مراقبون: داعش يتأهب للعودة إلى سوريا باستهداف الأقليات
خبراء ومراقبون حذروا من أن تنظيم "داعش" الإرهابي بدأ يتحور بتغيير استراتيجيته التكتيكية، للعودة من جديد إلى سوريا.
حذر خبراء ومراقبون في شؤون التنظيمات الإرهابية من أن تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأ يتحور ويغير استراتيجيته التكتيكية، ليصبح أكثر وحشية، للعودة من جديد إلى سوريا، لافتين إلى عمليات الاختطاف والقتل التي تستهدف الأقليات، وأن "الهجوم ضد مجتمع الدروز في السويداء هدفه خلق فوضى واضطرابات".
الباحث السياسي بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، حسن الحسن، قال إن "تنظيم داعش الإرهابي غير استراتيجيته بالكامل، إذ يزعم علناً قتل ضحاياه، وخلف الكواليس يقوم باحتجازهم كرهائن ليبرم صفقات في السر بقادة ومقاتلي التنظيم لدى سجون النظام السوري"، حسبما نقلت مجلة "لوبوان" الفرنسية.
- ارتفاع ضحايا هجمات السويداء في سوريا إلى 250 قتيلا
- 50 قتيلا في هجمات انتحارية بمدينة السويداء السورية
وخلال الأسبوع الماضي، ذبح التنظيم الإرهابي، نحو 19 طالباً من بين 30 رهينة من الدروز، اختطفوا في يوليو/تموز الماضي، في ضاحية السويداء، والتي شهدت عمليات اغتيالات وهجمات إرهابية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصاً.
وأوضحت المجلة الفرنسية أنه "عن طريق أذرع التنظيم الدعائية، تبنى "داعش" الإرهابي تلك المذبحة الأكثر دموية في سوريا، وتخللت تلك العملية الإجرامية عمليات اختطاف للعشرات".
من جانبه، قال مصدر محلي بالمصدر السوري لحقوق الإنسان، إن "ما حدث في السويداء جزء من محاولة لإحياء خلاياه، وإعادة تشكيل الإدارة والقوة العاملة مع المحتجزين في السجون".
وعادت المجلة قائلة: "إن ذلك التنظيم الإرهابي ما هو إلا ظل لما كان عليه خلال عام 2014، إذ فقد جميع أراضيه، وأصبح اليوم يسيطر على أقل من 3% من الأراضي السورية"، مشيرة إلى أن داعش فقد المدن الرئيسية في العراق وسوريا، كما أن العديد من عناصر التنظيم تم احتجازهم من قبل تحالف المقاتلين الأكراد والعرب".
وأضافت: "أنه على الرغم من تلك النكسات، فإن التنظيم الإرهابي لا يزال يتحور في ثوب مختلف بشن هجمات مباشرة مفاجئة، لخطف المدنيين"، مشيرة إلى أن "الحكومة السورية مستقرة وآمنة في حين أن الشعب السوري هو الذي يتأثر باستهداف الإرهابيين هؤلاء الأقليات".
من جهته، قال الباحث الفرنسي فابريس بالانش المتخصص في الشأن السوري، إن "التنظيم الإرهابي سيتسمر في هجماته في البلاد، وإن الأقليات سيظلون هدفهم الرئيسي"، موضحاً أنه "في فبراير/شباط 2015 اختطف تنظيم داعش أكثر من 220 مسيحيا سوريا، وطالبوا بفدية لتحريرهم، وفي 2014 استهدف (داعش) الإيزيديين في العراق واليوم يستهدف الدروز".
بدوره، قال الباحث المتخصص في الصراع السوري، خطار أبودياب، إن "تلك الممارسات والتجاوزات ضد المدنيين الدروز مشابهة جداً لتلك التي قام بها داعش ضد الإيزيديين في العراق".
ونقلت المجلة الفرنسية عن كبار شخصيات الدروز، الذين أكدوا أنهم بصدد إجراء مفاوضات للإفراج عن الرهائن المحتجزين عبر روسيا بالتنسيق مع الحكومة السورية"، وأوضحوا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يعتقل "14 امرأة و15 طفلاً".
وأكد بيتر فان أوستين، الباحث البلجيكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة لوفن البلجيكية، أن الهجوم ضد مجتمع الدروز في السويداء هدفه خلق الفوضى والإضرابات، موضحاً أن" تكتيك خلق الفوضى أحد استراتيجيات التنظيم الإرهابي للسيطرة على مواقع جديدة".
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA=
جزيرة ام اند امز