المناخ وإنفلونزا الطيور يدمران غذاء العالم.. نظرة على أرقام الفاو
تحالف المناخ الغاضب مع إنفلونزا الطيور ضد مؤشر الغذاء في العالم الذي أظهرت أرقام "الفاو" ارتفاعه في يوليو/تموز الماضي.
حيث ارتفع مؤشر الأسعار العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة في يوليو/تموز من أدنى مستوياته في عامين، مع صعود أسواق الزيوت النباتية بعد تجدد التوترات بشأن صادرات الحبوب من أوكرانيا والمخاوف بشأن الإنتاج العالمي.
وقالت المنظمة، اليوم الجمعة، إن مؤشرها، الذي يتابع أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، بلغ في المتوسط 123.9 نقطة في يوليو/تموز مقابل 122.4 نقطة بعد التعديل في الشهر السابق.
وكانت قراءة يونيو/حزيران في البداية 122.3، وهي الأدنى للمؤشر منذ أبريل/نيسان 2021.
كانت قراءة يوليو/تموز أقل بنسبة 12 بالمئة تقريبا مما كانت عليه قبل عام وأقل 22 بالمئة من أعلى مستوى لها على الإطلاق في مارس/آذار 2022 بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
أسعار الزيوت النباتية
وقالت الوكالة إن مؤشرها لأسعار الزيوت النباتية قفز 12 بالمئة مقارنة بشهر يونيو/حزيران بعد سبعة انخفاضات شهرية متتالية.
وأضافت أن زيت دوار الشمس ارتفع بأكثر من 15 بالمئة على أساس شهري، ويرجع ذلك أساسا إلى حالة عدم اليقين الناجم عن قرار روسيا الانسحاب من مبادرة حبوب البحر الأسود.
كما أدت مخاوف الإنتاج وارتفاع أسعار النفط الخام إلى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية الأخرى.
المناخ وأسعار السكر
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 146.3 نقطة في يوليو/تموز، أي بانخفاض قدره 5.9 نقطة (3.9 في المائة) عن مستواه في يونيو/حزيران، مسجلًا بذلك تراجعًا للشهر الثاني على التوالي، وإن بقي أعلى بمقدار 33.4 نقطة (29.6 في المائة) من مستواه المسجل خلال الشهر نفسه من السنة الماضية.
وتأثّرت الأسعار العالمية للسكّر في يوليو/تموز بالتقدم الجيد المحرز في حصاد قصب السكر في الفترة 2023/2024 في البرازيل وتحسّن تساقط الأمطار التي عادت بالنفع على رطوبة التربة في معظم المناطق المزروعة في الهند.
وأدّى تباطؤ الطلب على الواردات من إندونيسيا والصين، وهما أكبر بلدين مستوردين للسكّر، إلى ممارسة ضغوط إضافية نحو خفض الأسعار.
غير أنّ المخاوف المستمرة بشأن الآثار المحتملة لظاهرة النينيو على محاصيل قصب السكر في الفترة 2023/2024، ولا سيما في تايلاند، إلى جانب ارتفاع الأسعار الدولية للنفط الخام قد أدّت إلى لجم انخفاض الأسعار العالمية للسكر.
أسعار اللحوم
فيما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 117.8نقاط في يوليو/تموز أي بانخفاض قدره 0.4 نقاط (0.3 في المائة) مقارنة بمستواه في يونيو/حزيران، وبقي أدنى بمقدار 6.3 نقاط (5.1 في المائة) من مستواه المسجل خلال الشهر نفسه من السنة الماضية.
وانخفضت الأسعار الدولية للحوم الأبقار، ما عكس ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير من أوسيانيا، تزامنًا مع الطلب الخافت على الواردات في الأسواق الآسيوية وسط ارتفاع المخزونات وتباطؤ المبيعات الداخلية. وسجّلت أيضا أسعار لحوم الدواجن تراجعا طفيفا بفعل تزايد الإمدادات من البلدان المصدّرة الرئيسية رغم استمرار تأثيرات حالات تفشي إنفلونزا الطيور في البلدان المنتجة الرئيسية.
وفي غضون ذلك، استمر انخفاض أسعار لحوم الغنم للشهر الثالث على التوالي نتيجة الإمدادات العالية من أوسيانيا وتراجع الطلب من البلدان المستوردة الرئيسية، بما في ذلك الصين وأوروبا الغربية.
وفي المقابل، أدّى استمرار انحسار الإمدادات من أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، بموازاة ارتفاع الطلب الموسمي، إلى ارتفاع أسعار لحوم الخنزير للشهر السادس على التوالي.