مفاجأة تخترق الصمت.. إسرائيل قررت تفجير أجهزة «بيجر» لهذا السبب
سيلٌ من التساؤلات والتكهنات ما زال يتدفق من أجهزة "بيجر" التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله اللبناني، وأوقعت قتلى وجرحى.
وأمس قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب قرابة ثلاثة آلاف شخص، بمن فيهم السفير الإيراني في لبنان، عندما انفجرت أجهزة النداء اللاسلكية "بيجر" التي يمتلكها حزب الله، في سائر أنحاء لبنان، في هجوم غير مسبوق حمّلت الدولة اللبنانية وحزب الله إسرائيل المسؤولية عنه.
من جانبها، لم تدل إسرائيل بأي تعليق على ما جرى في لبنان.
وما بين الاتهام والصمت، كشفت تقارير إعلامية أن إسرائيل قررت تفجير أجهزة "بيجر" خوفا من اكتشاف حزب الله للخرق الأمني.
وبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي الذي نقل عن مسؤول أمريكي كبير عن توقيت العملية: "كانت إسرائيل في مرحلة إما أن تستخدم فيها الصافرات المفخخة أو تفقدها"
وقال 3 مسؤولين أمريكيين للموقع: "قررت إسرائيل تفجير مئات أجهزة النداء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا بسبب القلق من أن حزب الله قد يكتشف قريبا الخرق الأمني في هذه الأجهزة".
ووفق مسؤول إسرائيلي كبير سابق، "خططت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لاستخدام الصافرات المفخخة التي تمكنت من زرعها مع عملاء حزب الله كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة من أجل شل المنظمة مؤقتا وإعطاء تل أبيب ميزة كبيرة في الهجوم".
هنا بدأت المخاوف
لكن مسؤولا أمريكيا ذكر في حديثه للموقع نفسه أنه "في الأيام الأخيرة، ساد قلق متزايد في إسرائيل من أن حزب الله قد يكتشف أن الصافرات تشكل خرقا أمنيا، ونتيجة لذلك، أجريت مشاورات طارئة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء كبار ورؤساء مؤسسة الدفاع ومجتمع الاستخبارات أدت إلى قرار استخدام النظام السري الآن، بدلا من المخاطرة باكتشافه من قبل حزب الله".
وكشف النقاب أنه "تم الإبلاغ عن المخاوف الإسرائيلية التي أدت إلى قرار تنفيذ الهجوم لأول مرة على موقع المونيتور"، ووفقا للتقرير "أثار ناشطان من حزب الله شكوكا حول الصافرات في الأيام الأخيرة".
وأشار إلى أنه "عندما زار كبير مستشاري الرئيس جو بايدن، عاموس هوكشتاين، إسرائيل يوم الإثنين، كان نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولون كبار آخرون مشغولين بالمشاورات الأمنية حول هذه القضية".
وقال: "عندما التقوا هوكشتاين، لم يعطوه أي فكرة عما كان يحدث وراء الكواليس".
وأضاف: "بعد ظهر يوم الثلاثاء بتوقيت إسرائيل، قبل دقائق قليلة من بدء إطلاق الصافرات في جميع أنحاء لبنان، اتصل غالانت بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن".
وذكر مسؤول أمريكي كبير أن "غالانت أبلغ نظيره الأمريكي أن إسرائيل ستنفذ نوعا من العمليات في لبنان قريبا لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل محددة عن الهدف أو طبيعة العملية".
وقال المسؤول الأمريكي إن "إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقا بتفاصيل الهجوم" لكنه لفت إلى أن "مكالمة غالانت الهاتفية كانت محاولة لتجنب وضع تفاجئ فيه إسرائيل الولايات المتحدة تماما".
وبحسب الموقع الإسرائيلي "يشعر كبار مسؤولي إدارة بايدن أنهم لم يتلقوا إشعارا كافيا".
وفي مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، "لم نكن على علم بهذه العملية ولم نكن متورطين فيها".
الرد المتوقع لحزب الله
وقدّر مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون للموقع أن رد حزب الله قد يسير في كلا اتجاهين.
الاتجاه الأول أن "يشن حزب الله هجوما كبيرا على إسرائيل انتقاما للإذلال الذي تعرض له".
أو قد يتراجع الحزب، على الأقل في المدى القصير، عن التفكير في أنه قد يكون لديه المزيد من الخروقات الأمنية التي لا يعرف عنها والتي قد تستغلها إسرائيل، كسيناريو آخر.