عيد العمال في اليمن.. مناسبة "مُرّة" بطعم الحرب وشظف العيش
يعمل صفوان عبده الصالحي في محل صرافة صغير بإحدى مناطق جنوب تعز منذ ما قبل الحرب في اليمن ويحصل على مرتب ضئيل لا يتجاوز 150 دولارا.
وصفوان الذي لا يكفيه راتبه 10 أيام، أضحى نموذجا لواقع العمال اليمنيين الذين طحنتهم الحرب وتسببت بتآكل القيمة الشرائية لمرتباتهم الشهرية التي كانت تكفيهم بالكاد قبل الحرب.
- اليمن يعود بقوة إلى أسواق النفط.. أول الغيث "مليار دولار"
- اليمنيون واصطياد التونة.. مغامرة ليلية في قلب الأمواج والبرد والألغام
ويقول صفوان لـ"العين الإخبارية" إنه مدين لرب عمله بأكثر من 13 مرتبا شهريا أي نحو 2000 دولار، وأنه حتى لو حصل على فرصة عمل أفضل ليس بمقدوره ترك عمله الحالي بسبب الديون التي يتوجب عليه سدادها.
ويضيف أنه حين تسلم عمله الحالي كانت قيمة صرف الدولار الواحد 250 ريالا وكان سعر كيس القمح أقل من 10 آلاف ريال يمني، بينما سعر الدولار اليوم تجاوز ألف ريال وسعر كيس القمح تجاوز 40 ألف ريال ما يعادل ثلث مرتبه الذي يتقاضاه شهريا.
بطالة وعوز
وإذا كان صفوان يحصل على مرتب شهري وإن كان لا يكفيه وأسرته المكونة من 7 أفراد فإن هناك ملايين العمال اليمنيين في يوم عيدهم العالمي يعيشون خارج دائرة العمل ويفشلون في الحصول على فرص عمل تقيهم عوز الحاجة وتسد جوع أطفالهم.
يقول حماده الزبيدي الذي فقد عمله في محل للعصائر بالحديدة وانتقل إلى تعز أنه يعيش على حافة الجوع وليس الفقر فقط حيث يعمل على دراجة نارية كوسيلة نقل سريعة يستخدمها اليمنيون غالبا للتنقل داخل المدن.
ويؤكد حمادة لـ"العين الإخبارية" أن المعونة الشهرية التي تقدمها له منظمة "كير" أحد شركاء البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة هي ما تساعده على المعيشة طوال شهر كامل بينما يعود أحيانا من عمله بغلة يومية لا تتجاوز ألف ريال تساوي دولارا واحدا.
وتتكون أسرة حمادة من 3 أطفال وزوجته ويسكن في غرفة واحدة بأحد أزقة حي المسبح بتعز وهو من أبناء محافظة الحديدة، وحين لا يجد إيجار السكن "30 ألف ريال تعادل 30 دولارا" يكون مجبرا على بيع المعونة المقدمة له من الأمم المتحدة ليدفع الإيجار.
والمعونة الأممية هي كيس قمح وعبوة زيت طعام و5 كيلوات أرز.
سنوات الحرب الثقيلة
وفاقم انقلاب مليشيات الحوثي قبل 8 أعوام وإعلانها الحرب على اليمنيين من نسبة الفقر والبطالة، حيث أضافت سنوات الحرب أرقاما مهولة من العمال في القطاع الخاص وغير المنظم إلى رصيف العاطلين.
كما تضاعفت النسبة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، حيث حولت المليشيات جميع موظفي الدولة إلى عمال بالأجر اليومي بعد نهبها مرتباتهم منذ عام 2016، وهو ما زاد من التنافس على الفرص الشحيحة في سوق العمل.
وفي مدينة كتعز تسبب إغلاق الطرقات والحصار في حرمان آلاف العمال من وظائفهم في القطاع الخاص بمصانع وشركات في أطراف المدينة أو في مناطق تقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية.
مناسبة "مُرّة"
وفي عيد العمال أصدر الحزب الاشتراكي اليمني بيانا أكد فيه أنه يشعر بالأسى العميق للوضع الكارثي الذي تزامن مع هذه المناسبة والظروف المأساوية التي يمر بها العمال في اليمن، وما يعيشونه من أوضاع كارثية جراء الحرب التي دخلت عامها الثامن على التوالي.
وأشار الحزب الاشتراكي إلى أن الحرب فاقمت معاناة العمال وعامة الشعب وألقت بظلالها الداكنة على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكان لشريحة العمال النصيب الأوفر من الألم وشظف العيش ومرارة الواقع الذي فرضته الحرب على السواء شمالا وجنوبا، وغدا جل الاهتمام من كل رب بيت تدبير لقمة العيش له ولأسرته والتي أصبحت بعيدة المنال.
ودعا الحزب الاشتراكي اليمني لإنهاء الحرب وإحلال السلام وأن يكون لطبقة العمال الأولوية القصوى بإصلاح أوضاعهم في إطار أي معالجات قادمة.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA=
جزيرة ام اند امز