فاتن وأيمن.. حكاية حب فلسطينية تتحدى الأسر والحواجز
رغم أن فكرة الخطوبة والزواج من أسير تبدو إشكالية، فإن نصيرة الأسرى لم تتردد ووافقت هي وأهلها على هذا الزواج.
امتزجت دموع الفرح بالألم والحسرة لدى الفلسطينية فاتن إسماعيل، وهي تتابع عبر الهاتف أجواء استقبال زوجها الأسير المقدسي المحرر أيمن حميدة، بعد أن حالت قيود الاحتلال وحواجزه دون مشاركتها في هذه اللحظة التي انتظرتها منذ 7 سنوات.
في منزلها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، توزع فاتن (39 عامًا) نظرها بين صورة كبيرة جمعتها مع زوجها أيمن الذي لم يسبق أن التقته وجهًا لوجه، وبين الهاتف لتتابع وصول أيمن إلى منزله في بلدة العيزرية في القدس بعد 12 عامًا من الاعتقال.
"كان يفترض أن أنتظره بالورود ولكن الاحتلال يجبرني اليوم على أن أكون لصيقة بصورته ومتابعة لأجواء الفرح بحريته عبر الهاتف الذي جمعهما لأول مرة وهو خارج أسوار السجن، ليبث إليها الأمل والإصرار على تحدي عقبات الاحتلال". تقول فاتن.
صورة رسول الحب
تبتسم رغم دموعها، وهي تتذكر مع "العين الإخبارية" حكاية ارتباطها الاستثنائي بالأسير أيمن، فصورة له رفعتها خلال اعتصام تضامني، كانت رسول المحبة الذي انتهى بعقد قران رسمي بينهما؛ في تحدٍّ لقيود الأسر والحصار.
تقول: "أنا مناصرة لقضية الأسرى وكنت أشارك ذويهم ورفاقهم المحررين في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، وفي أحد الأيام من عام 2013 كنت مشاركة في الاعتصام وأرفع صورة للأسير أيمن حميدة المنحدر من بلدة العيزرية بالقدس والذي كان يقضي في اعتقاله للمرة الثالثة حكما بالسجن 12 سنة".
عندما شاهد أيمن من داخل الأسر، الفتاة التي ترفع صورته عبر تلفزيون فلسطين أثاره الأمر وطلب من رفاقه الأسرى المنحدرين من غزة أن يطلبوا من ذويهم البحث عن رافعة الصورة وبالفعل تم الأمر.
نظرت بحب نحو صورة أيمن، وقالت: "حينها اتصلت والدته لتشكرني على الاهتمام بقضية ابنها أيمن، وبعد عدة أيام اتصل أهله للمرة الثانية وهذه المرة كانت مفاجأة، طلبوني زوجة لابنهم أيمن".
ورغم أن فكرة الخطوبة والزواج من أسير، تبدو إشكالية، وزواج غزية من مقدسي، في ظل الحواجز والقيود الإسرائيلية، إشكالية ثانية، إلاّ أن نصيرة الأسرى لم تتردد ووافقت هي وأهلها على هذا الزواج.
وقالت: "حسمت أمري وتوكلت على الله، فما أفضل من ان تتزوج الفتاة بشاب مناضل من أجل قضية وطنية".
وتمت إجراءات عقد القران رسميا في غزة في 13 أغسطس/آب من عام 2019 حيث وكل أيمن أقرباء له من دير البلح ليتموا الأمر.
7 سنوات من الانتظار
7 سنوات مرت وفاتن تنتظر الأيام والساعات حتى جاء موعد الإفراج وفرحة الحرية التي تابعتها عبر البث المباشر.
وقالت: "لقد بث أصدقاؤه لحظات الإفراج عنه لي وعندما كلمته لم احتمل غير الاطمئنان بكلمات قليلة فلم احتمل الموقف.. كيف لعروس تكون بعيدة عن عريسها“.
وأشارت إلى أنها كانت تتابع أخبار زوجها من خلال والدته التي كانت تزوره، وتحمل لها رسائله وتحياته وحبّه العميق.
مطلب عادل
فاتن أمضت الأشهر الماضية وهي تسعى للانتقال من غزة إلى القدس، على أمل أن تكون إلى جانب زوجها في لحظة حريتها، ولكن كل هذه المحاولات باءت للفشل، دون أن يمنعها ذلك من استمرار التجهيز للفرح، حتى أن ملابسها وجهازها سبقها إلى هناك بما في ذلك ثوب الزفاف التراثي الأحمر المطرّز بالخيط الفلاحي، الذي كانت تتمنى أن ترتديه في يوم حريته.
وذكرت أنها أضربت عن الطعام منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لتلفت الأنظار لقضيتها ولكن دون استجابة حتى الآن.
تطالب فاتن بجمعها مع زوجها والسماح لها بالانتقال من غزة للعيزرية.
وذكرت أنها توجهت للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ وقدمت كل أوراقها منذ سنة لكن حتى الآن لم تحصل على تصريح للسفر من غزة للعيزرية دون تحديد السبب.
كما توجهت للمؤسسات الحقوقية لتساعدها في السفر لكن لم يتحقق شيء فقررت الإضراب عن الطعام منذ 14 يوما للفت أنظار العالم لمشكلة فتاة تعاني من أجل الالتحاق بزوجها، "أطالب بأبسط حقوقي فقط أن أنضم لزوجي، تقول فاتن، مضيفة "لا أطالب بأكثر من هذا وسأواصل نضالي حتى إيجاد حل يضمن وصولي للعيزرية والتحاقي بزوجي"..
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA= جزيرة ام اند امز