انتخابات البرلمان الأوروبي.. مخاوف من بريكست واليمين المتطرف
الانتخابات التاسعة في تاريخ الاتحاد الأوروبي تجري وسط أجواء محمومة وتحديات بصعود اليمين المتطرف، وأزمة "بريكست".
قبل يومين من انتخابات البرلمان الأوروبي تحبس أوروبا أنفاسها وسط أجواء محمومة استعداداً للانتخابات الأصعب في تاريخ التكتل الأوروبي، وسط تحديات بصعود اليمين المتطرف، وأزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، في المقابل يرى مراقبون أن اليمين المتطرف يعاني من ضغوط تعرقل تصاعده في أوروبا.
- ماكرون يحذر من تفكيك أوروبا ويطالب بـ"معاهدة تأسيسية"
- ماكرون يحذر إيران من خطورة التصعيد في أزمتها النووية
وتسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة والقومية المناهضة للاتحاد الأوروبي إلى زيادة حصتها في المقاعد البرلمانية خلال هذه الانتخابات، من إجمالي المقاعد 751 مقعداً، فيما يبلغ عدد الناخبين 427 مليون ناخب أوروبي على مدار 3 أيام من 23 إلى 26 مايو/أيار الجاري، وذلك في الانتخابات التاسعة في تاريخ الاتحاد الأوروبي.
بينما يواجه الاتحاد تحديات تهدد وجوده، بعد تعثر مفاوضات "بريكست" وتصاعد اليمين المتطرف المناهض لأوروبا، وفي هذا الصدد تجمع السبت الماضي أحزاب قومية ويمينية متطرفة من 11 دولة أوروبية، من بينها حزب "التجمع الوطني" الفرنسي وحزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب "الحرية" الهولندي في ميلانو تحت قيادة ماتيو سالفيني نائب رئيس وزراء إيطاليا. وتعهدت تلك الأحزاب بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبي.
ونتيجة لتلك المخاوف، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، من مخطط لتفكيك الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى معاهدة تأسيسية للتكتل بعد الانتخابات الأوروبية بهدف "تحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة".
وندد ماكرون خلال مقابلة مع عدة صحف أوروبية، بما اعتبره "تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية" من أجل "تفكيك أوروبا"، مشيرا إلى أن ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وممولين روس يدعمون "أحزاباً متطرفة". كما اعتبر أن "هذه الانتخابات هي الأكثر أهمية منذ 1979، لأن الاتحاد يواجه خطراً وجودياً".
وأعرب ماكرون عن قلقه قائلاً: "ينبغي على المرء ألا يكون ساذجاً، لكني لا أخلط بين الدول وبعض الأفراد، حتى إذا كانوا مجموعات ضغط أمريكية أو مسؤولين روساً قريبين من الحكومات"، محذراً من "تواطؤ بين القوميين ومصالح أجنبية بهدف تفكيك أوروبا بتمويل ومساعدة الأحزاب اليمينية".
بينما تتوقع استطلاعات الرأي أن ترتفع حصة اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي إلى 173 مقعداً، مقارنة بـ154 مقعدا في البرلمان السابق.
في السياق ذاته، حذرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية من تأثير اليمين المتطرف على مستقبل أوروبا، قائلة "الشعوبيون يسيرون بخطوات منظمة"، مشيرة إلى تجمع الأحزاب اليمينية المتطرفة في إيطاليا، معتبرة أن "النجم الحقيقي لهذا التجمع زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا مارين لوبان رئيس حزب التجمع الوطني، ونائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني".
من جهتها، وصفت مجلة "باري ماتش" الفرنسية سالفيني التلميذ الذي فاق أستاذته مارين لوبان.. في وقت قصير أصبح حديث أوروبا، كما أنه يسير بخطوات محسوبة، داعين إلى "أوروبا أممية".
ومن بين العوامل التي أثارت تحفظ الأوروبيين تجاه أنشطة اليمين المتطرف الجولات المكوكية التي يجريها المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف بانون، الذي كشفت محطة "فرانس إنفو" أنه التقى سراً مع المتحدث باسم مارين لوبان في فرنسا، قبل المشاركة في لقاء الأحزاب اليمينية في إيطاليا، متحفظين إزاء نواياه في توقيت الانتخابات الأوروبية.
من جهته، قال مدير مرصد التطرف السياسي المتخصص في شؤون اليمين المتطرف، جون إيف كاميه، إن "الأمريكيين يجربون رهانًا جديدًا على القارة العجوز، بخلق نوع من اتحاد الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة للعمل ضد فكرة التكتل الأوروبي".
وأضاف كاميه أن "بانون -المستشار السياسي السابق لترامب- الذي يدير شركة اتصالات سياسية، وموقع "بيريت بارت نيوز" الذي يتبنى فكرة أن العرق الأبيض مهدداً، يبحث عن عملاء جدد في أوروبا"، كما أعلن أن فوز اليمين المتطرف في أوروبا يمهد لترامب لولاية ثانية.
وكانت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان قالت لمحطة "فرانس إنفو" إنه "من الممتع دائماً مشاركة تجربة شخص قاد حملة لترامب".
في المقابل، يرى رئيس معهد لاستطلاعات الرأي الألماني ماتياس يونج أن اليمين المتطرف يتعرض إلى عدة ضغوط بعد سلسلة لفضائح تلاحق الشعبويين في أوروبا، بداية من فضيحة نائب المستشار النمساوي هاينز كريستيان شتراخه، ومشاركة بانون في لقاء إيطاليا، واتهامات في فرنسا بأن اليمين المتطرف حصان طروادة لخطط الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب لإضعاف أوروبا.
ودعا يونج الناخبين إلى تأييد المرشحين المؤيدين لأوروبا لعرقلة اليمين المتطرف، بحسب صحيفة "لاكروا" الفرنسية.
فيما اعتبرت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" الفرنسية أن المجر، وبولندا، والنمسا، وإيطاليا، تحكمها الشعبوية، محذرة من مد ذلك التيار في باقي الدول، من فرنسا وألمانيا، خاصة في ظل انخفاض شعبية ماكرون واعتزام المستشارة الألمانية اعتزال الحياة السياسية، ما يفسح المجال أمام حزب البديل الألماني اليميني المتطرف.
بدوره، قال المحلل السياسي الألماني فيرنر باتزيل إن "المتعاطفين مع الأحزاب الشعبوية سيفكرون الآن مرتين إذا أرادوا إعطاء صوت لهؤلاء الناس"، بحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg جزيرة ام اند امز