فرماجو وحكومة الصومال.. مطية لتمرير أجنداته
الصومال يمر اليوم بمرحلة انتقالية حرجة لا تقبل الانقياد وهو بحاجة إلى حكومة قادرة على انتشال البلاد من القاع السياسي والأمني
اعتبر خبراء عملية تشكيل الحكومة الصومالية اختبارا مبكرا لرئيس الوزراء الجديد، محمد حسين روبلي، في ظل تقارير تتحدث عن تدخلات كبيرة من قبل رئيس البلاد فيها؛ بهدف تمرير أجنداته الانتخابية في ظل سعيه لولاية ثانية.
وانطلق قطار مشاورات تشكيل الحكومة في الصومال بقيادة روبلي، بعد سحب البرلمان الثقة عن الحكومة السابقة ورئيس وزرائها حسن علي خيري في 25 يوليو/تموز الماضي على إثر خلاف بين خيري ورئيس البلاد محمد عبدالله فرماجو .
ووفق متابعين فإن الصومال يمر اليوم بمرحلة انتقالية حرجة لا تقبل الانقياد وراء رغبات سياسية شخصية أو تشكيل حكومي سياسي يخدم إعادة انتخاب فرماجو وهو بحاجة إلى حكومة قادرة على انتشال البلاد من القاع السياسي والأمني الذي تسببت فيه سياسات فرماجو.
وهو ما نجح به رئيس الوزراء السابق حيث استطاع حماية الحكومة من التدخلات الأجنبية ما أدى إلى اصطدامه بفرماجو ومن ثم الإطاحة به عبر البرلمان بعد رفضه مخططات التمديد لفرماجو أو استفراده بإدارة ملف الانتخابات الصومالية دون استشارة رؤساء الولايات.
وأكدوا أن على رئيس الوزراء الجديد حماية استقلالية السلطة التنفيذية في الموسم الانتخابي الذي تزامنت به فترته التي لا تتجاوز أربعة أشهر .
استضافة المعارضة
وبدأت عجلة المشاورات، الخميس الماضي، من حيث لم يتوقعها أكثر المتفائلين إذ اجتمع "روبلي" مع رئيس مجلس الشعب الصومالي محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، ونائبه عبدالولي مودي إبراهيم، ورئيس مجلس الشيوخ الصومالي عبدي حاشي عبد الله ورئيسي جوبلاند وهرشبيلي أحمد مدوبي ومحمد عبد واري على التوالي.
لكن المفاجأة كانت استضافة روبلي بالقصر الرئاسي في الصومال زعيم حزب ودجر المعارض السياسي البارز عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي ما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والسياسية في الصومال.
ما دفع روبلي بإصدار بيان رسمي قال فيه إن أبواب مكتبه مفتوحة لجميع أصحاب المصالح السياسية في خطوة فسرت بأنها بمثابة هدنة سياسية.
تدخل فرماجو
ووفقًا لمصادر مقربة من دوائر صنع القرار الصومالي تحدثت للعين الإخبارية فإن رئيس الوزراء الصومالي تسلم قائمة مرشحة بحقائب معينة للتشكيل الوزاري القادم من فرماجو أغلبهم أصدقائه من حكومة خيري.
ومن أبرز الأسماء المرشحة التي تشملها قائمة فرماجو نائب رئيس الوزراء مهدي غوليد خضر، وزير الخارجية أحمد عيسى عود، وزيرة الرياضة خديجة محمد ديرية، وزير الإعلام محمد عبدي حير ماريي، وزير التعليم عبدالله غودح بري.
فيما أوعز فرماجو لرئيس الوزراء الجديد باستبعاد بعض الأسماء من حكومة خيري وتغييرها مثل وزير الأمن محمد أبوبكر إسلو، وزير الدفاع حسن علي أمردنبي، وزير الداخلية عبدي محمد صبريه، نائب وزير الموانئ والنقل البحري عثمان دالو وآخرين.
واستبعد مراقبون تواجد أي شخصيات مقربة من رئيس الوزراء السابق، حسن علي، في التشكيل الحكومي القادم وذلك لعدة أسباب أهمها أن فرماجو يسعى لإيجاد أكبر عدد ممكن من دائرته في التشكيل القادم لتمرير أجنداته الانتخابية عبر مجلس الوزراء في ظل سعيه لولاية ثانية.
ويعتبر تشكيل حكومة كفاءات وطنية أحد تعهدات رئيس الوزراء محمد حسين روبلي إلا أن تدخلات فرماجو بالتشكيلة الوزارية تضعه في اختبار مبكر أمام الصوماليين.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز