عارضات ممتلئات يكسرن تقاليد عالم الموضة
النساء البدينات اللاتي يتمتعن بمنحنيات، من أحدث صيحات الموضة حاليا
كسر مصممو الأزياء التابوهات الخاصة بالعارضات، وقرروا الاعتماد على نساء بأجسام عادية لها منحنيات ليست بنحافة أجسام العارضات التقليديات.
هذه الخطوة شجعت كثيرين على اتخاذها كما شجعت بدينات على التكيف مع أجسادهن واقتحام مجال عرض الأزياء بقوة، على اعتبار أن الأناقة والجمال لا يعتمدان بالضرورة على الوزن.
أصبح الاعتماد على النساء البدينات اللاتي يتمتعن بمنحنيات، من أحدث صيحات الموضة، حيث أصبحت تصميمات وإبداعات المصممين العالميين، القائمة على مقاييس (90-60-90) وطول قامة يصل إلى أكثر من 1.75 سم، تختلط مع أخرى لمصممين مثل الإسباني أدولفو دومينجيز أو الإيطالية إلينا ميرو أو الأمريكية إيدن ميللر المتخصصين في تصميم الملابس ذات المقاسات الكبيرة.
ومن أبرزهن العارضة الأمريكية كانديس هوفين (30 عاما) التي تعتبر واحدة من أكثر عارضات الأزياء البدينات جاذبية في العالم.
وبعيدا عن المقاسات التقليدية (90-60-90)، أصبحت هذه العارضة الأمريكية المثيرة، التي تتمتع بمقاسات (100-83-110)، أول عارضة للمقاسات الكبيرة تظهر في تقويم (بيريللي) الشهير عام 2015، لتكسر بذلك معايير الجمال التقليدية.
ومن جانبها، قالت عارضة الأزياء الأمريكية تارا لين، التي تعد واحدة من أبرز عارضات المقاسات الكبيرة، إن "كل النساء مثيرات، بغض النظر عن المقاسات التي يرتدينها"، مضيفة أنها تأكل كل شيء ماعدا الهامبورجر ومرطبات الكولا".
وتؤكد العارضة الأمريكية: "وزني لا يمنعني من ممارسة الرياضة، فضلا عن أنني لا أمتلك سيارة وأتنقل باستخدام دراجة".
ومنذ أن ظهرت هذه العارضة الأمريكية على صفحات مجلة "Elle" الفرنسية، أصبحت واحدة من أشهر العارضات البدينات، حيث أكدت أن "العارضات اللاتي يتمتعن بمنحنيات أصبحن من أحدث صيحات الموضة ".
هذه الموضة الجديدة ظهرت لأول مرة في عام 2005، حين شاركت مصممة الأزياء الإيطالية إلينا ميرو في أسبوع الموضة في مدينة ميلانو، وقامت بتصميم مجموعة أزياء من أجل نساء لا يدرن ظهورهن للموضة، لكنهن يرتدين ملابس بمقاسات أكبر من التي اعتادت عليها العارضات المعتادات.
وبدأت تارا لين، التي عملت أيضا لصالح مصمم الأزياء الفرنسي الشهير جان بول جوتييه، تعمل كعارضة أزياء وهي في الـ 25 من عمرها، لتتمكن بذلك من تحمل نفقات دراستها لعلم اللغة.
اعترفت لين أنها لم تكن دائما فخورة بجسدها، موضحة أنها كانت تخجل من منحنياتها ووزنها قبل أن تصبح عارضة، حيث قررت في الماضي أن تخضع لحمية غذائية قاسية تقوم على ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعتين وتناول الطعام "مرة أو مرتين" يوميا حتى تمكنت من خفض 30 كجم من وزنها خلال عامين.
وفي عام 2008، تعاقدت مع وكالة أزياء في مدينة نيويورك الأمريكية، لتصبح آنذاك عارضة أزياء فارعة الطول ونحيفة وتتمتع بوجه جميل، لكنها كانت تشعر بالجوع والإرهاق طوال الوقت، الأمر الذي جعلها تقرر أن تترك عالم الأزياء ليصل وزنها بعد ذلك إلى 86 كجم.
وأراد القدر أن يتحول جسدها، الذي تسبب يوما في معاناتها، إلى مصدر لنجاحها العملي، حيث أكدت العارضة التي تعلمت أن تقبل نفسها كما هي وتلقي بالميزان خارج حياتها، أنها لم تتخيل قط أن تصل إلى هذا النجاح في عالم الموضة.
ومنذ نحو عام، دفعت مصممة الأزياء الأمريكية، إيدن ميللر بست، عارضات بدينات مثيرات لعرض مجموعة ملابس جذابة وساحرة في مدينة نيويورك، التي تعد معقلا للمقاييس الأكثر نحافة.
ومن جانبه، أوضح مصمم الأزياء الإسباني أدولفو دومينجيز، الذي تخصص منذ سنوات في تصميم الأزياء للنساء اللاتي يرتدين مقاسات كبيرة، أن "الكيلوجرامات لا تتعارض مع الجمال، فالجمال يعتمد على أشياء أخرى كثيرة".
ويعتبر المصمم الإسباني أن عمله يقوم على "الإغراء والحب"، الأمر الذي يجعله يصمم قطعا "تعزز من ثقة المرأة بنفسها"، مضيفا أن "الرجال أكثر تسامحا فيما يتعلق بالمنحنيات والكيلوجرامات عن النساء أنفسهن".
ومن جانبها، أشارت إلينا ميرجوليو، نائبة رئيس مجموعة "ميرجوليو" للملابس، إلى أنه "على المستوى الاجتماعي لا يصح التحدث عن المقاسات، ورغم ذلك مازلنا نستخدم هذا المصطلح".