شباب مصري يحترف الموضة وينتظر ثقة المستهلك
تجارب شابة تحاول كسر الأنماط التقليدية للموضة والتصميمات في السوق المصري
يحاول مصمو أزياء الشباب في مصر إثبات أنفسهم والانطلاق للعالمية عبر الهروب من الصور النمطية؛ لترك بصمة خاصة في ظل انعدام الثقة في السوق المحلي بين عشاق الموضة.
وبين هؤلاء المصممين الجدد يبرز مهند كوجاك، الشاب البالغ من العمر 22 عاما، والذي شارك في الموسم الأول من برنامج اكتشاف مصممي الأزياء "بروجكت رانواي" بنسخته العربية.
كوجاك يعمل منذ نحو 5 أعوام في تصميم أزياء خاصة به مستوحاة من العصر الفيكتوري اكتسب من خلالها شهرة وباتت ترتدي تصميماته نجمات بالمجتمع المحلي وفنانات مصريات وعربيات.
ويقول كوجاك من الأتيليه الخاص به في وسط القاهرة: "عندما بدأت لم يكن مجال الموضة في مصر به نفس التنافسية الموجودة حاليا، والتي تسمح بالإبداع وتقديم منتجات جديدة".
ومع ذلك، يأسف كوجاك لأن المصممين المصريين لا يحظون بشهرة وإقبال؛ نظرا لأن الناس لا تراهن عليهم وتفضل شراء ماركات عالمية، إلا أنه يتمنى أن يتغير هذا بعد تعويم الجنيه الذي تسبب في غلاء المنتجات المستوردة.
وأضاف: "ليس فقط المجتمع هو من لا يثق في المصممين المحليين، بل أيضا السلطات، فلا توجد مؤسسة رسمية توفر إمكانية تعلم تصميم الأزياء والحياكة".
ومن قصة كوجاك، إلى قصة نجاح أخرى بدأت تفاصيلها قبل نحو 3 أعوام، حيث أسست الشقيقتان مناز وآية عبدالرؤوف (26 و25 عاما على الترتيب) علامة "أختين" (Okhtein) لحقائب السيدات بعدما درستا الاتصالات والتسويق حتى تتمكنا من تطبيق دراستهما في مجال الأعمال لا سيما إزاء رفض والدهما سفرهما للتعلم في الخارج.
وبتصميمات مبتكرة، استطاعت الشقيقتان أن تنطلقا للعالمية والوصول إلى نجمات ارتدين حقائبهما مثل إيما واتسون وجيجي حديد وكريس جينير والدة كيم كارداشيان.
وعندما بدأت الشقيقتان في تصنيع أولى حقائبهما، التي فازتا بها العام الماضي بجائزة "فوج أرابيا" في قسم الإكسسوار كان السؤال هو كيف تتجنبان السقوط في التصميمات التقليدية المصرية؟
وتقول المصممة آية: "بالتأكيد هناك أشكال نمطية في الموضة المصرية. قبل ثلاث سنوات قلت لشقيقتي إنه لدينا الكثير من التصميمات النمطية المستوحاة من الأهرامات وتوت عنخ آمون".
ومع ذلك تؤكد آية أنهما تحتفظان بهوية وجذور بلدهما في التصميمات قائلة: "نبحث عن التوازن في هويتنا، فعلى سبيل المثال نضيف لتصميماتنا قطعا معدنية تعبر عن الزمن الماضي أو نستوحي التصميمات من العمارة الموجودة في حي خان الخليلي (الإسلامي القديم بوسط القاهرة) ونحدثها بلمسات عصرية".
وبحسب آية، فإن الافتقار لمساعدة المؤسسات الرسمية ولنقابة تمثلهم يصعب تقديم المصممين في مصر وتقدمهم فهذا العالم يعد "شيئا جديدا" على المجتمع.
وتتفق في هذا سيدة الأعمال الإسبانية ماريا سانشيز التي تساعد المصممين المصريين على الانتشار بفضل شركتها "Maison Pyramide"، حيث تعتبر أن "مصر لا تُعرف بوجود هذه المؤسسات".
وأضافت أن إقامة هذه المؤسسات "ستساعد على جمع كل حقوق ومطالب العاملين في قطاع الموضة وليس المصممين فقط".
إكسسوارات ونظارات
وتتفرد الشابة سهيلة الشيخ (23 عاما) بأنها دخلت مجال التصميم بالوراثة، بعدما شاهدت والدتها بالمملكة العربية السعودية، حيث عاشت 18 عاما، تقوم بتصميم مجوهرات للسيدات.
ومن ورشة صغيرة في منزلها بضواحي القاهرة، دشنت سهيلة علامة الإكسسوارات "Sandbox" في التصميم.
وتعتمد تصميمات سهيلة على الفضة والأحجار، والتي ترغب في تسويقها عالميا، لكنها تريد البقاء في مصر والتطور ببلدها بإصرار على تحقيق هدفها في سوق يزداد تنافسية.
وتقول في هذا الصدد: "كان يمكن أن أقول لك قبل خمس سنوات إنه من السهل إحداث فارق في هذه الصناعة، ولكن الآن لا. فهناك طفرة بين مصممي الإكسسوارات في مصر والصناعة تتطور سريعا".
ومن المصممين الآخرين الذين تمكنوا من فرض إبداعاتهم على السوق هو عمرو سعد الذي يقدم نظارات شمسية فخمة مصنوعة من الفضة والذهب بأشكال مبتكرة أبدعها بعدما سافر إلى إيطاليا لتعلم المهنة، وفقا لما يقوله من ورشته الواقعة في حي المعادي بالقاهرة.
ويقول سعد: "لا يوجد سوق واضح في المجتمع المصري. فالفرص التي يوفرها المصممون المحليون ليست معروفة. من السهل البدء في عمل هنا ولكن من الصعب تجاوز التحديات اليومية".
وبحسب عمرو، هناك الكثير من المصممين الذين يستغلون الأشكال النمطية المصرية ليمنحوها لمسة معاصرة، على الرغم من أن كل علامة لها تاريخها وتستوحى من جذورها، وهو الأمر الذي يرى من "المهم للغاية الحفاظ عليه".