انفجارات "الخمس".. كيف تجهز تركيا لحرب جديدة في ليبيا؟
حذر خبراء ليبيون من تكثيف تركيا مساعيها لمد مليشيا الوفاق بأسلحة بحرية وجوية وبرية؛ استعدادا لحرب جديدة.
وبحسب الخبراء فإن أنقرة تسعى لإفشال المسارات الأممية المختلفة لإبقاء فايز السراج في الحكم؛ حيث تجري تركيا تدريبات بالأسلحة الثقيلة في ميناء الخمس البحري ومناطق بالمدينة ما تسبب في سماع أصوات انفجارات قوية.
الخبراء أفادوا بأن تركيا تستعد للسيطرة على سرت من خلال تحشيد المرتزقة والمليشيات والاستعانة بعناصر من تنظيم القاعدة برعاية إخوانية.
انفجارات بالخمس
عقيله صابر العضو بشعبة الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي قال إن تركيا انتهت من تجهيز قاعدة الوطية الحربية وبدأت في تجيهز كل من مصراتة والخمس، لافتا إلى وجود تدريب منذ الثلاثاء بالخمس على الأسلحة الثقيلة مما تسبب في سماع أصوات انفجارات بالمنطقة.
وأضاف صابر في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا تحشد بقوة أكبر قبل إعلان اتفاق جنيف بوقف إطلاق النار، موضحًا أن عدد الجنود والضباط الأتراك في قاعدة الوطية بلغ أكثر من 2000 جندي حتى الآن وتم منع الليبيين من دخول القاعدة نهائيا.
وأكد وجود معلومات عن قيام تركيا بتدريب تونسيين وماليين وبعض أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي من مصر وتشاد وسوريا؛ استعداد لبدأ حرب كبيرة في البلاد.
السيطرة على الجنوب
بدوره، قال ناصف الفرجاني المحلل السياسي الليبي إن تركيا لم تنتظر نتائج الحوار الليبي بل واصلت استعدادها خلال الأيام الماضية بنقل أسلحة نوعية متطورة منها المدفعية الموجهة وتجهيز قاعدة الوطية بشتى أنواع التقنيات العسكرية وطائرات إف 16.
الفرجاني أشار إلى الأطماع التركية في السيطرة على أقصى الجنوب الليبي، بعد التحشييد في قاعدة الوطية ونقل طائرات حديثة تهدف للوصول إلى أقصى مدن الجنوب مع الحدود التشادية السودانية.
وتابع أن تركيا مستمرة في تحدي قرارات المجتمع الدولي بالإعلان رسميا على لسان وزيري الخارجية والدفاع بالاستمرار في دعم المليشيات التابعة للوفاق وإجراء تدريبات في مجالات عسكرية مختلفة.
ولفت أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يعمل على توطين قواته في ليبيا من خلال فرض واقع سياسي على البلاد، والعمل على تغيير الديمغرافيا لتأمين السيطرة على المناطق في الغرب الليبي.
معركة كبرى
محمد المصباحي، رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، أكد أن ما يحدث الآن هو مناورات عسكرية تركية في الخمس وهبوط العديد من طائرات الشحن في الوطية ومصراتة استعداد لمعركة كبرى ضد الجيش الليبي واحتلال كافة المدن.
وأضاف المصباحي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا جمعت أعضاء الوفاق خلال الأيام الماضية في إسطنبول لتوحيد صفوف المليشيات من أجل حرب مقبلة.
ونبه إلى تحركات وزير دفاع السراج إلى قطر وتركيا لعقد اتفاقيات من أجل جلب السلاح والعتاد والاستعداد لخرق مسار (5+5).
ولفت إلى أن تركيا كانت تهدف من المبادرات المختلفة إلى كسب الوقت لإعادة حشد قواتها في ليبيا.
المصباحي شدد على أن تركيا جاءت لاحتلال ليبيا والبقاء لجعلها نقطة انطلاق لتهديد وابتزاز أوروبا بالإرهابيين واللاجئين القادمين من أفريقيا.
اشتعال الحرب
وتوقع محمد الزبيدي، المحلل السياسي الليبي، اشتعال الحرب برعاية تركية في الأيام المقبلة لاستكمال المخطط بعد وصول كميات كبيرة من الضباط ااـتراك إلى ليبيا، مؤكداً أنها ترى في ليبيا الملاذ الأخير بالمنطقة العربية.
ويشير الزبيدي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن المناورات التركية واستمرار التجهيزات واستعدادات مليشيات أردوغان هي تحشييد واضح للانقضاض على سرت والسيطرة على المنشآت النفطية.
وأضاف أن الأتراك لم يتبق لهم مكان يقدرون استغلال موارده النفطية إلا ليبيا بعد مقاومتهم في الشمال السوري.
وذكر أن تركيا ترى في ليبيا نقطة لدعم الإسلام السياسي في مصر وتونس ومالي والنيجر مما يخدم أجندتها.
وتابع أن أنقرة تهدف للبقاء في ليبيا للأبد لتمرير اتفاقية الحدود البحرية مع السراج وتهديد الملاحة في شرق المتوسط.
وفي سبيل ذلك حصلت تركيا على ما يتجاوز 35 مليار دولار من المصارف الليبية وتعويضات السراج عن الشركات التركية في البلاد.
والسبت قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مذكرة إلى رئاسة البرلمان، لتمديد مهام قواته في ليبيا، لمدة 18 شهرا إضافيا.