من الوهلة الأولى ربما يكون العنوان غريباً، ولكن القاسم المشترك الذي يجمع العالم يجعل الإنسان يرضخ أمام التحديات ولو كانت دينية.
"بابا الناس"، هذا ما لَقّبَت به مجلة "التايم" بابا الفاتيكان البابا فرنسيس.
دوره وتواضعه وبساطته التي تحولت إلى أفعال على أرض الواقع، جعلت منه منارة مضيئة للإنسانية، حتى إنه أصبح صديقاً للعرب والمسلمين لما حمله من رسائل صادقة لامست قلوبهم، واستطاع أن يكون شخصيةً مؤثرة داعيةً للسلام والتعايش، وداعماً كبيراً لحوار الأديان.
شكّلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس لدولة الإمارات في فبراير/شباط 2019 نقلة نوعية، مدعومةً بتوقيع وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، حيث كان الحدث مناسبة تاريخية من أجل ترسيخ الحوار بين الأديان ونشر التسامح والاعتدال في العالم، وكأول دولة عربية وإسلامية يزورها، لتبدأ سلسلة من الزيارات الداعمة لترسيخ رسالة السلام بين جميع الطوائف والأديان، عندما يحترم الطرف الآخر معتقداتك وممارساتك الدينية، ويوقن بأن لك الحق الإنساني في ممارستها، وهذا ما كان يحمله البابا فرنسيس لكل العرب والمسلمين.
وفي نقلة نوعية نحو التغيير والتصالح مع الأديان، استهلّ خطابه في مناسبة عيد الفطر عام 2014، برسالة موجهة لجميع مسلمي العالم، ليبدأ فصل جديد من العلاقات الدينية التي يجب أن يجمعها القاسم المشترك، وهو التعايش والسلام والتسامح.
لقد كان دائماً يعبر عن احترامه وتقديره لدولة الإمارات، ويشيد بدورها المؤثر عالمياً في نشر قيم السلام والأخوة والتعايش والدفاع عنها، والتزامها بدعم الجهود الدولية من أجل السلام والتسامح في العالم، ونشر مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» من خلال المبادرات الملموسة، التي ساهمت بشكل كبير في تحسين حياة المحرومين والمرضى، ليأتي بعد ذلك نتيجة هذه الوثيقة الإنسانية اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يُعلن يوم الرابع من فبراير/شباط من كل عام «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية»، حيث دعت فيه الدول الأعضاء كافة والمنظمات الدولية إلى الاحتفال سنوياً بهذا اليوم، نتيجة لما تحمله من رسائل إنسانية تحافظ على وحدة البشر بكل أطيافهم وأديانهم، ويعيش العالم في سلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة