بالرسم والتلوين وصنع المجسمات.. كيفية شرح الأضحية للأطفال
ليس سهلا على معظم الأطفال تقبل فكرة ذبح الحيوانات وتناول لحومها، ولذلك مع حلول عيد الأضحى يُفضل شرح الأضحية للأطفال وبيان حكمة الله والقيم التي يمكن أن نتعلمها.
يفزع كثير من الأطفال من رؤية الدم المسفوح وذبح الحيوان الذي كان يلاعبه ويُطعمه منذ دقائق، للدرجة التي قد تفسد عليه بهجة العيد ويرفض بعدها تناول اللحوم، ويمكن تحليل السبب بعدم التمهيد الكافي أو شرح الأضحية للطفل بطريقة مبسطة، ولذلك يجب إعداد الأطفال نفسيا مع اقتراب عيد الأضحى ليستمتعوا بأجواء العيد ولبناء وعي صحيح بعقيدتهم.
كيفية شرح الأضحية للأطفال بطريقة مبسطة
يجب الانتباه قبل تعليم الأطفال عن الأضحية إلى عُمر الطفل ومدى قدرته على استيعاب الفكرة أو المعلومات التي تطرحها عليه، مع عدم إجباره على مشاهدة ذبح الأضحية وتقبل الأسئلة التي قد تطرأ على ذهنه ويصارحكم بها، ومحاولة تبسيط أسباب ذبح الحيوانات باستخدام أنشطة وطرق تفاعلية، وإظهار الجوانب الإيجابية.
وقبل تقديم شرح مبسط عن الأضحية للأطفال في عيد الأضحى، يجب التركيز على:
- سواء كنتم تنوون ذبح الأضحية هذا العام أم لا، يُفضل تمهيد الفكرة للطفل قبل حلول عيد الأضحى.
- اختيار السن المناسب الذي يمكن أن يعي فيه الطفل فكرة العيد والأضحية، ويشير كثيرون إلى أن يكون أتم السابعة من عمره.
- عدم إتاحة مشاهدة الطفل للذبح قبل أن يتم الثامنة من عمره، وإذا لم يرغب في حضور الذبح فلا يتم إجباره.
- التدريج في شرح الأضحية للطفل، فيمكن البدء بانتظار المسلمون للعيد للحصول على اللحوم التي يتوقون لها من عام إلى عام، ثم إشراكه في عملية توزيع اللحم على الفقراء والمحتاجين ليرى بهجتهم بنفسه، ثم التطرق إلى قصة سيدنا إسماعيل وطاعته لوالده، وأخيرا افتدائه بكبش.
- توضيح طريقة الذبح وأصولها الشرعية التي تحرص على الرحمة وألا تتعرض الذبيحة للألم و الخوف، فهي لا تشاهد ذبح الحيوانات الأخرى.
- وفي حال تواجدت الأضحية في المنزل قبل الذبح بفترة، يُفضل الحرص على عدم تعلقهم به، وتنبيههم إلى أن وجودها مؤقت
- ربط الأضحية بأيام شهر ذي الحجة المباركة وأداء الركن الخامس من الإسلام.
- شرح فكرة تناول اللحوم عامة، مثل الأسماك والدجاج واللحوم الحمراء، وأننا تناول من لحم الخروف والعجل على مدار السنة لأن الله يسر لنا هذه المخلوقات، فعلينا أن ننعم بنعمته ونكون رحيمين بها.
- الإشراك في أنشطة عيد الأضحى، مثل تزيين المنزل أو عمل مجسم لخروف العيد والكعبة وفهم الطواف والحج.
أنشطة تفاعلية للأطفال عن الأضحية
وهناك نصائح لتعليم الأطفال عن الأضحية بطريقة تفاعلية تشير إلى ضرورة التبسيط واستخدام أنشطة مختلفة لتصل المعلومة ويتقبلها الطفل بمرور الوقت، مع زرع فكرة ذبح الأضحية وربطها بعقيدته كمسلم، وتوضيح أنها فداءً لنبي الله إسماعيل الذي رأى والده إبراهيم عليه السلام أنه يذبحه، والتركيز على فكرة الطاعة التي يقبل بها إسماعيل أن يذبحه والده لأنه يعلم أن والده نبي أمره الله بذلك، ويعلم أن الله لن يضره ولن يعرضه للخطر.
