إياد الحلاق.. أسرار من حياة "فلويد فلسطين"
"العين الإخبارية" ارتأت أن تخرج عن العُرف السائد في تغطية قضية استشهاد إياد، وتلج في الصمت المطبق على غرفته، باحثة عن أسراره
زجاجات عطر، وملابس أنيقة، وشاشة على الحائط كان يتابع عليها أفلامه الكرتون.. هذا كل ما تبقى من مقتنيات الشهيد الفلسطيني إياد الحلاق من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان إياد استشهد برصاص الشرطة الإسرائيلية في باب الأسباط، أحد بوابات بلدة القدس القديمة، يوم السبت الماضي في جريمة ما زالت تتفاعل حتى الآن.
"العين الإخبارية" ارتأت أن تخرج عن العُرف السائد في تغطية قضية استشهاد إياد، وتلج في الصمت المطبق على غرفته، باحثة عن أسرار حياته التي اغتال الاحتلال جمالها اليافع.
في منزله الكائن بحي واد الجوز بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، اقتفت "العين الإخبارية" آثار الطقوس اليومية لإياد الحلاق، مع والديه المفجوعين.
فأكثر ما كان يحبه الشهيد- يقول والده خيري الحلاق- الملابس الجديدة والروائح، إذ اعتادت والدته شراءها كل بضعة أيام.
فيما يقول والده: "في المدرسة كانوا ينظرون إليه بإعجاب ويقولون إنه دائما يأتي بملابس مرتبة وأنيقة".
وأضاف: "في ساعات الصباح كان يذهب إلى مدرسته بعد أن تكون أمه قد جهزت له ملابسه، وفي طريقه إلى مدرسته كان يمشي بجانب الحائط وهو ينظر إلى الأرض دون أن يختلط أو يتحدث مع أحد".
ببساطة كان الذهاب إلى المدرسة بالنسبة للشهيد الحلاق بمثابة حفلة.
ويفسر والده : "عندما يذهب إلى المدرسة وكأنه ذاهب إلى حفلة لأن ليس لديه أصحاب.. الأولاد في المدرسة يعانون من نفس مشكلته وهو ينسجم كثيرا هناك وقد علموه في المدرسة الكثير من الأمور بما فيها الطبخ ليكون بإمكانه العمل مثلا في مطعم أو فندق، وكان سعيدا جدا".
وتابع الحلاق الأب: "كان يأتي من مدرسته ويأخذ حمام ويغير ملابسه ويدخل إلى غرفته لمتابعة برامج الأطفال وأفلام الكرتون فكلما دخلت إلى غرفته يكون يحضر توم وجيري وغيرها من أفلام الكرتون".
هذا الجانب أيضاً تحدثت عنه أمه: "ابني كان مهذبا.. لم يكن لديه أصدقاء ولا يحب الحديث مع أحد".
وعند حلول المساء، تحلو لإياد الجلسة أمام البيت، ليبدأ بإخبار والدته عن يومه في المدرسة، وما جرى معه.
وتلفت إلى أنه "كان يخاف من الإضاءة ومن الأصوات العالية، وعندما يدخل المنزل فإنه لا يخرج منه وإذا لم يعرفك فإنه لا يتحدث معك".
وتكشف أن ابنها الشهيد كان يخاف كثيرا من أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين قضى برصاصهم.
وقالت: "كان عنده خوف كبير من الشرطة حتى أن المعلمة عندما دربته على مسار طريقه من البيت إلى المدرسة جعلته يصافح عناصر من الشرطة المتواجدين بشكل دائم في منطقة باب الأسباط".
ويلفت والده إلى أنه قبل فترة وجيزة من استشهاده كان يفكر جديا بالبحث عن فتاة له من أجل تزويجه.
يروي الأب ما حدث يوم القتل فقال: "يوم الحادث اتصلت المعلمة وقالت إنه أصيب في رجله، خرجت مع أمه، ولكن في باب الأسباط تواجدت قوات من الشرطة ومنعونا من الدخول لرؤيته وقد سألت ما الذي حدث ولما يردوا علي، وزوجتي سقطت على الأرض والناس جلبوا لها الماء، جئنا إلى البيت وقد حضرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية وبدأ عناصر الشرطة بالبحث بالمنزل وقلبوا البيت وفي النهاية أعطوني ورقة بأنه لا يوجد شيء".
وأضاف: "خلال اقتحامهم للمنزل كانوا عنيفين جدا وقالوا كلمات نابية ضدنا واعتدوا على ابنتي بالضرب".
تتفاعل قضية إياد في المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي ولكن والدته لا تتوقع من حكومة الاحتلال أن تعاقب من قتل ابنها.
وقالت: "أنا على قناعة أكيدة بأن من قتله لن يعاقب وفي نهاية الأمر لن يحدث شيء".
وأضافت: "ليحاكموا الشرطي بنفس الطريقة لو أن عربيا كان من قتل يهوديا".
أما والده فقال: "من قتله يجب أن يحاكم، وبعد أن يحاكم فإن أي شخص يقول إنه متأسف فأنا اتقبل اعتذاره، أولا ليحاكموا القاتل ولنرى محاكمته هذا هو مطلبنا الوحيد".
ويشير الحلاق إلى أنه شاهد لافتات شبهت مقتل ابنه مع مقتل الأمريكي جورج فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية على يد شرطي.
واختتم حديثه بقوله: "كلاهما قتلا بعنف بدون أي سبب يستحق، القتل ممنوع، لا أعلم الخلفيات الكاملة لقضية المواطن الأمريكي ولكن ما أعلمه يقينا هو إن إياد لم يقترف أي جرم أو خطأ".
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز