مسؤول في فتح لـ"العين الإخبارية": حماس قد تفضل تهدئة طويلة مع إسرائيل
مسؤول كبير في حركة فتح قال إن أمام حماس 3 خيارات؛ هدنة طويلة المدى مع إسرائيل أو المصالحة أو إبقاء الوضع على ما هو عليه.
رجح مسؤول كبير في حركة فتح، أن تتجه حماس لإقرار هدنة طويلة مع إسرائيل من بين خيارات ثلاثة أمام قادتها المجتمعين في قطاع غزة.
ويراقب المسؤولون في حركة فتح، بقلق كبير، مشاورات المكتب السياسي لحركة حماس المستمرة منذ 3 أيام في قطاع غزة خلف أبواب مغلقة دون تسريبات.
- غزة تترقب اجتماعات حماس.. ومصادر لـ"العين الإخبارية": مطلوب "حسم المصالحة"
- "خنق غزة".. معرض للبضائع الممنوعة بالقطاع
وقال المسؤول الكبير في فتح لـ"العين الإخبارية"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "أمام حماس 3 خيارات؛ هي أن تقبل بالمصالحة الوطنية أو أن تتجه إلى هدنة طويلة المدى مع إسرائيل أو أن تلجأ إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، بما يفتح احتمالات مواجهة عسكرية جديدة وهو ما تقول حماس نفسها إنها لا تريده".
وأضاف أن "الخيار الأول معالمه واضحة وهي تمكين حكومة التوافق من تولي مسؤولياتها كاملة تماما كما هو الوضع في الضفة الغربية بما يؤدي إلى الترتيب لحكومة وحدة وطنية تكون مهمتها الأساسية التحضير لانتخابات عامة جديدة تؤسس لشراكة سياسية كاملة".
وتابع أن "الخيار الثاني هو أن تدير حماس ظهرها للمصالحة وتتوجه إلى هدنة طويلة المدى تستغرق ما بين 5-10 سنوات مع إسرائيل تتضمن 3 عناصر رئيسية وهي تثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف إسرائيل من حدة حصارها المفروض على غزة بما يسمح بتنفيذ مشاريع كبيرة في مجالات المياه والكهرباء والبنى التحتية وتشغيل العمال، وثالثا إبرام صفقة لتبادل أسرى".
واستدرك المسؤول في فتح قائلا: "نخشى أن تكون حماس متجهة إلى خيار إقرار هدنة طويلة المدى مع إسرائيل ونأمل في أن نكون مخطئين وأن تفضل الحركة خيار المصالحة على خيار التهدئة".
وأشار المسؤول إلى "أننا ننظر بعين الارتياب إلى الضوء الأخضر الأمريكي لمثل هذا الاتفاق بين إسرائيل وحماس كوسيلة لتمرير صفقة القرن"، لافتا إلى أنه "ليس صدفة أن المسؤولين الأمريكيين توقفوا عن طلب نزع سلاح حماس كشرط لأي عملية تنمية في غزة، نحن أعلنا دائما موقفنا الرافض لهذا الطلب ولكن الموقف الأمريكي مريب".
وأضاف أن "أمريكا تريد كيانا فلسطينيا مركزه الأساسي في غزة بالتزامن مع إسقاط قضية القدس والاكتفاء بحكم ذاتي هزيل في المناطق السكانية في الضفة الغربية، هذا ما حذرنا منه وهذا ما نخشى أن تسقط حماس في شركه".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت، عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إن اقتراح الهدنة طويلة المدى يشمل وقف إطلاق القذائف الصاروخية والطائرات والبالونات المحترقة من غزة باتجاه إسرائيل مقابل تخفيف إسرائيل حصارها المفروض على القطاع والسماح بتنفيذ مشاريع.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن المرحلة الثانية تشمل تبادل 4 إسرائيليين، بينهم جنديان، تحتجزهم حماس منذ عام 2014 في غزة بمقابل الإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية.
وتابع المسؤول الإسرائيلي أن "المرحلة الأولى ستؤدي إلى إعادة فتح معبر كرم أبو سالم وإعادة السماح بتوسيع منطقة الصيد، ولكن الأوضاع لن تعود إلى طبيعتها بشكل كامل إلا في حال إعادة الإسرائيليين من غزة".
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن البيت الأبيض أعد قائمة بمشاريع من المزمع تنفيذها في غزة في مجالات المياه والكهرباء والبنى التحتية والتشغيل.
وبدوره، أشار منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، إلى أن "قيادة حماس" تصر مرة أخرى على التنكّر لمصالح شعبنا وللمشروع الوطني الفلسطيني من خلال إمعانها في رفض إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة بالقوة والاستمرار في تمزيق وحدة الوطن والشعب والقضية".
وأضاف، في تصريح أرسله لـ"العين الإخبارية"، اليوم الأحد: "إننا ندقّ ناقوس الخطر ونحذّر شعبنا وقواه الوطنية من خطورة ما يحاك ضده من مؤامرات تمثل صفقة القرن رأس الحربة فيها، وهي الصفقة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وتقزيم المطالب الفلسطينية وحصرها في قضايا إنسانية وإقامة كيان هزيل في غزة مع تجاهل تام لكل الحقوق السياسية التي يناضل شعبنا من أجلها وقدم في سبيلها قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، وفي مقدمة هذه الحقوق حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف".
وتابع الجاغوب أن "انخراط قيادة حماس في مفاوضات مخزية مع حكومة الاحتلال إنما هو التطبيق الفعلي لأهم بنود صفقة القرن، وهو تنفيذ لأخطر أهدافها المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرةً لمشروعنا الوطني، وأن خطورة ما يجري تكمن في أن هذه المفاوضات تتم بمعزل عن القيادة الفلسطينية الشرعية، وهي بذلك تأتي استمرارا لخطة شارون بالانسحاب من غزة دون أي تنسيق مع القيادة الفلسطينية، وهي كذلك استمرار لنهج الانقلاب الذي تساوق مع خطة شارون، وكرّس أهدافها بشق الصف الوطني وتمزيق الوحدة الجغرافية للوطن".
وشدد الجاغوب على "أننا نعلن وبشكل قاطع أن شعبنا وقيادته الشرعية يرفضان هذا العبث بالقضية الوطنية رفضاً قاطعاً ولن يلتزما بأي نتائج أو ترتيبات تصدر عن هذه المفاوضات المشبوهة".