نظافة تحت الماء.. مبادرة عدنية لرفع المخلفات البحرية (صور)
رغم تنامي المبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني باليمن الغارق في حرب الحوثي منذ 8 أعوام، إلا أن القليل منها من تترك بصمة حية.
أبرز هذه المبادرات الذاتية هي التي قادها غواصون عدنيون لرفع القمامة البحرية ضمن جهود لنشر ثقافة النظافة والحفاظ على المتنفسات الطبيعية وشواطئ عدن "ثغر اليمن الباسم"، على بحر العرب.
وتسعى المبادرة المؤلفة من طلاب جامعات وموظفين وصيادين ونشطاء يجيدون الغوص في عمق البحر إلى تحسين الفكر المجتمعي والتوعية بأضرار رمي المخلفات في البحر والحفاظ على الشواطئ في عدن.
كما تستهدف الحد من التلوث البحري في شواطئ وسواحل العاصمة اليمنية المؤقتة.
ومؤخرا عمل الغواصون العدنيون على رفع القمامة من عمق البحر في عدة مواقع بحرية منها "الحمراء" و"جولد مور" والتي تعد متنفسات طبيعية مهمة لآلاف العائلات.
وتبنت هذه المبادرة "جمعية غواصين عدن" للحفاظ على نظافة شواطئ وبحار العاصمة عدن، والتي مازالت في طور التشكيل وتسعى لمحاربة الممارسات الخاطئة التي تهدد الحياة والكائنات البحرية وتؤثر على البئية البحرية سلبا.
صدمة في حجم المخلفات
بعد وقت قصير من الغوص في أحد المواقع البحرية، تفاجأ الشباب بحجم المخلفات في عمق البحر، حيث استخرجوا كميات هائلة من القمامة بشتى أنواعها.
وقالت جمعية غواصين عدن في بيان إنها قامت بحملة لتنظيف شاطئ "جولدمور جهة الدبلوماسي"، باعتباره أحد المتنفسات لكنها تفاجأت بعد وقت قصير من الكميات الهائلة من المخلفات تحت البحر.
ودعا البيان الجميع للحفاظ على نظافة الشواطئ ورمي المخلفات في أماكنها الصحيحة.
ونشر المصور اليمني عمر القاسمي، وهو أحد الغواصين المشاركين في الحملة صورا تظهر رفع كميات كبيرة من المخلفات، معربا عن صدمته من رمي القمامة في البحر الذي يعتبر أهم المتنفسات في عدن.
وأكد القاسمي على حسابه في "فيسبوك"، تصفحته "العين الإخبارية"، أن المبادرة سوف تستمر في مواقع بحرية أخرى للحفاظ على الثروة البحرية ورفع المخلفات التي تهدد البيئة البحرية.
بصمة جمالية
لاقت مبادرة جمعية غواصين عدن دعم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر نشطاء نظافة الشواطئ مسؤولية تقع على عاتق الجميع دولة وشعبا رغم حرب مليشيات الحوثي التي تدخل عامها الثامن على التوالي.
وأشاد النشطاء بالأثر العظيم والبصمة الجمالية للحملة الشبابية، والتي تنم عن حس وشعور بالمسؤولية وروح الحفاظ على البيئة البحرية، معبرين عن أملهم بمزيد من المبادرات المماثلة والدورية لتنظيف الشواطئ والقمامة تحت الماء.
وكشف عضو جمعية غواصين عدن جمال باوزي أنه سوف يتم إشهار الجمعية رسميا اليومين المقبلين بعيد الانتهاء من الإجراءات الرسمية لتقود مبادرات تحافظ على نظافة شواطئ وبحار العاصمة عدن.
وأضاف أن الجمعية تضم شبابا من عدن وغواصين كانوا سباقين في المبادرة وتنظيف شواطئ عدن، وهم من طلاب الجامعات والموظفين الحكوميين والصيادين بعد أن جمعهم البحر ووحد جهودهم.
وأشار إلى أن الشباب بادروا في تنظيف كورنيش الشهيد جعفر محمد سعد وجزيرة العمال كما قادوا حملة تنظيف تحت البحر بشاطئ جولدمور جهة الدبلوماسي، كجهود ترسم بصمة جمالية للعاصمة عدن.
وتمتلك عدن شواطئ واسعة، تشكل متنفساً للمواطنين الذين يرتادونها بشكل يومي، لكن قلة التزام كثير من المرتادين بمعايير النظافة؛ تؤدي إلى انتشار النفايات المبعثرة، وبالتالي الإضرار بالبيئة.
وتتميز بعض مواقع عدن البحرية ببيئة صافية ونقية مما يؤكد أهمية حمايتها والمحافظة عليها من الممارسات الخاطئة والحد من الملوثات التي تهدد الشعاب المرجانية مصدر جذب الأسماك والكائنات البحرية.
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjIwMyA= جزيرة ام اند امز