إكسبو 2020 دبي.. ثورة في عالم البناء بمواد مستدامة صديقة للبيئة
تعرض أجنحة الدول المشاركة في إكسبو 2020 دبي خيارات مواد البناء الصديقة للبيئة، للوصول إلى تحقيق الاستدامة المرجوة في مدن العالم مستقبلا.
بدأت العديد من الدول حول العالم اتخاذ خطوات حقيقية نحو التحول إلى "البناء الأخضر"، لما تتسبب به مواد البناء التقليدية من آثار سلبية، وخاصة تلك المتعلقة بالتلوث والتغير المناخي.
الفطر في مواد البناء
يأخذ الجناح الهولندي زمام المبادرة في إيجاد طرق مبتكرة لتقليل البصمة الكربونية للمباني من خلال استبدال مواد البناء الضارة بمورد غير عادي وهو "الفطر".
ويقوم الجناح بزراعة الفطر الخاص به والذي يمكن استخدامه في مواد البناء مثل بلاط الأرضيات والجدران، مما يقلل بشكل كبير من كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي يتم إطلاقها يوميًا، وإنشاء مبان أكثر استدامة وفاعلية.
الفولاذ الخالي من الأحافير
تتجه السويد لتحقيق ما كان يبدو مستحيلا، وهو إنتاج الفولاذ والصلب الخالي من الوقود الأحفوري، في خطوة ضرورية للحد من التغيير المناخي الذي يشهده العالم اليوم.
ويعمل اتحاد مكون من شركة SSAB وشركة التعدين LKAB وشركة الطاقة Vattenfall على مشروع "هايبرت" والذي يهدف لتطوير سلسلة إنتاج خالية من الوقود الأحفوري، بدءا من التنقيب وصولا إلى المنتج النهائي.
ويتمثل العمل في تطوير وإنتاج فولاذ أقوى من الفولاذ العادي، وهذا بدوره يتيح للعملاء إنتاج منتجات أقوى وأخف وزنا، وبالتالي تقليل تأثيرها على البيئة.
وباستخدام الفولاذ عالي القوة والذي ينتج عنه وزن أقل واقتصاد محسن في استهلاك الوقود، يمكن للعملاء تحقيق وفرة كبيرة في ثاني أكسيد الكربون خلال مرحلة استخدام منتجاتهم النهائية، والهدف هو أنه بحلول نهاية عام 2021 ستصل وفرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية للعملاء إلى 10 ملايين طن.
وتقوم التجارب باستبدال فحم الكوك (المصنوع من الفحم الصلب) بالهيدروجين، وعوضاً عن إطلاق ثاني أوكسيد الكربون، تطلق هذه العملية المياه فقط، وتقوم شركة Vattenfall بتزويد الهيدروجين.
ويعتبر "غاز الهيدروجين الأخضر" نجما جديدا في قطاع الطاقة، ويجري إنتاجه عبر الكهرباء التي يتم توليدها باستخدام الموارد المتجددة، ولا ينبعث منه شيء سوى بخار الماء، ويعتبر حلا للطاقة مستقبلا، ويعود ذلك إلى القدرة على تخزين الهيدروجين لفترات طويلة، على العكس من طاقة الرياح أو الشمس مثلا.
بناء المنازل القابلة لإعادة التدوير بالكامل
يقوم الجناح الألماني في إكسبو 2020 دبي بعرض نماذج فريدة من نوعها لعدة طرق صديقة للبيئة في مواد البناء، حيث إن 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تصدر عالميا عن قطاع الإنشاء.
علاوة على ذلك، فالخرسانة والمواد اللاصقة تجعل من إعادة تدوير المباني أمرا مستحيلا، لذا طور فيرنر زوبيك بالتعاون مع ديرك هيبيل وفيلكس هايزل وحدة سكنية مكونة بالكامل من مواد معاد تدويرها وقابلة لإعادة الاستخدام 100%.
تقوم شركة سمايل بلاستيكس بتصنيع المواد الخاصة بها من عن طريق إعادة تدوير مخلفات الإنتاج وأغلفة التعبئة والبضائع الاستهلاكية المصنوعة من البلاستيك
وبما أن الصفائح السوداء المرقشة التي تنتجها الشركة مكونة من بولي إيثيلين عالي الكثافة، فهي تتميز بالمقاومة العالية لوقت طويل.
وتصنع شركة كلايتك من الطفال والصلصال والقنب والمواد الرابطة النباتية مادة بناء صالحة 100% للرجوع إلى دورة الطبيعة، وتعمل نسبة الطفال الموجودة في مادة البناء تلك على ضبط الرطوبة بصورة طبيعية، وتؤثر بشكل إيجابي على المناخ الداخلي، ويمكن استخدام المادة في كافة أعمال البناء الجاف.
وسعيا من خلال منتجاتها إلى الحد من تدفق المخلفات الصادرة عن البناء تقوم شركة ستون سايكلينغ بصناعة منتجاتها بخلط الطوب الحراري والخرسانة مع الصلصال الرطب، خلال عملية حرفية تكون لبنات جديدة وجميلة الشكل، تتيح إمكانية تشكيل الواجهات الخارجية والداخلية للمباني بصورة فريدة ومبتكرة، نظرا لتنوع ألوانها وقوامها.
أسمنت صديق للبيئة
يتسبّب تصنيع الأسمنت في انبعاث الغازات الدفيئة أكثر مما تتسبب به حركة النقل الجوي، ويمكن لبعض الحلول التي تقوم بتطويرها سويسرا أن تقود إلى جعل قطاع البناء أقل تلويثا وأكثر مراعاة للبيئة.
ونجحت صناعة الأسمنت السويسرية بتطوير نوع جديد من الأسمنت يسمى "LC3" (الأسمنت الطيني المكلس بالحجر الجيري).
ويمكن أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 40٪، كما يتم تصنيعه باستخدام الحجر الجيري والطين منخفض الجودة المتوفر بكميات وفيرة، وهو فعال من حيث التكلفة.
والهدف من مشروع LC3 هو جعله أسمنتا معياريا سائدا للاستخدام العام في سوق الأسمنت العالمي.
ومن الممكن وبفضل الأسمنت الذي تم تطويره تجنب إطلاق كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تعادل 10 أضعاف الانبعاثات السنوية لسويسرا.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg
جزيرة ام اند امز