«الدعم السريع» تفتتح العام الثاني للحرب بانتزاع منطقة استراتيجية بدارفور
افتتحت قوات الدعم السريع، أول أيام العام الثاني من الحرب، بالسيطرة على إحدى مدن دارفور غربي السودان، والتي بدأت تتساقط الواحدة تلو الأخرى كقطع «الدومينو»، على وقع «المعارك العنيفة».
وقالت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، إن مدينة مليط شمال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، سقطت بشكل كامل تحت سيطرة «الدعم السريع»، بعد معارك عنيفة مع الحركات المسلحة.
وبحسب المصادر، فإن قوات «الدعم السريع» طردت قوات الحركات المسلحة إلى خارج المدينة، واستولت على عربات قتالية وأسلحة، مشيرة إلى أنها أجبرت الحركات المسلحة، على الانسحاب تجاه مدينة الفاشر وبعض القرى المجاورة على تخوم المدينة.
وبثت صفحات قوات «الدعم السريع» مقاطع فيديو تظهر تدميرها لعدد كبير من آليات الحركات المسلحة والسيطرة على أخرى بحالة جيدة، إضافة إلى «أسر مجموعة كبيرة من عناصرها».
كما أظهرت مقاطع الفيديو قائد قوات «الدعم السريع»، اللواء علي يعقوب يخاطب جنوده أمام وحدة مليط الإدارية.
وبسيطرة قوات «الدعم السريع» على مدينة مليط، تكون وضعت يدها على كل المناطق الواقعة شمال مدينة الفاشر.
منطقة استراتيجية
وتعد مليط من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي في ولاية شمال دارفور؛ لكونها واقعة على حدود الولاية مع الولاية الشمالية، ويمر عبرها مسار الدبة الفاشر الذي حددته السلطات الحكومية كمعبر لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان إقليم دارفور، كما أنها تعد بوابة للمركبات القادمة من دولة ليبيا وبها واحدة من أكبر النقاط الجمركية في إقليم دارفور.
ومنذ اندلاع الحرب بسطت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وزالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، والضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، وتحاصر حاليا مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لإحكام سيطرتها على كامل الإقليم الذي تبلغ مساحته مثل مساحة دولة فرنسا.
سيطرة كاملة
وفي بيان صادر عنه، قالت قوات «الدعم السريع» إن قواتها «بسطت سيطرتها الكاملة علة محلية مليط، واستلمت 46 مركبة عسكرية بكامل عتادها، وأسرت 70 من عناصر الحركات المسلحة، وحررت معسكرات حركات (جبريل ومناوي وتمبور) بالمنطقة».
وبحسب البيان الذي اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، فإنه «فور تحرير محلية مليط قامت قوات الدعم السريع، بتأمين مركز المحلية وتشكيل لجنة لحماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار بالمدينة»، محذرًا «الحركات المنشقة، من الاستمرار في تنفيذ الأجندة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في دارفور».
لكن مصادر عسكرية في الحركات المسلحة أبلغت «العين الإخبارية»، أن قواتها خاضت معارك كبيرة رفقة الفرقة السادسة مشاة، بمشاركة 400 عربة قتالية ووحدات فنية ووحدات مدرعة.
وأوضحت المصادر العسكرية، أن المعركة امتدت من جنوب مدينة مليط حتى منطقة سرفاية التي تقع 40 كيلو مترا غربي مدينة الفاشر وشارع نيالا جنوب غربي الفاشر، مشيرًا إلى أن قوات الفرقة 6 مشاة العسكرية، والقوات المشتركة تمكنت من تحطيم وتشتيت كامل لقوات الدعم السريع المتواجدة في شمال دارفور.
وذكرت المصادر أن القوات المشتركة استطاعت تدمير أكثر من 40 عربة عسكرية واستلام 24 عربة بحالة جيدة، وكمية من الأسلحة والذخائر.
الخروج عن الحياد
وفي 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلن كل من رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، وجبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، ومصطفى تمبور، رئيس حركة تحرير السودان، الخروج عن الحياد والوقوف إلى جانب الجيش السوداني، والقتال إلى جانب الجيش السوداني.
كما تشارك قوات الحركة الشعبية، بقيادة مالك عقار، وهو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في القتال إلى جانب الجيش السوداني.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقعت الحكومة السودانية اتفاقا لإحلال السلام مع حركات مسلحة ضمن تحالف «الجبهة الثورية»، فيما تخلف عن الاتفاق «الحركة الشعبية ـ شمال» بزعامة عبد العزيز الحلو، وحركة «تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد نور، والتي تقاتل القوات الحكومية في دارفور.
وبموجب اتفاقية السلام التي وقعت في جوبا في أكتوبر/تشرين الأول 2020، شاركت الحركات المسلحة في السلطة السياسية في الخرطوم، إذ أصبح مالك عقار، نائبا لرئيس مجلس السيادة، وجبريل إبراهيم، وزيرا لوزارة المالية، ومني أركو مناوي، حاكما لإقليم دارفور.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز