الأخبار الكاذبة تهدد انتخابات أوروبا
المخاوف تتفاقم مع انطلاق الانتخابات الأوروبية، من تكرار سيناريوهات شبيهة بتلك التي شابت الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
لا شيء يثير مخاوف الأحزاب والناخبين الأوروبيين هذه الأيام أكثر من الأخبار الكاذبة التي من شأنها أن تلقي بظلالها على نتائج اقتراع مفصلي لخيارات أوروبا المستقبلية.
فمع انطلاق الانتخابات الأوروبية، الخميس، لاختيار 751 نائبا ببرلمان التكتل، تتفاقم المخاوف من تكرار سيناريوهات شبيهة بتلك التي شابت الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
وتتزايد المخاوف في ظل تقارير إعلامية تفيد بأن منصات التواصل الاجتماعي لا تحارب الدعاية الكاذبة بالسرعة الكافية، ما يفتح الباب أمام التشكيك بمدى تأثيرها السلبي على توجهات الناخبين، في تمش قد يقلب المعادلة في صناديق الاقتراع، وهذا ما يثير جنون أوروبا في الوقت الراهن.
- الانتخابات الأوروبية.. مخاوف من اكتساح اليمين الشعبوي
- انتخابات البرلمان الأوروبي.. بدء الاقتراع ببريطانيا وهولندا
والأربعاء، أعلنت منظمة «أفاز» (غير حكومية) أنها أبلغت مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، شركة «فيسبوك» عن أكثر من 500 صفحة ومجموعة يشتبه في نشرها معلومات كاذبة داخل الاتحاد الأوروبي.
ونشرت المنظمة المدافعة عن قضايا البيئة وحقوق الإنسان عبر الإنترنت، تقريرا ضمنته تفاصيل حول حجم بعض شبكات اليمين المتطرف أو المعادية للاتحاد الأوروبي، والتي قالت إنها تنشر محتوى مضللا أو يبث الكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي تقريرها، قالت المنظمة إنها قامت بإبلاغ «فيسبوك» عن وجود أكثر من 500 صفحة ومجموعة تشتبه في أنها تنشر أخبارا كاذبة.
وأوضحت أن تلك الصفحات والمجموعات يتبعها نحو 32 مليون مستخدم، وقد حصلت منشوراتها على أكثر من 67 مليون تفاعل من تعليقات وإعجابات ومشاركات.
وحذرت «أفاز» من أن محتوى تلك المنشورات يحرض على الكراهية تجاه المهاجرين، ويتهجم على المؤسسات الأوروبية.
وبين شهري أبريل/نيسان الماضي ومايو/أيار الجاري، سحبت «شركة فيسبوك» 77 صفحة وحسابا، بإجمالي مشتركين فيها بنحو 6 ملايين مستخدم.
محاولات تأثير
تدرك أحهزة الاستخبارات الأوروبية الخطر الكبير الذي تشكله الأخبار الكاذبة في تضليل الرأي العام، وتوجيه نوايا التصويت بانتخابات البرلمان الجديد للتكتل.
ومن هذا المنطلق، تقود السلطات المعنية بالقارة العجوز حملات واسعة لرصد الحسابات الزائفة والصفحات المشبوهة التي تروج للأخبار المضللة، وتصنع مسار رأي عام على مقاس التيارات الشعبوية المتطرفة.
ويقول مسؤولون: إن منصات التواصل، بينها «فيسبوك» التي تملك «واتساب» و«أنستقرام»، اتخذت التدابير والاحتياطات اللازمة، بينها ترصّد أصحاب الحسابات المزيفة.
ومؤخرا، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن أجهزة استخبارات أوروبية رصدت جهودا من قبل بعض شبكات التواصل ووسائل الإعلام المناهضة لفكرة الاتحاد الأوروبي، والمقربة من روسيا، تسعى لمحاولة التأثير على جيل الشباب بوجه خاص.
وأضافت أن تلك الأطراف تعمل على «التشكيك بأهمية التكتل والتصويت في الانتخابات البرلمانية الأوروبية»، ما يعيد لأذهان الأوروبيين سيناريو التدخل الروسي المحتمل بانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016.
وما يزيد من المخاوف، هو انتشار جيوش إلكترونية لتيار اليمين المتطرف في أوروبا، في محاولات للتأثير على الرأي العام وتوجيه دفة التصويت لصالح الأحزاب المتطرفة بالقارة العجوز.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز