صمود الدفاعات الروسية يؤخر أمنيات زيلينسكي في "عيد الأب"
بعث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برسالة للمقاتلين في عيد الأب متمنيا عودتهم سريعا لأطفالهم، لكن صمود الدفاعات الروسية قد لا تسمح بتحقيق تلك الأمنية.
وأعدت أوكرانيا هجوما مضادا كان يفترض أن ينطلق في الربيع لكنه تأخر حتى الشهر الجاري، وحتى الآن لم يسفر عن نتائج تذكر بحسب مراقبين غربيين.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، عن صد محاولات أوكرانية لاقتحام خطوط الدفاع الروسية على 4 جبهات كان أعنفها على محور زابوروجيا.
وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، واصلت القوات المسلحة الأوكرانية محاولاتها للهجوم على محاور زابورويجيا وجنوب دونيتسك ودونيتسك، وكانت جبهة زابورويجيا الأكثر احتداما".
وأردف البيان: "من خلال الإجراءات والحاسمة لوحدات تجمع قوات "فوستوك" (الشرق) والضربات الجوية ونيران المدفعية، تم صد جميع هجمات العدو".
وعلى مشارف منطقة فريموفسكي، "تصدت الإجراءات الحاسمة للوحدات الروسية، والضربات الجوية ونيران المدفعية خلال النهار، لأربع هجمات معادية بقوات تصل إلى كتيبة تكتيكية في مناطق نوفودونيتسكوي وروفنوبول في جمهورية دونيتسك الشعبية ونوفوداروفكا، في مقاطعة زابوروجيا".
وتسببت الضربات الجوية في إلحاق الخسائر بوحدات اللواء الهجومي 79 المحمول جواً، واللواء الميكانيكي 110 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الإقليمي رقم 129 في مناطق نوفغورودسكوي وأفدييفكا وبوبيدا في دونيتسك.
واحتاج الجيش الأوكراني لوقت طويل من أجل التحضير إلى الهجوم المضاد لاستعادة أراض سيطرت عليها روسيا خلال الشهور الماضية، لكن سمح هذا للجيش الروسي بتقوية خطوط دفاعه، ما يشير إلى أن المعارك لن تحسم في وقت قريب.
واليوم الأحد وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشكر إلى الجنود "الشجعان والأشداء" الذين يحاربون لصد الهجوم الروسي، متمنيا لهم بمناسبة عيد الأب العودة من الجبهة إلى عائلاتهم.
وكتب زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي "شكرا لكل أب أوكراني، لكل عائلة أوكرانية، على جنودكم الأشداء والشجعان الذين دافعوا عن استقلال أوكرانيا ويقاتلون من أجل أن تحيا أوكرانيا".
ونشر فيديو أعدته منصة "يونايتد 24" التي أنشأها لجمع الهبات، يعرض جنودا أوكرانيين عائدين إلى بيوتهم ويحملون أطفالا.
وأضاف زيلينسكي "آمل أن يحظى آباؤكم بحياة مديدة مليئة بالصحة، ولكل والد على خط الجبهة أن يتمكن ذات يوم من العودة إلى بيته".
لم يكتسب الهجوم المضاد الأوكراني ضد القوات الروسية حتى الآن الزخم الذي توقعه بعض المراقبين المفرطين في التفاؤل. ويبدو حتى الآن وكأنه مقدمة لعمل أوسع نطاقا.
وذكر تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن العمليات الهجومية أسفرت حتى الآن عن مكاسب متواضعة في المناطق الجنوبية مثل زابوريجيا؛ حيث أثبتت الدفاعات الروسية متعددة الطبقات صعوبة اختراقها. وينظر إلى المنطقة باعتبارها هدفا مهما لأوكرانيا إذ ستعني كسر الجسر البري بين شبه جزيرة القرم ودونيتسك الواقعة في الشرق.
لكن توجد مؤشرات أيضًا تفيد بأن القوات الأوكرانية تتطلع إلى تقليص المكاسب الروسية حول باخموت، واستغلال ما يعتبرونه نقاط ضعف في أماكن أخرى في الشرق.
وبدلا من استعراض القوة الساحقة، يبدو أن أوكرانيا تحاول سحب الوحدات الروسية في اتجاهات مختلفة، والعمل على ما قد يكون نقاط ضعف، أو استغلال الخطوط الفاصلة بين الكتائب المختلفة.
وستكشف على الأرجح الأيام المقبلة ما إذا كانت أوكرانيا بصدد تنفيذ تكتيكات لخلخلة خطوط الدفاع الروسية أم أن قواتها تفشل في ضرب التحصينات التي أعدتها موسكو، لكن سواء كان الاحتمال الأول أو الثاني لن تكون أمنيات زيلينسكي قابلة للتحقق سريعا.