عائلة الحلاق: إسرائيل تتستر على القتلة بإخفاء الأدلة
إعلان الشرطة الإسرائيلية عدم وجود توثيق مرئي لعملية القتل يثير استهجان عائلته ومحامين ونواب بالكنيست
أثار إعلان الشرطة الإسرائيلية عدم وجود توثيق مرئي لجريمة قتل إياد الحلاق بالقدس القديمة قبل 40 يوما، مخاوف عائلته من إفلات قوات الاحتلال التي أطلقت النار عليه من العقاب.
ومنذ استشهاد الحلاق (32 عاما) من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت عائلته تخشى من عدم محاسبة المسؤولين عن قتله، إلى أن فقدت الأمل بإعلان الشرطة الجديد.
وللشرطة الإسرائيلية نحو 10 كاميرات مثبتة في الشارع الذي أطلق عناصرها النار منه على الحلاق أثناء توجهه إلى مدرسة خاصة في منطقة باب الأسباط بالبلدة القديمة.
ولكن منذ ذلك الحين ترفض الشرطة طلبات متكررة بنشر تسجيلات هذه الكاميرات إلى أن أقرت في محكمة الصلح الإسرائيلية قبل أسبوعين بوجود التسجيلات لتتراجع بإعلانها عدم وجود توثيق مرئي لعملية إطلاق النار.
إياد الحلاق.. أسرار من حياة "فلويد فلسطين"
وقال خيري الحلاق، والد الشهيد، لـ"العين الإخبارية": "كنا نأمل أن يكون إبلاغ قسم التحقيق مع الشرطة للمحكمة بوجود شرائط الفيديو مؤشرا على أنه ستتم محاسبة من قتلوا ابني".
مستدركا: "إعلان الشرطة الجديد هو إشارة على أن القتلة سيفلتون من العقاب".
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، قالت وحدة التحقيق مع الشرطة الإسرائيلية "ماحش" في بيان لها، إنه لا يوجد أي توثيق مرئي لإطلاق النار على إياد الحلاق.
من جهته، اعتبر المحامي جاد القضماني، محامي عائلة الحلاق، هذا الإعلان "محاولة لإخفاء الأدلة من منطقة الحادث".
وقال القضماني لـ"العين الإخبارية": "هل يعقل أن كل الكاميرات الموجودة في الشارع لم توثق ما جرى؟ هذا الادعاء مرفوض كليا ويتطلب فتح تحقيق منفصل بما جرى من محاولة لإخفاء الأدلة".
وعادة ما تستخدم الشرطة الإسرائيلية تسجيلات الكاميرات لتوثيق هجمات فلسطينية على مستوطنين وعناصر الاحتلال بالقدس، ولكن لم تسمح باستخدام تسجيلات هذه الكاميرات في التحقيقات التي تجري في عمليات قتل فلسطينيين برصاص عناصرها.
وفي تعقيب لها على الإعلان، قالت النائبة العربية بالكنيست عايدة توما-سليمان "المنطق والعقل لا يستطيع تصديق ذلك، ومن الواضح أن "ماحش" تحاول إخفاء أدلة هذه الجريمة البشعة التي تكشف همجية الاحتلال وأودت بحياة شاب فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأضافت في بيان لها تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه "الشرطة تستعمل هذه الكاميرات لملاحقة الشبان الفلسطينيين الناشطين، وتتحكم بكل ما يجري داخل البلدة القديمة، وتستغل الكاميرات لحماية المستوطنين وأوباشهم، وبعد أربعين يوما من مقتل إياد تدعي أن الكاميرات كانت معطلة".
ودعت سليمان إلى تشكيل لجنة تحقيق مكونة من مؤسسات دولية تتابع كل عمليات الاعدامات الميدانية وسياسة القتل بدم بارد المنتهجة من قبل قوات الاحتلال تجاه الشبان الفلسطينيين وبالأخص في مناطق القدس الشرقية".
أما النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، فكتب في تغريدة على "تويتر": "توجد 10 كاميرات في الطريق الذي مر منه إياد الحلاق قبل قتله، الشرطة تكذب مرة أخرى".