبيرة وهناك 2 مليون لاجئ و7 مليون يسعون للهجرة" جراء الأزمة الأوكرانية.
ومضت قائلة "في الندوة، سنتناول الأزمة وتداعياتها، ومواقف الأطراف المختلفة".
تأسيس مواقف روسيا والغرب
الدكتور أرسن سابروف، الأستاذ مساعد ببرنامج الأمن الوطني، في أكاديمية ربدان بدولة الإمارات، قال في كلمته، إن التهديد على الأمن الجيوسياسي الروسي هو العامل الرئيسي وراء الأزمة الحالية في أوكرانيا.
وتابع "فلاديمير بوتين وضع نفسه في موقف لا يستطيع التراجع عنه".
بدوره، قال دكتور كريستيان ألكسندر، رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن "هناك اختلافات داخلية في الغرب فيما يتعلق برؤى الدول المختلفة للأزمة الحالية في أوكرانيا، استنادا لمصالح أمنية واستراتيجية واقتصادية".
وتحدث ألكسندر أيضا عن الصين، وقال إن "مقاربة بكين للأزمة تنطلق من مصالح ومنطلقات متعددة، أولها العلاقات الجيدة التي تصل حد الصداقة مع روسيا، واستراتيجية الحياد المدروس على المستوى الدولي؛ وهو ما ظهر في امتناع الصين عن التصويت داخل أروقة الأمم المتحدة في القرارات المتعلقة بالأزمة".
تداعيات اقتصادية
وحول التداعيات الاقتصادية للحرب الأوكرانية، قال ستيفن سكالت، وهو باحث رئيسي في قسم الدراسات الاقتصادية في مركز تريندز للبحوث، إنه "بالنظر إلى أهمية روسيا كموِّرٍد للطاقة، فإن أي انخفاض كبير وسريع في صادراتها من الطاقة سيؤثر تأثير كبيرا في الأسواق العالمية على المدى القريب".
وتابع: "نتيجة للأزمة، ستسعى الدول الأوروبية جاهدًة إلى تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة المستوردة، والاتجاه إلى إنتاج أكثر توزيعا يضمن استقلاليتها في هذا المجال، ويجعلها في مأمن من الأحداث الخارجية".
الشرق الأوسط وأفريقيا
من جهتها، قالت علياء العوضي، الباحثة بقسم الدراسات الاقتصادية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمتها، إن التداعيات الرئيسية للأزمة على بلدان منطقة الشرق ُالأوسط وشمال أفريقيا تتعلق بسلعتين أساسيتين تعتبران من أهم الصادرات الروسية التي تهددها العقوبات في الوقت الحالي، وهما النفط والقمح.
وتابعت: "العقوبات على روسيا شكلت صدمة اقتصادية كلية سيكون لها تأثيرات واسعة على جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن هذه التأثيرات لن تطال جميع البلدان بالتساوي، كما هو حال جميع الصدمات، وخير مثال على ذلك جائحة كوفيد-19".
أما الدكتورة آنا دولديز الأستاذ المشارك في برنامج الشرطة والأمن في أكاديمية ربدان في دولة الإمارات، فأكدت أن "الحرب في أوكرانيا ستعيد تشكيل العلاقات الدولية، وسينتج عنها الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية".
وتابعت "مما لا شك فيه أن الأحداث المتعلقة بأزمة أوكرانيا، هي اختبار جاد للنظام العالمي كما نعرفه اليوم".
ومضت قائلة أن "النظام العالمي قائم على ترتيبات موروثة من الحرب العالمية الثانية، تنعكس في تركيبة مجلس الأمن، ولا نستطيع تغييرها، ولا نستطيع تغيير الواقع في مجلس الأمن".