أقنعة الوجه.. هل تحمي حقا من الفيروسات؟
في مدينة ووهان الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد يعد ارتداء الأقنعة في المناطق العامة أمرًا إجباريًا.
مع انتشار الفيروسات، اتجهت أعداد ضخمة من الناس لارتداء أقنعة الوجه؛ ففي اليابان وكوريا الجنوبية على سبيل المثال، كانت هناك تقارير بشأن نفاذ المتاجر منها، لكن هناك انقساما بين الخبراء حول مدى فاعليتها.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه مع ارتفاع أعداد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا، صعدت الدول الواقعة في شرق آسيا مثل تايوان من إنتاج كمامات الجراحة لتلبية الطلبات.
وفي مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد، يعد ارتداء الأقنعة في المناطق العامة أمرًا إجباريًا.
والأمل هو أنه بارتداء الأقنعة في المناطق التي تشكل خطورة مرتفعة، فإنها ستبطئ على الأقل انتشار المرض، لكن لا يزال مدى جدواها حقًا محل جدل حتى الآن.
وقالت راينا ماكنتاير، رئيسة برنامج أبحاث الأمن البيولوجي في معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، إن هناك طريقتين لانتشار الفيروس عبر مسار التنفس خلال السعال أو العطس.
وأوضحت أن واحدة منها هي من خلال القطرات الكبيرة "التي يمكنك رؤيتها أو الشعور بها عندما يعطس أحد أو يسعل في وجهك؛ إذ إنها تحط بسرعة، وحال كنت في مسارها، يمكنك التلوث بها ومن ثم إصابتك بالعدوى".
وأشارت إلى أنه في المستشفى، يتم إخبارهم بإمكانية وقوفهم على مسافة من متر إلى مترين بعيدًا عن المريض "وسنكون بخير"، لكن هذا بناءً على بيانات من أربعينيات القرن العشرين، "وهذا يشبه قليلًا الاعتقاد بأن الأرض مسطحة".
لكن الدراسات الحديثة ترجح أن المسافة التي يمكن لتلك القطرات الانتقال خلالها أبعد من مترين، حتى أن هناك دراسة أظهرت أنها 6 أمتار.
أما الطريقة الثانية التي ينتشر بها الفيروس عبر مسار التنفس هي من خلال الجزيئات المنقول جوًا أو المشار إليها أيضًا بالرذاذ، التي تأتي من عمق الرئتين، وليس الأنف أو الحلق، وتلك الجزيئات بالنسبة لبعض الفيروسات تخرج حتى مع التنفس العادي.
وأوضحت أنها تميل للبقاء عالقة في الهواء لفترة أطول، ولا يمكنك رؤيتها أو الشعور بها، كما أنها تنتقل لمسافة أبعد من تلك القطرات الكبيرة، مشيرة إلى دراسات بشأن الإنفلونزا في أقسام الطوارئ، توصلت إلى أنه بعد 3 ساعات على مغادرة مريض الإنفلونزا، كان الفيروس لا يزال عالقًا في الهواء.
وقالت كاثرين ماكيسون بووث، عالمة الأحياء الدقيقة بمختبر الصحة والسلامة في المملكة المتحدة إن المشكلة الأساسية مع الأقنعة أنها فضفاضة، ولا تقوم بالضرورة بفلترة الجزيئات العالقة بالجو أو الرذاذ.
وأوضحت أنه بإجراء اختبارات على أنواع مختلفة من الأقنعة، تبين أنها لا توفر مستوى كبير من الحماية لمرتديها، كما تم العثور على الفيروس داخل الأقنعة، لكنها تخفض من مقدار التعرض للفيروس بـ6 أضعاف.
وربما يمنع ارتداء الأقنعة مرتديها على الأقل من تلويث أنفسهم من خلال وضعهم أيديهم على أنوفهم أو أفواههم، لكن يمكننا فعل ذلك أيضًا بملامسة أعيننا؛ إذ قالت راينا ماكنتاير: "نعلم أنه في الأسواق في ووهان وجدوا فيروس كورونا على جميع الأسطح؛ لذا يمكن لأي شخص مار ملامستها وتلويث نفسه".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز