توّجت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاتها الرائدة في الخمسين عاماً الماضية باستضافتها الحدث الأبرز في العالم، إكسبو 2020 دبي.
لقد كان حفل افتتاح "إكسبو دبي" أسطوريا، فبدا قصة نجاح ترويها الإمارات للعالم ضمن قصص نجاحها الكثيرة، لتبدأ من هذا الحدث، الذي ينتهي آخر مارس 2022، مسيرة جديدة نحو التميز والريادة والطموح اللا متناهي خلال نصف قرن مقبل، وصولاً إلى هدفها الأسمى بأن تكون الدولة رقم واحد في جميع المؤشرات التنموية بحلول ذكرى مئويتها عام 2071.
لقد صنعت الإمارات في الخمسين عاماً الماضية قصة نجاح ملهمة لكثير من الدول والشعوب، انطلقت من طموح الآباء المؤسسين بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ببناء دولة موحدة قوية وقادرة على تلبية طموحات شعبها في الرخاء والازدهار، ورغم كل التحديات، التي واجهت الدولة خلال مسيرتها التنموية، فإنها استطاعت تحدي كل الصعاب وترسيخ أركانها، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، التي سبقت عصرها وأدركت مبكرا كيفية بناء الأمم وازدهارها، سواء بالاستثمار الفاعل في القوى البشرية، واعتبار الإنسان عماد التنمية وهدفها، أو من خلال تحفيز الابتكار والتطوير في مختلف القطاعات والميادين، فضلاً عن منظومة القيم الإيجابية، التي زرعتها هذه القيادة في مواطنيها ومجتمعها، والتي تقوم على التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، ما ضمن لهذا البلد العزيز الازدهار والاستقرار والتطور في بيئة متناسقة من التماسك المجتمعي.
وترسخت ريادة النموذج التنموي الإماراتي بمرور الوقت، مدعومة بكثير من المؤشرات الدولية، التي وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، بل وتفوقت عليها في كثير من المجالات، إذ حلت الإمارات في المركز الأول عالمياً في أكثر من 50 مؤشرا تنافسيا في أهم التقارير الدولة، وحافظت على موقعها بين أفضل 20 اقتصادا تنافسيا عالميا.
ونجحت الإمارات في تعزيز مكانتها كدولة داعمة للسلام والتسامح والحوار من خلال الأدوار المهمة، التي قامت بها في دعم قيم السلام والتعايش في المنطقة والعالم.
هذه الإنجازات والإمكانيات، التي يصعب حصرها هنا، هي التي مهدت الطريق أمام الإمارات لتظفر باستضافة فعاليات معرض "إكسبو" العالمي، الذي يقام لأول مرة في تاريخه، الممتد منذ 170 عاما، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
النجاح الاستثنائي في تنظيم هذا الحدث العالمي رسالة واضحة من الإمارات وقيادتها الرشيدة بأنها قادرة على صناعة التاريخ وتحقيق التميز في جميع الظروف، ورسالة أمل للمجتمع الدولي ببدء مرحلة التعافي من الجائحة والعودة إلى مسار التنمية الاقتصادية.
يعزز "إكسبو دبي" الحوار الثقافي والحضاري بين الدول والشعوب المشاركة عبر ما يشهده من فعاليات متنوعة تعكس التنوع الثقافي العالمي، وهو ما يعزز قيم التسامح والسلام في العالم كله.
وإذا كان "إكسبو 2020 دبي" هو أفضل تتويج لمسيرة إنجازات الخمسين عاماً الماضية، فإنه سيكون بلا شك بداية الانطلاقة الكبرى الجديدة، التي تسعى من خلالها دولة الإمارات لتحقيق مزيد من الإنجازات في الخمسين عاماً المقبلة، لا سيما أن افتتاحه تزامن مع إطلاق حزم عدّة من "مشروعات الخمسين"، التي تستهدف بناء اقتصاد تنافسي مستدام يرتكز على التكنولوجيا الحديثة والمبادرات الإبداعية والموارد البشرية المؤهلة للتعامل مع تطورات المستقبل، وصولاً إلى تحقيق هدف بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، بحسب وثيقة مبادئ الخمسين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة