شروط الأضحية من الضأن.. 5 يجب توافرها
يفضل كثير من المسلمين اختيار أضحية من الأغنام، خصوصا الضأن، لذبحها في عيد الأضحى لأسباب عديدة بينها سعرها الهين مقارنة بالأبقار والإبل.
لكن عند اختيار الضأن كأضحية في عيد النحر، أو ما يعرف في بعض الدول العربية بـ"العيد الكبير"، يحب توافر مجموعة من الشروط في الذبيحة.
الأضحية سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وهي مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية والإجماع.
ويستدل على مشروعية الأضحية في القرآن الكريم لقوله تعالى: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ" [سورة الكوثر]. وقال القرطبي في "تفسيره" (20/ 218): "أَيْ: أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ عَلَيْكَ"، كَذَا رَوَاهُ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أيضا في السنة المحمدية ما يثب مشروعية الأضحية، إذ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه فمن ذلك: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: "ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا"، متفق عليه. وأجمع المسلمون على مشروعية الأُضْحِيَّة.
ولا بد أن تقدم الأضحية من الأنعام، وإن اختلف الفقهاء في النوع الأفضل بينها إلى 3 أقوال، أرجحها قول المالكية إن الأفضل الغنم (الضأن)، ثم الإبل، ثم البقر.
أفضل أنواع الأضاحي من الغنم
وفقا للمذهب المالكي فإن الأفضلية في الأضحية للغنم الفحل منه، ثمّ خَصيّه، ثمّ الأنثى، ثمّ بعد الغنم المَعز، ثمّ البقر، ثمّ الإبل.
أيضا فضل المالكية الذكور على الإناث في جميع الأنواع، والأبيض منها على الأسود، والترتيب السابق كان حسب طِيب اللحم بالنسبة لكلٍّ أنواع الأنعام.
أما الشافعية والحنابلة فيُقدّمون الضأن على المَعز؛ كونه أطيب لحمًا، وبعدهما تأتي الشاة التي يرون أنها أفضل من المشاركة في البقرة إذا كانت الحصّة من المشاركة متساوية مع الشاة، أمّا إن كانت أكثر فالمشاركة في البقرة أفضل.
أنواع الغنم جميعا تصحّ فيها الأضحية، ويدخل في ذلك الذكر منها والأنثى، والخصي والفحل، لكن من الضروري إدرك بضع أمور كالتالي:
- أفضل الأنواع للتضحية من العنم هو الكبش؛ لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضحّى به.
- الجذع من الضأن أفضل من الثنيّ من الماعز؛ لأنّ لحمه أطيب، ولقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "نعمتِ الأضحيَّةُ الجَذَعُ منَ الضَّأنِ".
- الضأن الأبيض أفضل من الأسود في الأضحية.
- فضّل الحنابلة الذكر الخَصيّ على النعجة؛ لطِيب لحمه وكثرته.
- الخصيّ من المعز والضأن أفضل من الأنثى منها.
- الأضحية ذات القرون أفضل من غيرها من النوع نفسه.
شروط الأضحية من الضأن
من أهم الشروط الواجب توافرها في الضحية من الضأن سواء كان ذكر أم أنثى ما يلي:
1- أن تكون الضأن في سن مُعتبَرة، ويجب أن تكون جذعة؛ أي بلغت من العمر 6 أشهر فأكثر، وإن كان الحنفيّة والشافعية اشترطوا أن تكون من الثنايا أي أكملت سنة من عمرها على الأقل.
2- ألّا تكون مَعيبة وتخلو من كل ما يقلل من قيمتها أو يُفسد لَحمها، والعيوب إمّا أن تكون واضحة كالتي وردت بشكل صريح في النصوص الشرعية، وإمّا أن تكون مُلتحقة بالعيوب التي نصّ عليها الشرع.
3- أن تكون عن شخص واحد، إذ اتّفق الفقهاء على أنّ المُضحّي بالضأن ينبغي أن يكون شخصًا واحدًا؛ فلا تجوز فيها المشاركة من قِبل اثنين أو أكثر.
4- يُشترَط في الأضحية أن تكون ممّا يملكه المُضحّي، أو أن يملك الإذن في ذَبحها شرعًا، أو يملك إذن صاحبها إن كانت ملكًا لغيره، فلا يملك الشخص أن يُضحّي بما ليس له.
5- أن يضحّي بها في الوقت المحدّد شرعًا، الذي يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى ويستمرّ إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيّام العيد؛ أي ثالث أيّام التشريق.