البرغوثي والقدوة.. تحالف يقلب أوضاع "فتح" بالانتخابات
انتهى اليوم الأخير الأربعاء من أيام التسجيل للانتخابات التشريعية الفلسطينية بتسجيل حركة"فتح" 3 قوائم منفصلة بالانتخابات.
وكانت خلافات بين اللجنة المركزية لحركة "فتح" وعضو اللجنة المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي، قادته إلى الإيعاز بتشكيل قائمة من المقربين منه.
وفي تطور لافت، اندمجت قائمة المقربين من البرغوثي مع قائمة أخرى، كان القيادي في "فتح" ناصر القدوة قد شكلها من مستقلين حيث أطلق على القائمة الجديدة اسم "الحرية".
ويقول مراقبون إن ثقل الشخصيات القيادية الفتحاوية في قائمتي "الحرية"، و"المستقبل" التي سجلها التيار الإصلاحي برئاسة محمد دحلان، سيؤثر سلبا على فرص قائمة حركة "فتح" الرسمية.
وتسبب هذا التطور بحالة من الإرباك في اللجنة المركزية لحركة "فتح" التي أرجأت التسجيل الرسمي لقائمتها إلى ساعات الليل بعد أن كان مقررا تسجيلها ظهر اليوم الأربعاء.
وقال جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الذي جاء إلى مقر لجنة الانتخابات المركزية لتسجيل القائمة الرسمية للحركة، إن "العملية الديمقراطية ستجري في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس".
وأعلن أن حركة فتح "تسعى للفوز بالانتخابات بروح الديمقراطية.. نحن سنحترم نتيجة الانتخابات وندعو المجتمع الدولي إلى احترام النتائج والاعتراف بها".
وأشار الرجوب، إلى أنه "سيلي الانتخابات حكومة وحدة وطنية فلسطينية من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني".
وفي إشارة إلى نشطاء الحركة الذين يخوضون الانتخابات خارج القائمة الرسمية قال الرجوب، إنه" وجود المرتدين هنا أو هناك أمر طبيعي"، بحسب قوله.
ويرأس القائمة الرسمية لحركة "فتح" نائب رئيس الحركة محمود العالول ويليه أمين سر اللجنة المركزية للحركة اللواء جبريل الرجوب.
أما قائمة "الحرية" فيرأسها القيادي المفصول من اللجنة المركزية لحركة "فتح" ناصر القدوة، فيما يحتل المركز الثاني عبد الفتاح حمايل، والثالث المحامية فدوى البرغوثي، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وزوجة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي.
وأعلن مروان البرغوثي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو/تموز المقبل، ولذلك لم يخوض الانتخابات التشريعية.
ووصل القدوة وفدوى البرغوثي إلى مقر لجنة الانتخابات المركزية في تأكيد على خوض الانتخابات ضمن قائمة منفصلة.
وقال مقرب من البرغوثي لـ"العين الإخبارية": "منحنا اللجنة المركزية لحركة "فتح" فرصة منذ عصر الثلاثاء من أجل إصلاح الخلل الذي أحدثته بعدم التزامها بالاتفاق مع البرغوثي، لكنها لم تقوم بأي شيء فعلي باستثناء حرق الوقت".
وأضاف: "كل ما كان مطلوبا هو أن يتم الاتصال مع مروان البرغوثي في سجنه وشرح ما يجري له والتشاور معه، وهذا ما لم يحدث بحجة عدم إمكانية الاتصال وهو غير صحيح، فالكل يعلم أنه كان بإمكانهم الاتصال به في سجنه".
وخلال تلك الفترة تم جمع التواقيع لتسجيل القائمة وبدل 3000 توقيع تم جمع أكثر من 8000 توقيع خلال عدة ساعات، بحسب المقرب من البرغوثي.
وقال :"مع الإعلان عن قرار تسجيل القائمة، برزت أرضية مشتركة مع القيادي الفتحاوي ناصر القدوة وجرت اللقاءات بسلاسة ومحبة وتم التوصل إلى اتفاق تم توقيعه ظهر اليوم الأربعاء".
وتابع المقرب من البرغوثي "نتوقع أن تحصد هذه القائمة عدد أكبر من المقاعد من القائمة الرسمية للجنة المركزية لحركة "فتح".
ويخشى قياديون من حركة "فتح" من أن تتكرر بالانتخابات المقبلة ذات الخطأ الذي حدث في انتخابات عام 2006 حينما أدى تعدد المرشحين إلى تشتيت أصوات ما نتج عنه هيمنة حركة "حماس" على المجلس التشريعي.
يذكر أن قائمة واحدة لحركة "حماس" تسجلت للانتخابات التشريعية بمقابل باقي القوائم التي تحمل جميعها برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
وتتفاوت باقي القوائم ما بين قوائم لأحزاب منضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وقوائم مستقلة تطرح قضايا اجتماعية.
كما سجل رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض قائمة مستقلة تحمل اسم "معا قادرون".
وزاد عدد القوائم التي تم تسجيلها عن 30 بمقابل 11 قائمة فقط خاضت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في العام 2006.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا لانتخابات تشريعية في 22 مايو/أيار تليها انتخابات رئاسية في 31 يوليو/تموز على ان تنتهي باستكمال تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في 31 أغسطس/آب.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز