تقرير صادم.. برنامج مقاتلات "إف-16" العراقي معرض للانهيار
المهندسون العراقيون يجبرون على توقيع وثائق لمواصلة استخدام أجزاء من محركات الطائرات على الرغم من المخاطر الجسيمة على حياة الطيارين
حذر طيارون عراقيون من أن برنامج مقاتلات "إف-16" الذي تكلف مليارات الدولارات آخذ في الانهيار، وأن قلة قليلة من الطيارين العراقيين قادرون على شن هجمات في حال كانت هناك موجة جديدة لداعش أو وقوع تهديد.
وذكر تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن القصف الذي استهدف قاعدتين أمريكيتين في العراق في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني، تسبب في انسحاب عدد من المتعاقدين والخبراء الأمريكيين من عدد من المواقع بما في ذلك مرابض طائرات "إف 16" في قاعدة بلد الجوية شمال العاصمة بغداد.
وذكر طياران عراقيان، تحدثا لـ"فوكس نيوز"، شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، أن "متعاقدي شركة لوكهيد انسحبوا من العراق في الفترة بين 4 و8 يناير/كانون الثاني بعد الهجمات غير المباشرة من المليشيات المدعومة من إيران، ما أجبر وزارة الدفاع العراقية على القيام بصيانة والإشراف على هذه الطائرات وصنع بعض قطع الغيار بعضها محليا، وهو أمر غير مسموح به ويبطل الضمان على الطائرات وقد يؤدي لنتائج كارثية".
وأشار أحد هذين الطيارين إلى أنه على سبيل المثال "في إحدى المرات نسي الفنيون العراقيون آلة صيانة داخل محرك إحدى الطائرات".
ويقول طيار آخر إن "معظم الطائرات متروكة حاليا، لأن أفراد القوة الجوية العراقية لا يعرفون كيفية إعادة صيانتها، وهو ما يعني أن الطيارين العراقيين باتوا غير قادرين على تحقيق ساعات طيران تجعلهم مؤهلين للقتال."
وذكر طيار عراقي "اعتدنا أن نقوم بـ 16 طلعة جوية في اليوم باستخدام طائرتين مقاتلتين، ولكننا حاليا نقوم فقط بطلعتين إلى أربع طلعات جوية في اليوم. وأن عدد المقاتلات التي تنفذ طلعات جوية انخفض إلى سبع طائرات فقط من أصل 20 يمتلكها العراق".
وأشار التقرير إلى وجود مخاوف من محاولة مليشيا الحشد الشعبي السيطرة على هذه الطائرات كما هو الحال مع دبابات "أبرامز" التي سيطرت عليها الميليشيات.
وكان تقرير نشره موقع "عراق أويل ريبورت" أشار إلى أن "البرنامج العراقي لطائرات إف-16، والذي كان رمزا للشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق في وقت سابق، يشهد حاليا حالة من الفوضى لدرجة أن الطيارين لم يعد بإمكانهم القيام بمهام قتالية ضد تنظيم داعش".
ويشير التقرير إلى "عمليات فساد داخل القاعدة شملت قيام قادة عسكريين عراقيين باختلاق سجلات لطلعات تدريبية وهمية، من أجل التستر على اختلاسهم لوقود الطائرات غير المستخدم". وفقا لضابطين عراقيين.
وقال التقرير أيضا إن "المهندسين العراقيين أجبروا على توقيع وثائق لمواصلة استخدام أجزاء من محركات الطائرات التي يجب إصلاحها أو استبدالها، على الرغم من المخاطر الجسيمة على حياة الطيارين".
وتعليقا على هذه المعلومات قالت قيادة العمليات المشتركة في العراق في بيان صدر في 14 أغسطس/ آب الجاري إن طائرات "أف-16" مستمرة في استهداف عناصر تنظيم داعش.