نظام المسؤولية الممتدة للمنتج.. تحرك مصر من أجل المناخ
في ظل الجهود العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، تكثف مصر جهودها من أجل المناخ.
وتتأثر مصر بشدة بالتغيرات المناخية، مع الزيادة المتوقعة في موجات الحر والعواصف الترابية والعواصف على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط والظواهر الجوية الشديدة، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ووثقت مصر احترار أقوى على مدار الثلاثين عامًا الماضية، مع زيادة متوسط درجات الحرارة السنوية بمقدار 0.53 درجة مئوية لكل عقد.
والتقت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد ممثلي شركة تتراباك مصر إحدى الشركات الرائدة في مجال التعبئة والتغليف، وممثلي الشركة المتحدة لصناعة الورق والكرتون "يونيبورد".
نظام المسؤولية الممتدة للمنتج
وتم خلال اللقاء بحث التعاون المشترك في ظل تهيئة المناخ الداعم للمضي قدما في تنفيذ وإعداد نظام وطني للمسؤولية الممتدة للمنتج، حسب بيان صادر عن وزارة البيئة.
كما تم مناقشة آخر التطورات التنفيذية لمشروع إعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة بين شركة تتراباك والمتحدة لصناعة الورق والكرتون "يونيبورد".
وقالت وزيرة البيئة إن الاجتماع بحث التعاون مع شركة تتراباك لتنفيذ وإعداد نظام وطني للمسؤولية الممتدة للمنتج، بهدف زيادة عمليات الجمع والتدوير لمواد التعبئة والتغليف.
وأوضحت الوزير أن فكرة المسؤولية الممتدة للمنتج ترتكز على تتبع الجهة المنتجة للمخلفات لمسار هذه المخلفات حتى تصل لمرحلة التدوير أو التخلص الآمن.
قانون إدارة المخلفات الجديد
وأكدت أن فكرة المسؤولية الممتدة للمنتج إحدى الأفكار الأساسية في قانون إدارة المخلفات الجديد، ويعد إحدى آليات إدارة المنظومة التي تساعد على مواجهة المشكلات والتحديات الحالية التي تواجهها.
ووجهت فؤاد الشكر لشركة تتراباك على المبادرة والتعاون والشراكات المختلفة التي تمت مؤخرًا، ومن بينها مشروع إعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة بين شركة تتراباك والمتحدة لصناعة الورق والكرتون "يونيبورد".
وذكرت الوزيرة أنه تم مواجهة عدة تحديات في بناء منظومة المخلفات، منها الممارسات الخاطئة في التعامل مع المخلفات، وعدم وجود قطاع رسمي لجامعي القمامة، وضعف البنية التحتية، فضلاً عن عدم وجود قانون يشجع على إعادة التدوير.
وأضافت أن ذلك جعل مصر تتجه لوضع الاستراتيجية المتكاملة للمخلفات الصلبة البلدية كخطوة أولى مهمة جعلت للدولة قانون خاص بالإدارة المتكاملة للمخلفات بكافة أنواعها من قمامة ومخلفات زراعية وهدم وبناء.
ولفتت إلى أنه تم من خلال الاستراتيجية تحديد أدوار ومسؤوليات كل جهة وطنية، بالإضافة إلى العمل على بناء بنية تحتية دون أن يتحمل المواطن تكلفتها.
وبينت أنه تم إنشاء 27 مدفنا و100 محطة وسيطة وغيرها، كما يجري العمل على دعم منظومة المخلفات في القاهرة وحدها بنحو مليار ونصف سنويًا، كما تصل إلى 4 مليارات جنيه في عدة محافظات، بجانب إنفاق نحو 7 مليارات جنيه لتنفيذ البنية التحتية.
وشددت فؤاد على أن مسؤولية المخلفات لا تقع على عاتق الحكومة وحدها، بل على الكل المشاركة، مع الحاجة لدعم القطاع الخاص، ومنها شركة تتراباك في العمل على زيادة الوعي وتغيير سلوك المستهلك تجاه ممارساته في التعامل مع المخلفات وإعادة تدويرها.
وتابعت أنه يتم العمل من خلال وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بالوزارة على دمج الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة في منظومة المخلفات والتعاون مع الوزارة في عمليات الوعى والجمع والتدوير.
سلاسل قيم مستدامة
من جانبه، أوضح العضو المنتدب لشركة تتراباك مصر وائل خوري أن مجال إعادة التدوير يعد أحد أهم الاحتياجات اللازمة للتعبئة.
وأضاف أن الاقتصاد الدائري يعتمد على سلاسل قيم مستدامة لإعادة التدوير، تضمن أن الكرتون يتم تجميعه وتصنيفه وإعادة تدويره بأعداد كبيرة.
وأشار خوري إلى أن هدف التنمية المستدامة الثاني عشر يتعلق بـ«الاستهلاك والإنتاج المسؤولين» أي ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة.
وذكر أنه يمكن تحويل الكرتون إلى مواد خام جديدة ومنتجات، والحفاظ على إعادة استخدام الموارد القيمة للمساهمة في تأسيس اقتصاد دائري مستدام، من خلال الارتقاء بالبنية التحتية لإعادة التدوير.
ونوه بأن وزارة البيئة أطلقت عدة برامج لرفع وعي المستهلكين بأهمية إعادة التدوير وأنماط الاستهلاك التي تتسم بالمسؤولية وتسهم في تحقيق الاستدامة.
إعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة
واستعرض المدير الإقليمي للاستدامة بشركة تتراباك أحمد أبوالسعود آخر الخطوات والتطورات التنفيذية للمشروع المشترك مع الشركة المتحدة لصناعة الورق والكرتون "يونيبورد" لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة.
وقال إنه اقترب الانتهاء من مرحلة استيراد الماكينات المتخصصة بإعادة التدوير تمهيدا للتشغيل وبدء العمليات الإنتاجية خلال الشهر المقبل.
وأوضح أبوالسعود أن حجم الاستثمارات المخصصة للقيام بعمليات إعادة التدوير تقدر بحوالي 2.5 مليون يورو.
وبين أن المشروع لن يقتصر على عبوات الشركة، بل سيعتمد على استخدام جميع العبوات الكرتونية للمشروبات والمأكولات لإعادة تدويرها من خلال خطوط إنتاج سيتم تشغيلها بمصنع شركة "يونيبورد" والمتخصص في إعادة تدوير الورق.
وذكر أنه مستهدف الوصول إلى ما يتراوح بين 15 إلى 20% عبوات معاد تدويرها يتم استخدامها خلال الخمس سنوات المقبلة، مشيراً إلى أنه مع بداية العمل سيكون هناك فترة تشغيل تجريبي يتبعها إنتاج فعلي.
وتابع أنه متوقع الوصول بالإنتاجية في العام الأول إلى ما يتراوح بين 500 إلى 1000 طن كخط إنتاج تجريبي يمكن من خلاله دراسة منهجية الجمع والأماكن المستهدفة والطريقة المثلى لتطوير عملية التدوير.
وأردف أن السعة الإنتاجية تقدر بنحو 8000 طن مستهدف الوصول لها خلال 3 سنوات.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA== جزيرة ام اند امز