هجوم «بيجر».. مقدمة لحرب شاملة أم مُسكن؟
ربما يحتاج الأمر عدة سنوات لدراسة تفاصيل هجوم "بيجر" الذي استهدف عناصر حزب الله، لكن تداعياته تثير كثيرا من الحيرة.
وبينما يعتقد البعض أن الهجوم مقدمة لحرب شاملة في لبنان، يرى آخرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمر بتنفيذ التفجيرات المنسقة لتلبية الاحتياجات الداخلية مع تزايد الضغوط لشن عملية عسكرية في الشمال.
ولمدة عام تقريبا، تبادل حزب الله وإسرائيل الهجمات، وأصبحت الأمور أكثر سخونة مع تزايد شدة الضربات على الجانبين، ووصولها إلى عمق أكبر في أراضي كل منهما، وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
ومع استمرار التصعيد، تزايدت الخسائر، إذ خسر حزب الله نحو 600 مقاتل مقابل 46 جنديا إسرائيليا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما اضطرت إسرائيل إلى إجلاء أكثر من 60 ألف شخص من منطقة تبلغ مساحتها نحو 650 كيلومتراً مربعاً على طول الحدود بسبب صواريخ الجماعة اللبنانية.
وتسببت عمليات النزوح لخسارة نحو 3% من أكثر أراضي إسرائيل إنتاجية في إزعاج شديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كان قد وعد بـ"النصر المطلق" عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفق التقرير.
وعلى مدار الأيام الأخيرة، تواترت الأنباء بأن "نتنياهو يخطط لإقالة وزير دفاعه يوآف غالانت حتى تتمكن إسرائيل من شن غزو بري في جنوب لبنان"، إذ يقول أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي إن غالانت هو من يعارض هذا الإجراء.
ومن غير الواضح مدى صحة هذه الفرضية، إذ كان يُعتقد سابقًا أن غالانت هو الصقر عندما يتعلق الأمر بلبنان، في حين أن نتنياهو هو الحمامة. كما تردد أن غالانت كان يريد شن حرب على حزب الله في أعقاب 7 أكتوبر/تشرين الأول مباشرة.
في المقابل، تعتقد مؤسسة الجيش في إسرائيل أن نتنياهو "رجل عمليات" يفضّل "قص العشب" على الحرب الشاملة التي تحمل في طياتها مخاطر عسكرية وجيوسياسية أكبر بكثير، مثلما حدث في غزة.
دورة العنف
وفي هذا الإطار، قد يكون الأرجح أن نتنياهو هو الذي أمر بتنفيذ عملية "بيجر" لا لتكون استفزازا لحزب الله أو مقدمة لحرب في الشمال، بل لتكون بديلا عن حرب شاملة، إذ تلبي العملية حاجته إلى إرضاء المطالب المتزايدة بشن حرب.
وكان استطلاع رأي نُشر الأسبوع الماضي، أظهر أن 45% من الإسرائيليين يفضلون الدخول في حرب إقليمية شاملة تتضمن إيران، بدلاً من الموافقة على اتفاق سلام يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويمكن أن يسهم هجوم "بيجر" في إشباع رغبة الإسرائيليين في اتخاذ إجراءات قوية على الأقل في الوقت الحالي.
لكن الوضع في لبنان يثير الشكوك، خاصة فيما يتعلق باحتمال أن يشن حزب الله هجوما شاملا على إسرائيل ردا على تفجيرات "بيجر" التي خلفت إصابات مروعة.
والسؤال الآن، هل العملية كانت استفزازا مبالغا فيه قد يدفع إيران أخيراً إلى إطلاق العنان لحزب الله وكيلها في لبنان؟ قبل أن تجيب الصحيفة "الشيء الوحيد الأكيد حاليا هو أن دورة العنف في الشرق الأوسط لن تنتهي في أي وقت قريب".