باحثة أمريكية تكشف لـ"العين الإخبارية" سر فشل العلاج المناعي مع سرطان الرئة (حوار)
العلاج المناعي، يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة الأورام، ويعمل بشكل جيّد ضد بعض أنواع السرطان، لكنه أظهر نجاحاً باهتاً ضد سرطان الرئة.
وتساعد دراسة جديدة من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، نُشِرت في العدد الأخير من دورية "إميونتي"، في إلقاء الضوء على أسباب ذلك، إذ وجد الباحثون أن البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الرئتين، تساعد في خلق بيئة تمنع تنشيط الخلايا التائية في العقد الليمفاوية القريبة من الرئتين.
ولم يجد الباحثون هذا النوع من البيئة المثبطة للمناعة في الغدد الليمفاوية بالقرب من الأورام التي تنمو بالقرب من أعضاء أخرى.
فما هي قصة هذا الاكتشاف، وكيف يمكن الاستفادة منه في تطوير طرق جديدة لزيادة الاستجابة المناعية لأورام الرئة، هذا ما تكشف عنه، ماريا زاغوروليا، باحثة الدراسات العليا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والباحثة الرئيسية بالدراسة، في حوارٍ مع "العين الإخبارية".
بداية، ما الدافع لإجراء هذه الدراسة؟
لسنوات عديدة، عرف العلماء أن الخلايا السرطانية يمكن أن ترسل إشارات مثبطة للمناعة، ما يؤدي إلى ظاهرة تُعرف باسم "استنفاد الخلايا التائية"، والهدف من العلاج المناعي للسرطان، هو تجديد الخلايا التائية بحيث يمكنها البدء في مهاجمة الأورام مرة أخرى.
أحد أنواع الأدوية التي يشيع استخدامها في العلاج المناعي يتضمن مثبطات نقاط التفتيش، والتي تزيل الفرامل عن الخلايا التائية المنهكة وتساعد على إعادة تنشيطها، ونجح هذا النهج بشكل جيد مع السرطانات مثل سرطان الجلد، ولكن ليس كذلك مع سرطان الرئة.
وكيف اكتشفتم فشل الخلايا التائية مع سرطان الرئة؟
لاستكشاف سبب فشل بعض الخلايا التائية القاتلة في التنشيط بشكل صحيح، قمنا بزرع أورام إما في الرئتين أو في الخاصرة بالفئران، ووجدنا أن نوعاً من الخلايا التائية، وهو الخلايا التائية التنظيمية، والمسؤولة عن التأكد من أن الجهاز المناعي لا يهاجم خلايا الجسم، تتداخل مع الخلايا التغصنية المسئولة عن تنشيط الخلايا التائية القاتلة التي تستهدف أورام الرئة، واكتشفنا كيف تقوم الخلايا التائية المنظمة بقمع الخلايا المتغصنة، عن طريق إزالة البروتينات المحفزة من سطح الخلايا المتغصنة ، ما يمنعها من أن تكون قادرة على تشغيل نشاط الخلايا التائية القاتلة.
وما الذي يسبب هذا الخلل؟
وجدنا أن تنشيط الخلايا التائية التنظيمية مدفوع بمستويات عالية من مركب "إنترفيرون جاما" في الغدد الليمفاوية التي تستنزف من الرئتين، ويتم إنتاج هذا المركب استجابة لوجود البكتيريا المتعايشة، وهي البكتيريا التي تعيش عادة في الرئتين دون التسبب في العدوى.
وهل حددتم أنواع تلك البكتيريا؟
لم نحدد أنواع البكتيريا التي تحفز هذه الاستجابة أو الخلايا التي تنتج "إنترفيرون جاما"، لكننا وجدنا أن علاج الفئران بجسم مضاد يمنع "إنترفيرون جاما"، أدى إلى استعادة نشاط الخلايا التائية القاتلة.
إذاً، منع الإشارات المناعية "أنترفيون جاما" يمكن أن يكون علاجاً محتملاً في أورام الرئة بالبشر؟
الخلايا التائية القاتلة، ليست السلاح المناعي الوحيد، ومنع "الإنترفيون جاما"، لتحفيزها، سيؤدي إلى إضعاف الاستجابة المناعية الشاملة ضد الورم، التي ينظمها "الأنترفيون جاما"، لذلك لن يكون منع هذه الإشارات المناعية استراتيجية جيدة لاستخدامها في المرضى، ونستكشف الآن طرقًا أخرى للمساعدة في تحفيز استجابة الخلايا التائية القاتلة، مثل تثبيط الخلايا التائية التنظيمية التي تثبط استجابة الخلايا التائية القاتلة أو منع الإشارات من البكتيريا المتعايشة في الرئة.
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز