ممرضة وعاملة وعروسان.. مشاهد إنسانية في "جحيم بيروت"
رغم قتامة المشهد بعد انفجار مرفأ بيروت، وثّقت الكاميرات لحظات إنسانية ستبقى خالدة كلما ذُكِرت أهوال الفاجعة لما فيها من إنسانية وبطولة
حصد الانفجار الكبير في بيروت أرواح العشرات وأصاب الآلاف بالجروح ومئات الآلاف بالرعب والفزع وأدمعت له أعين الملايين حول العالم، لكن القدر كان رحيماً بالبعض ممن شهدوا الكارثة.
ورغم قتامة المشهد بعد انفجار مرفأ بيروت، مساء الثلاثاء، وثّقت الكاميرات لحظات إنسانية ستبقى خالدة كلما ذُكِرت أهوال الفاجعة لما فيها من إنسانية وشجاعة وبطولة.
ملاك الرحمة
"ملاك الرحمة" لقب تستحقه الممرضة التي وقفت وسط الركام والجثث تحتضن ثلاثة من الأطفال الرضع في مستشفى الروم.
المشهد الإنساني وثّقته كاميرا المصور بلال جاويش، الذي نشر الصورة عبر حسابه على "فيسبوك"، قائلاً: "16 سنة من التصوير الصحفي والكثير من الحروب. لم أر كالذي رأيته اليوم في منطقة الأشرفية، وخصوصاً أمام مستشفى الروم ولفتني هذه البطلة داخل المستشفى وكانت تسارع للاتصال رغم توقف الاتصالات وهي ممسكة بثلاثة اطفال حديثي الولادة ويحيطها عشرات الجثث والجرحى".
بطولة هذه الممرضة تتجلى في أن مستشفى الروم من بين أكثر المستشفيات التي تعرَّضت للأضرار وتوقفت عن العمل بعد انقطاع التيار الكهرباء عنها بشكل كامل، ما أدى إلى نقل المرضى الموجودين فيه إلى مستشفيات أخرى، وأعلن عن وفاة 4 ممرضات من طاقمها الطبي.
العاملة الشجاعة
وأظهرت كاميرات المراقبة بأحد المنازل المحيطة ببيروت، لحظة الانفجار الضخم الذي هز أرجاء العاصمة، شجاعة عاملة أنقذت طفلة من الموت.
وظهرت العاملة في مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع تواصل الاجتماعي وهي تنظف النافذة وبجوارها الفتاة، وما أن وقع الانفجار الضخم حتى ركضت نحو الفتاة وحملتها للهروب بها وإنقاذها.
عروسا الأشرفية
وفي الأشرفية وعلى مسافة قريبة أيضا من موقع الانفجار، وقف عروسان والدموع في عينيهما حزناً على ما تبقى من منزلهما الزوجي ومقتنياته التي لم تتسن لهما الفرصة لاستعمالها.
وكان العروسان حددا 15 أغسطس/آب موعداً لحفل زفافهما بعدما اضطرا لتأجيله مرتين قبل ذلك؛ الأولى لوفاة والد العريس والثانية بسبب وباء كورونا.
وتقول العروس بحزن: "اليوم وأنا أجرّب فستان العرس قالوا لي في المحل: هذه المرة الاخيرة.. لا تأجيل بعد اليوم".
أما العريس فيقول: "لم يكن ينقص المنزل إلا المكيّف.. اليوم بعد الظهر (أمس) أتى العمال وأحضروه".
لكن ورغم هذا الأسى ومشهد منزلهما المحزن يقولان: "الحمد لله أننا نجونا بعدما رأينا وفاة اثنين من جيراننا أمامنا.. مصيبتنا تبقى صغيرة أمام مصيبة غيرنا.. الخسائر المادية تعوض".
المفقودون
ومع الحديث عن أعداد كبيرة من المفقودين بين الركام، بادر البعض لإنشاء صفحة على "أنستقرام" تحمل اسم "locatevictimsbeirut"، هدفها نشر صور هؤلاء المفقودين للمساعدة في الوصول إليهم، وأطلقت كذلك حملة تبرعات لمساعدة المتضررين من الانفجار.
وخلال ساعات بات للصفحة أكثر من 83 ألف متابع، وامتلأت بصور عشرات المفقودين ودعوات للمساعدة في إيجادهم، بينهم رجال ونساء وأطفال إضافة إلى عناصر أمنية.
وشهد مرفأ بيروت، الثلاثاء، انفجاراً هائلاً وقع في مستودع بالعنبر رقم 12 قرب صوامع القمح، وسُمع دويه في بيروت، أدى إلى سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير الكثير من المباني.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، الأربعاء، أن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي ألحق أضرارا كبرى بالأحياء المجاورة في المدينة أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز