السقوط.. خطر قاتل يهدد كبار السن

الأطباء يقولون إن الطب الحديث حسّن سبل معالجة الأمراض المزمنة لكنه لم يراع أنماط عيش الكبار في السنّ

حذرت دراسة أجراها باحثون هولنديون وأمريكيون من تزايد عدد الأشخاص الكبار في السن الذين يتعرّضون لسقطات قاتلة في الولايات المتحدة، خلال اعتلاء منصة أو المشي من دون عصا أو التوجّه إلى المرحاض مثلا.

• الصين تواجه شبح الشيخوخة.. وذروة عدد السكان في 2023

ووفقا للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب "جاما"، فربما يتضاعف خطر الوفاة من جراء تلك حوادث عند من تخطّوا الخامسة والسبعين من العمر.

وبالإضافة إلى خطر الوفاة، تتحول هذه الحادثة إلى حلقة مفرغة إذا أصيب الورك أو الكاحل أو الركبة بكسر، فيضطر المريض إلى دخول المستشفى والخضوع لإعادة تأهيل ويفقد استقلاليته مع ما يرافق ذلك من تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والمعنويات.

ومن الأسباب المقدّمة لتفسير هذه الظاهرة المتنامية، أن الأشخاص الكبار في السنّ هم أكثر نشاطا اليوم مما كانت عليه الحال في السابق، وللبدانة دور أيضا في هذه المشكلة، فزيادة الوزن تضعف العضلات.

ويلفت الأطباء إلى أن الطب الحديث حسّن سبل معالجة الأمراض المزمنة لكنه لم يراع أنماط عيش الكبار في السنّ الذين غالبا ما يتناولون كمية مفرطة من الأدوية. 

 وازدادت في الولايات المتحدة، الوفيات الناجمة عن سقطات عند من تخطوا الخامسة والسبعين بواقع 3 مرات بين العامين 2000 و2016 (من 8613 إلى 25189 حالة وفاة)، وتأتي هذه الأرقام لتؤكد تنامي ظاهرة سائدة في أوروبا أيضا.

ولا شك في أن عدد المسنين قد ارتفع، لكن حتى مع أخذ هذا الارتفاع في الحسبان، يتبيّن أن نسبة الوفيات نتيجة سقطة لكل فئة عمرية بعد الخامسة والسبعين تضاعفت عند الرجال والنساء.

وقال الطبيب ماركو باهور، مدير معهد التشيّخ في جامعة فلوريدا، في الدراسة إن "شخصا واحدا تقريبا من كل 3 أشخاص فوق الخامسة والستين يسقط كل سنة، فالسقوط العرضي قد يستحيل كارثيا أو فتّاكا بالنسبة إلى الكبار في السنّ".

وأكد الطبيب أتول غاواندي، صاحب كتاب "بيينج مورتال"، أن أمريكيا واحدا من أصل 5 يتعرّض لكسر في وركه يتعذّر عليه المشي مجددا بشكل طبيعي، وأوضح، في تصريحات أن "السقطات باتت تشكّل وباء متناميا في أوساط الكبار في السنّ".

وحسب إليزابيث بورنز من المراكز الفيدرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، تعد تلك الظاهرة منتشرة في هولندا وإسبانيا وكندا وأستراليا وفرنسا منذ مطلع الألفية، وما زالت الأبحاث عنها شحيحة.