رحلة فضل شاكر.. من "ملك الإحساس" إلى السقوط في فخ الإرهاب
يخطئ الفنان عندما يظن أن موهبته وحدها تكفي لاحتلال قلوب الجماهير، فسلوك الفنان وقراراته يراقبها الجمهور ويحاسبه عليها أيضا.
في هذا الفخ سقط المطرب اللبناني فضل شاكر، عندما قرر الانسحاب من الوسط الفني عام 2012، وانضم لجماعات إرهابية، وظهر في فيديوهات وصور حاملا السلاح، وقتها قال إنه وجد الطريق الصحيح، وتبرأ من الغناء الذي عبر من خلاله إلى قلوب الناس.
وأدين فضل شاكر الذي لُقب بـ"ملك الإحساس" بتهمة الإرهاب، حيث أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان، الأربعاء، حكمين غيابيين بالسجن بحقه بتهمة "التدخل في أعمال الإرهاب".
وجاء الحكم على خلفية دعم فضل شاكر مجموعات شاركت في معارك ضد الجيش اللبناني قبل سنوات، وفق مصدر قضائي.
وقضى الحكم الأول بسجن المغني اللبناني 15 عاما مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بجرم "التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم".
أما الحكم الثاني فقضى بسجن شاكر 7 سنوات مع الأشغال الشاقة والتجريد من حقوقه المدنية وتغريمه 5 ملايين ليرة لبنانية (حوالي 3300 دولار وفق سعر الصرف الرسمي)، بتهمة تمويله "مجموعة الأسير" المسلحة (نسبة إلى الشيخ اللبناني المتشدد أحمد الأسير المسجون حاليا)، "والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر حربية".
وكان صدر حكم عسكري غيابي آخر في حق فضل شاكر في سبتمبر/أيلول 2017 بالسجن 15 عاما، مع تجريده من حقوقه المدنية، على خلفية "أحداث عبرا" أيضا.
وفي عام 2018، عاد فضل شاكر للساحة، وأعلن ندمه وقال إنه لن يقترب من السياسة مرة ثانية، ولكنه لم يجد الجمهور في انتظاره، وعاد يغني فاقدا لبريق الماضي.
في مصر اعترض الجمهور على غنائه تتر مسلسل "لدينا أقوال أخرى" بطولة يسرا، وهددوا بالمقاطعة ولم تجد الشركة المنتجة أمامها طريقا إلا التراجع عن التعاون مع شاكر، فالجمهور لا يعرف النسيان.
البدايات
فضل عبد الرحمن شاكر الشمندر، وشهرته فضل شاكر، من مواليد 1 أبريل 1969، في مدينة صيدا اللبنانية، ولكنه تربى في مخيمات عين الحلوة الفلسطينية، وبدأ مسيرته الفنية وعمره 15 عاما.
قدم عبر مشواره الفني ما يقرب من 12 ألبوما غنائيا، تدور كلها في فلك الرومانسية والمشاعر؛ لذا منحه الجمهور والنقاد لقب "ملك الإحساس".
ومن أبرز هذه الألبومات "بياع القلوب، والله زمان، حبك خيال، ليالي بيروت، الحب القديم، سهرني الشوق".
استطاع فضل شاكر بصوته الدافئ، وذكائه في اختيار الكلمات والألحان، أن يحقق شعبية كبيرة في العالم العربي، كما نجح في تكوين أسرة وعائلة؛ إذ تزوج بسيدة تدعى ناديا، وأثمر هذا الزواج 3 أبناء هم "ألحان ومحمد ورنا".
التحول
في نهاية 2011، طرأت على فضل شاكر تغيرات كثيرة، منها اعتذاره عن حفلات بعد التعاقد عليها، وإطلاقه تصريحات ضد شرعية الغناء.
وأصابت الصدمة عشاق مطرب الإحساس، عندما شاهدوه في فيديوهات، وسط جماعة متشددة، وانتشرت أخبار حول تورطه في عمليات إرهابية، وتقديمه الدعم المادي لجماعة الشيخ أحمد الأسير المسلحة.
وصدرت أحكام بحبس فضل شاكر، وعلى إثر ذلك هجر لبنان، وعاش مرحلة من التخبط والارتباك.
الجمهور لا ينسى
لا ينسى الجمهور أخطاء الفنان، وأحكامه دائما لا تقبل النقض. وعندما عاد فضل شاكر للساحة مرة ثانية عام 2018، وأوضح أنه سيفتح صفحة جديدة من حياته، وأنه لن يتعاطى مع الشأن السياسي، ولن يغني في لبنان، بل هو يطمح للعيش بعيداً ولو في الأمازون.
وأضاف أنه من الصعب أن يتقبله الناس في بلده، بعدما تشوهت صورته وتعرض للأذية.
ظن فضل شاكر أن كلماته ستؤثر على الجمهور، ويسترد مجد الماضي، وأصدر منذ العودة ما يقرب من 9 أغنيات منها "ابقى قبلني، بتوحشيني، غيب"، ولكن لم تحقق تلك الأغنيات النجاح الذي يتناسب مع موهبته.