فانوس القدس الرمضاني.. بهجة تستعيد التقاليد وترسخ الصمود (صور)
أصبح فانوس القدس الرمضاني معلما أساسيا من مظاهر شهر رمضان في مدينة القدس الشرقية ومصدر فرحة لآلاف الأطفال الفلسطينيين.
وبعد تحضيرات استمرت عدة أيام تمت إضاءة الفانوس في ساحة جمعية برج اللقلق في البلدة القديمة بمدينة القدس الشرقية بمشاركة آلاف المقدسيين.
وجمعية برج اللقلق، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة، هي من الأماكن المرتفعة في داخل البلدة القديمة ما يتيح رؤية الفانوس من أنحاء متفرقة في المدينة.
ويبلغ ارتفاع الفانوس أكثر من 9 أمتار ويضاء بألوان زاهية تعبر عن فرحة المقدسيين بحلول شهر رمضان. وجرى الاحتفال بإضاءة الفانوس وسط أجواء بهيجة شارك فيها آلاف المقدسيين، خاصة الأطفال.
وقال ناصر غيث، رئيس الهيئة الإدارية في جمعية برج اللقلق، في حفل الإضاءة: "في كل عام في شهر رمضان المبارك نؤكد للعالم أجمع أننا قادرون على خلق الإبداع والتميز رغم ما نعانيه من عراقيل ومحاولات لطمس عاداتنا المقدسية، وسنبقى كما كنا دائما إلى جانب أهلنا في القدس مع جميع الشركاء والأحباء".
ومنذ عدة سنوات درجت جمعية برج اللقلق على إضاءة الفانوس سنويا بجوار حي باب حِطة في البلدة القديمة بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل.
ويجري تنظيم هذا الحدث السنوي بالتعاون مع العديد من الأندية والمؤسسات المقدسية بالإضافة إلى الفرق والفنانين والمتطوعين.
وسبق الاحتفال العديد من المسارات والمسيرات الفنية والموسيقية لاصطحاب الأطفال وعائلاتهم من جميع أنحاء القدس القديمة مروراً بحي باب حطة ووصولاً إلى ساحات جمعية برج اللقلق المجتمعي وموقع فانوس القدس الرمضاني في الزاوية الشمالية الشرقية من سور البلدة القديمة وسور برج اللقلق.
وأشار منتصر ادكيدك، مدير جمعية برج اللقلق، إلى تعدد هذه المسارات من ناحية المشاركة والتنسيق بحيث تنوعت إلى 5 مسارات مختلفة، كان أقربها المسار الأول بمرافقة فرقة عائلة الرازم للأناشيد التراثية، مصطحبين الحشد بمسيرة من أمام باب حطة، أحد أبواب المسجد الأقصى، بعد صلاة التراويح.
وتقدم المسيرة كبار العائلة يرتدون الزي التراثي، ويحملون الصحون الحديدية وخلفهم من يقرع الطبول، وأطفال العائلة الذين يرتدون الزي التراثي والأثواب الفلسطينية ويحملون الفوانيس والمشاعل، حتى وصلوا مقر الجمعية.
وانطلق المسار الثاني من باب الساهرة بمشاركة فرقة كشافة نادي هلال القدس، وقدمت الكشافة عروضا كشفية من باب الساهرة مرورا بباب حطة وصولا إلى جمعية برج اللقلق حيث عزفت النشيد الوطني الفلسطيني ترحيباً بالحشد.
أما المسار الثالث فقد انطلق من باب العمود بمشاركة الثنائي المقدسي المحبوب سمسم وزعتر، وهي مجموعة مسرحية شارك معها أطفال القدس وهم يحملون فوانيسهم من باب العمود مرورا بشارع الواد وصولا إلى الجمعية.
وفي المسار الرابع اصطحبت كشافة جمعية البستان سلوان المشاركين والمجتمعين باب الأسباط من هناك مروراً في أحياء البلدة ووصولاً إلى أرض الجمعية.
أما المسار الأخير فقد شارك فيه أطفال جمعية الجالية الأفريقية وحي الواد مع الشخصية المحبوبة للأطفال "عمو زوزو"، حيث استمتعوا بالفعاليات وصولا إلى أرض برج اللقلق. وتم استقبال الحشود في ساحات الجمعية بحفاوة وتوزيع الهدايا والفوانيس على الأطفال والحضور.
وجرى افتتاح الحفل بالعروض الكشفية والنشيد الوطني الفلسطيني لفرقة نادي هلال القدس وجمعية البستان، والأناشيد التراثية لفرقة الرازم المقدسية.
وتولى تقديم الحفل الفنان المقدسي حسام أبو عيشة حيث هنأ المقدسيين والأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول الشهر الفضيل، مؤكداً بأن القدس تنير وستنير دائماً بصمود وثبات أهلها.
كما أحيا المنشد المقدسي فراس القزاز وفرقته أمسية رمضانية، صدحت بالأناشيد الدينية.
من جانبه حيا المدير المكلف بتسيير وكالة مال بيت القدس، محمد سالم الشرقاوي، جمعية برج اللقلق على الجهود المبذولة لإحياء البلدة القديمة ومدينة القدس.
وقال: "هكذا نراها بوجوه الأطفال الضاحكة وهذا الحضور المشرف".
وجمعية برج اللقلق هي جمعية غير حكومية تأسست في العاشر من ديسمبر/كانون أول من عام 1991؛ بهدف تفعيل واستثمار الموقع وتوسيع البناء فيه وتلبية الاحتياجات المختلفة لسكان المنطقة.
وجرى إنشاء النادي الرياضي للشباب، ثم روضة الأطفال، ومكتبة فيصل الحسيني، وخيمة البرج لتلبي الاحتياجات الاجتماعية والثقافية لسكان القدس.
ويقوم مركز جمعية برج اللقلق على مساحة واسعة من أراضي البلدة القديمة، حيثُ يصل إجمالي مساحته إلى أكثر من 8 دونمات مما يجعله المركز الأوسع من حيث الأراضي سواءً داخل أسوار البلدة القديمة أو في المحيط.
وتقوم الجمعية بخدمة سكان البلدة القديمة بشكل عام وأهالي حي باب حُطة بشكل خاص، حيثُ يعيش داخل أسوار البلدة القديمة ما يزيد عن 50000 فلسطيني منهم 10 آلاف في حي باب حُطة.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز