مسؤول أمني إسرائيلي سابق: 10 ملاحظات على هجوم «بيجر» في لبنان
سجل الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي عاموس يادلين 10 ملاحظات على هجوم الـ"بيجر" في لبنان.
وسجل يادلين ملاحظاته في تغريدة طويلة على منصة "إكس" تابعتها "العين الإخبارية".
وشهد لبنان حادثا أمنيا غير مسبوق الثلاثاء مع وقوع تفجيرات متزامنة استهدفت أجهزة اتصال «بيجر» يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني، ما يمثل خرقا واسع النطاق لجماعة طالما تباهت بحصانتها الأمنية.
وتسبب الهجوم بمقتل 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة 2750 آخرين.
وجاءت ملاحظات الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي يادلين على النحو التالي:
1. تسبب الهجوم بضرر عميق ومفاجئ للتنظيم (حزب الله)، وهو ما يعكس قدرات اختراق وتكنولوجيا وذكاء رائعة للغاية.
2. إذا كانت إسرائيل مسؤولة بالفعل عن هذه العملية، كما يتهم حزب الله بالفعل، فيبدو أن الهدف كان إيصال رسالة من شأنها أن تزيد من حدة معضلة حزب الله: ما هو الثمن الذي يرغب الحزب في دفعه مقابل الاستمرار في مهاجمة إسرائيل ودعم (يحيى) السنوار (زعيم حماس)؟ وحتى "الإرهاب" في أعماق إسرائيل – مجدو وياركون بارك كما كشف الشاباك اليوم – لن يمر دون ثمن باهظ، فالمنظمة التي تفتخر بالسرية والمستوى العالي من الأمن، وجدت نفسها مخترقة ومكشوفة.
3. إسرائيل لا تسعى إلى الحرب في هذه المرحلة، حتى لو كان من المرجح أنها تأخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار، ويبدو أنها تحاول بالأساس قطع العلاقة بين غزة ولبنان، وهو ما لا يزال نصرالله يصر عليه.
4. من المشكوك فيه ما إذا كانت إسرائيل، في ظل الظروف الحالية - دون حرب أو صفقة رهائن ووقف لإطلاق النار في غزة - ستتمكن من تحفيز حزب الله للتوصل إلى تسوية، تؤدي إلى إبعاد قواته عن الحدود وتسمح بعودة سكان شمال إسرائيل رغم الضربات القاسية التي تعرضوا لها.
5. الكرة الآن في يد حزب الله الذي يتهم إسرائيل بانتهاك سيادة لبنان، وربما في يد إيران أيضا، التي قد ترى إصابة سفيرها في لبنان سببا للتدخل، إضافة إلى القضاء على إسماعيل هنية في عاصمتها.
6. سيناريوهات الاستمرار:
أ) العودة إلى روتين المقارنات واستمرار تحصيل الأسعار المتبادل، ولو في اتجاه تصاعدي واضح.
ب) التصعيد الحاد بسبب رد فعل حزب الله ورد الفعل الإسرائيلي القوي على رد فعل حزب الله/إيران إلى حد الحرب، وربما الإقليمية أيضاً. على إسرائيل أن تتأكد من أن الإنجاز العسكري والسياسي سيبرر الأثمان والأضرار التي لحقت بالجبهة الداخلية والاقتصاد.
ج) صفقة في غزة تسمح لإسرائيل بدراسة الخيار الدبلوماسي تجاه لبنان، والاستعداد بشكل أفضل للحرب في غياب حل آخر.
7. لا يجوز لإسرائيل أن تخوض الحرب قبل استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية والسياسية، دون تخطيط تفصيلي لأهداف الحرب، واستراتيجية تحقيقها، وآليات النهاية، وبالطبع الاستعداد العسكري الأمثل والدعم الأميركي. إن إضافة "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم آمنين" إلى أهداف الحرب بعد مرور عام تقريبا على بدء حزب الله مهاجمة إسرائيل هي خطوة صحيحة، لكنها غير مرضية.
8. كما حدث في الأزمة خلال شهر أغسطس/آب، من المتوقع أن "تدخل الولايات المتحدة إلى الحدث" على وجه التحديد لمحاولة منع نشوب حرب إقليمية، وهو آخر ما تحتاجه إدارة (جو) بايدن (الرئيس الأمريكي) –(كامالا) هاريس (نائبة الرئيس الأمريكي) عشية الانتخابات، سيأتي وزير الدفاع أوستن لزيارتنا في بداية الأسبوع، ولن نتفاجأ إذا تم تقديم موعد الزيارة.
9. في مثل هذا الواقع الأمني المعقد، فإن انشغال رئيس الوزراء باستبدال وزير أمني ذي خبرة مثل (يوآف) غالانت هو "مجرد جنون"، كما وصفه مسؤول إعلامي أمريكي كبير.
10. خلاصة القول، إننا نتجه نحو أيام متوترة عشية موسم العطلات، حيث تشتد حرارة ساحة دائرة الرقابة الداخلية أيضاً، وحين يكون هناك الكثير على المحك، فإن عمليات صنع القرار في مجال الأمن القومي تشكل أهمية بالغة، وينبغي لها ألا يخضع لاعتبارات خارجية وسياسية وشخصية.