تنشر لأول مرة بعد وفاته.. كلمات وداع من البابا فرنسيس

في اليوم التالي لوفاة البابا فرنسيس، أصدر الفاتيكان نصًا غير منشور سابقًا للبابا الراحل، يتضمن تأملاته العميقة في الشيخوخة والموت.
جاء ضمن مقدمة كتبها لكتاب صدر بالكاردينال أنجلو سكولا بعنوان "في انتظار بداية جديدة: تأملات في الشيخوخة"، والمقرر طرحه يوم الخميس.
قال فرنسيس: "علينا ألا نخاف من الشيخوخة، ولا من احتضان التقدم في العمر، فالحياة هي الحياة، وتجميل الواقع خيانة للحقيقة". وأضاف أن التقدم في العمر كثيرًا ما يُنظر إليه بشكل سلبي، داعيًا إلى استرداد قيمته وكرامته.
شدّد البابا على أن الإشكال لا يكمن في التقدّم في السن، بل في الطريقة التي نعيش بها هذه المرحلة، مؤكداً أن الشيخوخة يمكن أن تكون زمنًا مثمرًا ومضيئًا إذا ما عُيشت كنعمة وبامتنان، رغم ما قد يصاحبها من ألم.
كتب: "أن تكون كبيرًا في السن لا يعني أنك أصبحت غير نافع، كما توهمنا بعض الثقافات القائمة على الاستهلاك"، موضحًا أن الشيخوخة تعني الخبرة والحكمة والتأني والقدرة على الإصغاء، وهي قيم نحتاجها بشدة.
وتوقّف البابا عند دور الأجداد في المجتمعات، معتبرًا أن حكمتهم توفّر توازنًا ضروريًا لنمو الأجيال الشابة، وتساهم في ترسيخ ثقافة السلام وسط عالم يركض خلف المظاهر.
وأشار إلى أن الشيخوخة والموت لا ينفصلان عن الإيمان ، الذي لا يقوم فقط على خيارات فكرية أو أخلاقية، بل ينبع من علاقة شخصية مع المسيح ، "الذي جاء للقائنا واعتبرنا أصدقاءه"، كما كتب.
واختتم البابا تأملاته بتأكيد أن ما ينتظر الإنسان بعد الموت ليس فراغًا، بل بداية جديدة، تتجلى في الحياة الأبدية التي يبدأ من يحب في تذوقها على الأرض، في تفاصيل حياته اليومية، قائلاً: "سنعيش ما لم نعشه من قبل: الأبدية".