ويمكن شرح الأضحية بداية من الكبش الذي فدى به الله سيدنا إسماعيل إلى يومنا هذا باستخدام:
- عمل مجسمات من الكرتون أو الورق يوضح بداية فكرة الأضحية، واستخدام الألوان وتغيير نبرة الصوت ليتفاعل الطفل مع القصة ويحفظها، ثم يُطلب منه أن يحكيها في أحد التجمعات العائلية كشكل من أشكال التحفيز.
- مشاهدة فيديوهات كارتونية مبسطة متاحة على الإنترنت عن الأضحية وقصة سيدنا إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام.
- حكي قصة الأضحية من خلال كتب الأطفال الملونة والمبهجة، ومحاولة التركيز على تأثير الأضحية على حياتنا اليومية من الخير للفقراء والمساكين بسبب توزيع اللحوم عليهم، وصلة الرحم وزيارة الأقارب ومشاركة الطعام.
- استخدام الرسم والتلوين، عن طريق رسم قصة الأضحية والحج وطلب من الطفل تلوينها، ومع تلوين كل جزء يتم شرحه وفهم المعاني والقيم التي يشملها، فيشعر الطفل أنه جزء من القصة.
- الحرص على مشاركة الطفل في تقسيم اللحوم وتوزيعها، وإعداد هدايا ومجسمات للخراف حتى تكون هدية للأطفال الآخرين المحتاجين، وتعزيز دوره في إدخال السرور على الآخرين.
كيفية وشروط تقسيم الأضحية.. وأقصى عدد للمشتركين
قيم ودروس الأضحية للأطفال
من خلال شرح قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام وإيصال معنى الأضحية للطفل، يمكن التركيز على القيم التي يريد لنا الله أن نتعرف عليها، ونوضح حكمة الخالق في هذه الأحداث حتى يستقبل الطفل عيد الأضحى وهو مستبشر ومتفهم لكل حدث.
وأهم القيم التي يمكنكم الإشارة إليها:
الطاعة
فكرة الأضحية بدأت من طاعة سيدنا إسماعيل عندما أخبره والده إبراهيم عليه السلام، أنه رأى في المنام أنه يذبحه- ورؤية الأنبياء حق- فقال له إسماعيل عليه السلام "افعل ما أومرت"، لأنه يعلم أن الله سيحفظه وأن له حكمة، وعندما همّ إبراهيم بذبح ابنه فداه الله بكبش عظيم.
العطاء
الهدف من الأضحية أن يتسنى للفقرء والمساكين تناول اللحوم التي يصعب عليهم شراؤها خلال أيام السنة، وينتظرون عيد الأضحى من عام إلى عام للحصول على نصيبهم مما يقوم المقتدرون بتوزيعه، فتقديم لحوم الأضحية للفقراء ووتوزيعها على الأهل والأقارب واجب أساسي.
التكافل
يفهم الطفل أن المجتمعات تقوم على التكافل والتعاون، لا التصرف بفردانية وعدم مراعاة الأخرين، وأن المسلم يسعد عندما يساعد أخيه المسلم ويساهم في بهجته وإخال السرور على قلبه والعمل على راحته.
التواضع والشكر
التركيز على أن النعم التي نملكها والقدرة المالية التي قد تسمح لنا بشراء الأضحية، إنما هي منّة وعطاء من الله، مما يجعل قلب الطفل متواضع وشاكر لنعم ربه، مع ضرورة غرس فكرة أن الشكر يُزيد النعم وتقديمها للآخرين يعظم الأجر.
اعتبروا عيد الأضحى فرصة لتنمية وعي الطفل عن أهم ركائز العقيدة الإسلامية، والحرص على شرح معنى الأضحية ببساطة ودون تعقيد او تشدد، وقياس مدى استيعاب الطفل للمعلومات حتى لا تُغرقه بالأفكار والمفاهيم التي قد لا تناسب عمره.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز