محلل أمريكي يوصي بطرد كرمان من مجلس حكماء فيسبوك
حذر من أن كرمان تقوض مهمة فيسبوك من خلال إقناع زملائها بالحفاظ على المحتوى المتطرف وخطاب الكراهية على الإنترنت.
طالب محلل أمريكي، إدارة شركة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بطرد الناشطة اليمنية الداعية للتطرف والكراهية، توكل كرمان من "مجلس حكماء" الموقع.
وقال جوزيف لابا، في مقال نشره موقع "ميدل إيست أون لاين" ومقره لندن، إن كرمان ربما تسيء استغلال سلطتها، وتقوض مهمة فيسبوك المعلنة من خلال إقناع زملائها أعضاء المجلس بالحفاظ على المحتوى المتطرف، وخطاب الكراهية على الإنترنت، ما يسمح للأصوات المتطرفة بأن تسود.
وأشار "لابا"، وهو محلل سياسي وصحفي مستقل يعمل مع "ذا بوست ميلينيال" و"هيل تايمز"، و"ستيبفيد" وغيرها، إلى أنه في الشهر الماضي، عيّن "فيسبوك" مجلسًا جديدًا للإشراف يتألف من 20 عضوًا للإشراف على المحتوى ومنع خطاب الكراهية والتطرف من الانتشار على المنصة.
وتهدف اللجنة الجديدة وفقا للكاتب إلى مساعدة الشركة في السيطرة على الموقع من خلال تحديد المحتوى الذي ينتهك مبادئ فيسبوك وأنستقرام.
وواجهت الشركة انتقادات كبيرة في السنوات الأخيرة لأنها سمحت للمستخدمين باستغلال الشبكة لنشر الأخبار المزيفة والمحتويات الضارة الأخرى.
وأوضح أن قيادة الشركة تعرضت لانتقادات بشأن تصديها لمساعي الإرهابيين في نشر التطرف، والدور الذي لعبه خطاب الكراهية على المنصة في الإبادة الجماعية لأقلية الروهنجيا في ميانمار عام 2017.
واعتبر أن جهود "فيسبوك" للتحسين قد أخطأت الهدف بالفعل، لأن أحد حكام الشركة الجدد في الحقيقة، هو حليف معروف للتطرف.
ونوه بأن الصحفية والناشط اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011، عضو معترف به علنا في تنظيم "الإخوان".
وأثار تعيين كرمان تساؤلات وانتقادات في جميع أنحاء العالم الإسلامي بسبب علاقاتها مع المتطرفين، حيث قال صحفيون إن اختيار "فيسبوك" لكرمان "يثير الدهشة والصدمة للكثيرين في الشرق الأوسط وأماكن أخرى".
ولفت الكاتب إلى أن خلفية كرمان مشكوك فيها بالنسبة لشركة ذات توجه ليبرالي مثل "فيسبوك"، حيث يشير سجلها الحافل وروابطها بالشبكات المتطرفة إلى أنها لن تفعل الكثير لمنع انتشار التطرف وخطاب الكراهية على المنصة.
وكرمان سياسية سابق في حزب "الإصلاح" اليمني، وهو فصيل سياسي مدعوم من جماعة "الإخوان" المتطرفة، التي تقول عنها كرمان إنها "واحدة من ضحايا الطغيان الرسمي والإرهاب في المنطقة". وعندما فازت بجائزة نوبل لدورها في احتجاجات 2011 في اليمن، هنأها الإخوان، واعترفوا بفخر بصلتها بالتنظيم.
وبعد فترة وجيزة، زارت كرمان مفتي تنظيم "الإخوان" يوسف القرضاوي، حيث أشاد رجل الدين بكرمان وإنجازاتها، وهو يعيش في المنفى بقطر، وهو ممنوع من دخول فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في مصر لدوره في العنف الذي يرتكبه "الإخوان".
وأضاف الكاتب: مع انتقال كرمان إلى المسرح العالمي، فإن البعض ومنهم مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرج، ظلوا يجهلون علاقاتها بالتطرف.
وفي هذا السياق، قال غانم نسيبة، مؤسس شركة "كورنرستون جلوبال" للاستشارات، ومقرها لندن، في مقابلة أجريت معه مؤخراً: "لم تستنكر الفكر المتطرف للإخوان".
وأضاف نسيبة: "على العكس من ذلك، هناك كل ما يمكن تصديقه أنها تستمر في تبني خطاب الكراهية الذي كان علامة للإخوان بشكل عام".
وحذر الكاتب من أنه بعد تعيين كرمان، ليس هناك شك في أن موقفها سيسمح لها بتأمين تعامل أكثر تساهلاً مع المحتوى الذي ينشره المتطرفون وأنصار "الإخوان".
وكما قال نسيبة للصحفيين مؤخرًا، فإن "فيسبوك يخاطر بأن يصبح المنصة المفضلة للإيديولوجية المتطرفة".
ورأى أن افتقار شركة فيسبوك إلى التبصر في اختيار هيئة التحكيم قد يقوض الجهود لكبح جماح خطاب الكراهية والتطرف على المنصة، واختيار كرمان يعني أن خطاب الكراهية والتطرف لا يزال لديهما موطئ قدم على المنصة.
واختتم بالقول إن حقيقة تعيين "فيسبوك" مؤيدًو لجماعة "الإخوان"، في هذا المنصب الهام، يعطي المتطرفين تفويضاً مطلقاً لنشر أجندات الإرهاب وخطاب الكراهية، ويشجعهم على زيادة أنشطتهم وعملياتهم على المنصة، وخارجها.